محمد ولد أحمديورة في مدينة حلب الشهباء

اثنين, 06/29/2015 - 11:32

نظم فرع حلب لنقابة المهندسين السوريين أمسية أدبية شارك فيها عدد من شعراء حلب وكتابها كما حضرها جمهور من الأدباء والكتاب والمهندسين وقد استهل الشاعر السوري الكبير المهندس محمد بشير دحدوح (النابغة الرندي) حديثه في هذه الأمسية بالثناء علي الشاعر الشنقيطي محمد ولد احمد يوره معبرا عن إعجابه الشديد بالتجربة الشعرية الفريدة لهذا الشاعر العظيم وبالشعر الموريتاني عموما واصفا إياه بالأصالة والتميز ثم أضاف قائلا اليوم سوف أنشدكم أبيتا لهذا الشاعر سمعتها من صديقي الشاعر الدكتور الشيخ احمد دومان الموريتاني هذه الأبيات لم اسمع ما هو أكثر منها توجعا وتأوها وقد أطربتني وأدهشتني كما أطربت وأدهشت كل من سمعها من شعراء الشهباء وفتحت شهيتنا الشعرية لمعارضتها. وسأعرض عليكم هده الأبيات مع بعض المعارضات وقد أسميتها الأيَّـاتْ.

يقول الشاعر الموريتاني محمد احمد يوره المتوفي في ثلاثينيات القرن الماضي مخاطباً المدْرُوُمْ وهو موضع ببلاد شنقيط (موريتانيا):

• على الربعِ بالمدرومِ أيِّـهْ وحيِّهِ          وإن كان لا يدري جواب المؤيِّهِ

• وقفتُ به جذلانَ نفس كأنما                  وقفت على ليلاهُ فيهِ وميِّـه

• وقلت لخلٍّ طالما قد صحبتُه                 وأفردته من بين فتيان حيِّهِ

• أعنّي بصوبِ الدمع من بعد صونِهِ         ونشرِ سرير السرِّ من بعد طيِّهِ

• فما أنتُ خلُّ المرءِ في حال رشدهِ           إذا أنتَ لستَ الخلَّ في حالِ غَيِّهِ

فقال شاعر الشهباء محمد هلال فخرو:

• تحاملتُ عصراً نحو أطراف حيِّهِ             أسائلُ عن ليلاه فيه ومَيِّهِ

• لقد كانتا ترباً لمن قد فقدتُـهُ                  لعلَّ لدى إحداهما علمَ حيِّهِ

• فقال لي الصبيانُ : ليلى تُوفيتْ              ومَيَّةُ في قاع الرشاد وغَّيِّهِ

• فما تبتغي ..؟ قلتُ السلامةَ والهدى ..      وسِرتُ شجيَّ الحلقِ من بعد ريِّهِ

• يكاد يرى الراؤون وقعَ جوابهم              فقد بانَ فوق الوجه آثارُ كَـيِّهِ

• يحقُّ لمثلي أن يدلِّـهَهُ الهوى                ويعرِضَ عن أزياءَ ليستْ كزِيِّهِ

• فيا شاعرَ المدرومِ شعرُكَ قاتلي               فأيِّهْ .. فما أسمعتَ غيرَ المؤيِّهِ

******************

• أما الشاعر الموريتاني الدكتور الشيخ أحمد دومان فقد قال :

• رويتُ حمى المدروم مثلَ أُخيِّهِ               بدمعي فما أوفيته حقَّ رَيِّهِ

• فخاطبني طيفٌ لحسناءَ قائلاً                أتبكي على المدروم يا ابنِ أُبَيِّـهِ

• فقلتُ لها من أنتِ .؟ هل تعرفينه ؟.         ولم تدري عن ليلاه شيئاً ومّيِّهِ

• فقالتْ : أنا من أبرؤ العشقَ والهوى        وأثني ذراعَ الشوق من بعدِ لّيِّهِ

• فقلتُ: وجرحُ القلب بالأيِّ نازفاً              كجرحِ فتى المدروم في يوم غّيِّهِ

• فقالت : إذاً فالكيُّ .. قلتُ : لربما              فليس يرجَّى البرءُ إلا بكيِّهِ

• فقالتْ: لأنت الخلُّ في الرُّشدِ والغوى               فأيِّهِ على المدروم يا شيخ أيِّهِ

أما النابغة الرندي فهذه مساهمته:

• على ذكرِ أربابِ الودادِ فأيِّهِ                    وإن كان لم يسمعْكَ غيرُ المؤيِّهِ

• عسى حرقةُ الأيَّـات تُرسلُ نسمةً             فتحملَ من طيب الهوى ونديِّهِ

• ومنْ لم تكنْ ليلاهُ بلسمَ جرحِهِ               فليس له بُرءٌ بأعطافِ ميِّهِ

• فيا نخلةَ المدروم سعفكِ شاهدٌ               غداةَ دعا المختارَ من أهل حيِّهِ

• ويا ظبيةَ المدروم طرفُك ساهمٌ            ذروفٌ على صبح الفتى وعَشيِّهِ

• وهمسِ صبايا الحي في كل خلوةٍ        ونشرِ شَغاف السِّرِّ من بعد طيِّهِ

• فيا سادراً في اللومِ ..حسبُك مرةً         فما لك بالحسونُ من بعدِ رمْيِهِ

• فلن يستبينَ الرُّشدَ فاقد خِلَّـهِ              ولن يهتدي للحقِّ راكبُ غَيِّهِ

• فهذا أخو الشهباءِ أيَّـهَ والهاً             على فقد تربِ الودِّ وابنِ أُخيُّهِ

• ففاح رطيب الشعر بالفقد روعةً          كما فاح عودُ الرَّندِ طيباً بشيِّهِ

• فيا شاعرَ المدرومِ أيِّـهْ على الحمى          ويا شاعرَ الشهباءِ للتِّربِ أيِّهِ

وأخيرا نشير إلي أن أبيات محمد ولد احمد يوره الآنفة الذكر قد أصبحت ذائعة الصيت و متداولة بين الشعراء والنقاد في مدينة حلب الشهباء العريقة والمعروفة بذائقة أهلها الفنية والأدبية العالية كما أعادت لفت الانتباه إلى عظمة الشعر الموريتاني الذي لازال مجهولا لدي فئة عريضة من الإخوة في المشرق العربي .