صالون الولي محمذن ولد محمودا يستضيف مفكرين من ثلاث قارات عنوان الحلقة : إشكالية النهضة وأسباب تأخر العرب والمسلمين

اثنين, 08/03/2015 - 13:20

احتضن صالون الولي ولد محمودًا الثقافي في العاصمة  السبت:1 أغسطس الجاري كوكبة من المفكرين والمثقفين من موريتانيا ومن الخارج"في حلقة متميزة بعنوان لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم من أبرزهم :

ضيف الحلقة المحاضر د.بدي ولد أبنو، رئيس مركز الدراسات والأبحاث العليا في ابروكسل

الباحث الفرنسي رولان لوفيل ـ 

باحثة من دولة تركيا

الباحثة التونسية فردوس

الباحث والصحفي السنغالي الاستاذ جا من صحيفة لسولي

 الدكتور الباحث سيد أحمد ولد أحمد سالم

السفير المفكر أحمد باب ولد أحمد مسكة

الشيخ محمد فال ولد اعلي رئيس مجمع الشيخ ماء العينين بنواكشوط

الاستاذ محمد محمود ولد سيدي يحي الامين العام لوزارة المرأة

مستشار الرئيس السابق بومية ولد ابياه

الاستاذ الباحث الخليل النحوي

الدكتور محمد ولد سيد أحمد فال (بياتي)

 الدكتور بلال لد حمزة أمين عام مجلس جائزة شنقيط

 الوزير السابق الأستاذ محمد محمود ولد جعفر

الوزير السابق الدكتور عبد الودود ولد عبد الله ددود

السيد محمدن ولد سيدي الملقب بدن

السيد بن بلا بن سيدي حبيب الله ال الشيخ سيد المختار الكنتي

الممثل الاعلامي الاستاذ محمد مولود ولد رمظان

السياسي والعسكري السابق ابريكة ولد امبارك

الأستاذة البتول بنت عبد الحي نائبة بالبرلمان 

الدكتورة صفية بنت حباب

الدكتور أحمد ولد نافع

الدكتور محمد ولد اميين

الاستاذ ناجي محمد الإمام

الصحفي الاستاذ الحسن ولد ملاي اعل

الشيخ بونا عمر لي،

الدكتور محمد فال ولد الحسن

الدكتور أحمد سالم ولد اباه

الباحث محمد المهدي البشير 

الدكتور محمد ولد احميادة

الدكتور سيد الامين بن ناصر

الاستاذ محمد فال ولد حامد

الاستاذ الصحفي المختار السالم أحمد سالم

الدكتور الاعلامي الحسين ولد امدو 

الاعلامي محمد نعمة عمر

الفقيه أحمد بن حبيب الله

الاستاذ أحمد حبيبي

 السفير اناه ولد محمودا

الاستاذ الحسن ولد محنض

الباحث في قضايا الصحراء الكبرى الاستاذ محمد سالم اليعقوبي

الاستاذ المعلوم ولد المرابط

الاستاذ امين ولد حامدن

الاستاذ احمد ولد حرود

وغيرهم من الشخصيات الفكرية والعلمية والإعلامية يضيق المقام عن حصرهم مع حضور نسائي متميز.

استقبلهم كالعادة الولي محمذا ولد محمودا صاحب الصالون وانعقدت الجلسة العلمية لعدة ساعات تخللتها استراحة لصلاة الظهر ومأدبة الغداء الذي أقامه الولي ولد محمودأ  على شرف الحاضرين .

الدكتور سيد أحمد ولد أحمد سالم افتتح الحلقة وأدارها باقتدار رحب بالضيوف والمشاركين ومهد للموضوع بمقدمة أعاد فيها  طرح السؤال الذي طرحه الأمير اشكيب أرسلان في ثلاثينات القرن الماضي حول النهضة "لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم"

المحاضرد.بدي ولد أبنو تصدى للإشكالية من الزاوية التاريخية بدءا بما قبل عصور النور في أوربا مرورا بالنهضة الصناعية التي أحدثت الفارق الهائل في موازين القوى من خلال الصناعات العسكرية الجديدة والصراعات الاوربية الاوربية في ذلك التاريخ ملقيا باللائمة على الدولة العثمانية التي لم تكن تولي الأهمية لتنمية ما وراء أسوار عاصمتها ولخروجها من تحالفاتها المتأرجحة بين كفتي النزاع الاوربي  بلا شيء حيث فككت في سايس بيكو أوصالها وألغيت الخلافة وانزلقت الى حضيض التخلف.

وخلص الى إن سؤال النهضة نتج من منطلق تأخر الامبراطورية العثمانية عن نظيراتها.

 

وأضاف ولد أبنو أن النخب العثمانية استشعرت منذ القرن السابع عشر وقبل شكيب أرسلان تراجع العالم الاسلامي الذي استشعره ابن خلدون مبكرا قبل ظهور الثورة الصناعية في أوروبا.

 

واختتم ولد ابنو بإعادة الكرة الى السوال : لماذا تأخر العالم العربي وتقدمت غيره من المكونات داخل العالم الإسلامي؟!

 

المداخلات بعد ولد ابنو كانت كثيرة ومتعددة وقد تتابعت مدى ساعات متواصلة منها :

الباحث الفرنسي رولان لوفيل ـ الذي فرق بين العرب والمسلمين فيما يخص النهضة معتبرا أن دولا آسيوية مسلمة التحقت بالركب المتطور في حين حمل العرب جزء كبيرا من المسؤولية في عدم النهوض والعيش بتخلف لأنهم لا يهتمون بالعلم وتحصيله لتحقيق نضهات محلية وحمل الجزء الاخر من المسألة لأسباب جيوسياسية عند قوله بأن العرب في الشرق الأوسط فقدوا جزء من الأهمية بالنسبة للغرب الذي كان يراعي كونهم حلقة وصل بينه والشرق الآسيوي وهذه الأهمية تلاشت بسبب الاتصال المباشر بين الغرب والشرق الأقصى وبالتالي أهملهم الغرب .

 

د.محمد ولد سيد أحمد فال (بياتي) قال إن إجابات عديدة قدمت أمام سؤال النهضة، وتجسدت في نقد العقل العربي ونقد العقل الإسلامي، وهي رؤى مختلفة من حيث المنطلقات وخلفيات أصحابها.

 وقدم بياتي تعريفات للمشاريع النهضوية في مجال الفكر في الحقب الماضية لدى كل من الجابري – محمد أركون – حسن حنفي ولفت إلى أن فشل الدولة وعدم تجذرها في الثقافة العربية من أهم العوائق عن النهوض .

 

محمد المهدي انتقد الأسئلة والمصطلحات المستوردة كمصطلح النهضة المترجم وصيغة السؤال المركب عليه الذي رآه متناقضا وغير منطقي خاصة في ربط التخلف بالمسلمين  وقال إن طرق النهوض ليست بالضرورة طريقا واحدا كما يدل على ذلك الطريق الذي سلكه اليابان للنهوض وهو غير المسلك الغربي وطالب بوجود الرؤية الذاتية والاجتهاد لدى المسلمين للوصول الى الطريق الملائم لنهوضهم وعزا التخلف عند المسلمين إلى تدني القرائية والتحصيل العلمي .

 محمد محمود ولد سيدي يحي المح في كلمته الى أن السؤال متأثر لا محالة باللحظة الراهنة للواقع العربي ولذلك لن تخلو الإجابة كذلك عن التأثر بهذه اللحظة، مشيرا إلى انها لحظة عابرة.

الدكتور بلال لد حمزة دعا إلى طرح السؤال بصيغة جديدة تلائم التطور الحاصل مشيرا إلى أنه يجب طرح السؤال بصيغة كيف بدل  "لماذا" الذي يبحث عن الأسباب والدواعي والخلفيات . لأن كيف هي التي تجيب والطريق الوحيد للنهوض .

أ.محمد محمود ولد جعفر اعتبر الاشكالية واردة ولكننا نحن وحدنا من يمكنه الاجابة ومن يجب أن تأتي منه لأن الغرب ينظرون إلينا فقط من خلال مصالحهم وأن هناك نظرة تقليدية خاطئة منا لأنفسنا ومن الآخر لنا يجب العمل على تصحيحها.

 

الدكتور ولد احميادة قال إنه مادام السؤال لم يطرح طرحا معرفيا وابستمولوجيا  فلن تقدم الأسباب الحقيقية لنهضة الغرب التي هي على مستوى الفكر والعقل والفلسلفة فقط  محذرا من كون الغرب بات يختزل غيره من المجتمعات في ثقافاته الخاصة.

 

الأستاذ الخليل النحوي قال إن الغرب استفاد في كل منطلقاته من مرجعيات كتبه الدينية ويحق للعرب والمسلمين أن يستفيدوا بدورهم من القرآن الكريم المرجع الأول في دينهم ولو بحث المسلمون - بالقدر الكافي أو حتى بالقدر الذي بحثوا به في النظريات التي طرحها جان جاك روسو وكونفوشيوس - عن حلولهم لوجدوها في القرآن الكريم، مؤكدا أنه بالبحث والتنقيب في النص القرآني ، سوف يتم استكشاف هذه الحلول.

وأن العالم الإسلامي والعربي قادرا على الاستقلال بذاته على مختلف الأصعدة 

أ.جا السنغالي، قال إن أزمة العالم العربي في الإنتاج المعرفي والصناعي الضعيف جدا بالمقارنة مع الإمكانات الهائلة لبعض الدول لأن الكوادر التي لا تنتمي لأمة لا يمكنها بناء نهضة لها .

 الدكتور بن ناصر قال إن العرب قبل الاسلام كانوا بداة بلا حضارة فجاء الاسلام فعزوا به وتقدموا على الأمم واعتبر أن فترة الدولة الاموية كانت فترة انحطاط خلافا لما يراه الجابري وان صحوة نسبية شهدتها الفترة العباسية مع ترجمة العلوم وقال إن التساؤل عن أسباب السقوط مقدم على التساؤل عن أسباب النهوض.

المفكر أحمد باب ولد أحمد مسكه قال إن تساؤل النهضة يستحق دراسته وطرحه بعمق، داعيا إلى دراسة ما وصفه "بسلوك الحكام" من زاوية حب الرئاسة والسلطة وما نجم عنه من حروب كثيرة على مدى تاريخنا العربي والإسلامي وعزا تأخر المسلمين الى ملوك الطوائف في الاندلس فبتفريطهم فيها تم التفريط بالنهضة العلمية التي كان مركزها في العالم الاسلامي الاندلس واحتوى على تراثها الغرب فتقدم وتخلفنا . وقال إن هناك نماذج صالحة من الحكام، لكن الأغلبية منهم ظلت تقدم  ذواتها على المجتمع والدولة .

ابريك ول امبارك عاد إلى النص القرآني مستشهدا بآيات من سور البقرة الأعراف الانفال الروم الواقعة في صلاحية القرآن لتقديم حلول عملية للنهوض وقال ان الغرب ترجموا القرآن باكرا واستلهموا قواعده وسننه الكونية في نهوضهم ويريدون أن يبعدونا عنه لئلا نتقدم .

السيد بدن قال في كلمته ان المجتمع المسلم يشارك الغرب في نصف الحياة المتعلق بالمادة وينفرد بالتفوق عليها في النصف المتعلق بالروح .

بنت عبد الحي طالبت بنزول النقاش الى الواقع الموريتاني الغارق أكثر من غيره في تداعيات "تأخر المسلمين وتقدم غيرهم".

 الباحثة التركية شكرت الصالون على هذه الجلسة العلمية التي أتيحت لها وطالبت بتوجه العالم الاسلامي الى المعرفة واستشهدت بما تحصل في تركيا السائرة في طريق النهوض ,

الدكتورة صفية بنت حبابة بدورها شكرت الولي محمذا على استضافة الصالون للنساء وطالبت بإشراكهن دائما حيث لا نهضة ولا صلاح للمجتمع بدون النساء.

 د.محمد ولد اميين عزا التأخر الذي أصاب الأمة إلى تسلط الحكام وخلص الى أن سبيل النهوض الوحيد يكمن في الاهتمام بالإنسان وتنميته باعتباره المحور في كل إصلاح.

 

ناجي محمد الإمام قال إننا نعيش مؤامرة مدبرة تهدف إلى إبقاء المجتمعات العربية والافريقية في واقع متدن اقتصاديا وعلميا واجتماعيا. وهذه المؤامرة بدأت منذ سقوط غرناطة ولم تنته عند ربيع الموت والدمار والقتل على الهوية.

 

الشيخ بونا عمر لي، قال إن المثل البولاري يقول: لا تنظر إلى سقطتك ولكن انظر إلى مكان عثرتك؛ داعيا العالم الاسلامي إلى البحث عن مكان العثرة والتغلب على الاسباب.

 أ.أحمد حبيبي قال إن مشكلة العالم الاسلامي بدأت منذ مضايقة الفكر الاعتزالي ومحاربته وفصل المقال والعقل عن الدين وتغييب الاجتهاد .

 وانتقد حبيبي الجمود على النص الفقهي رغم تعاقب الأزمان واختلاف الواقع، داعيا إلى إرجاع الاجتهاد والعقل الى مكانتهما.

 وتوالت المداخلات الى ساعة الاختتام عند صلاة العصر .

الحسن بن محنض