الانتخابات...أحلام التغيير و يأس الواقع! / منت بيروك (راي حر)

ثلاثاء, 08/25/2015 - 13:54

طالما راودني الأمل في غد أفضل و طالما اشتدت ذروة هذا الأمل قبل كل استحقاق انتخابي تخوضه بلادي طمعا في تحقيق المعادلة الصعبة بين العرض السياسي و الطلب الاجتماعي.

كما جرت العادة و على أبواب كل الاستحقاقات التي مرت علينا في هذا البلد السعيد، ترتفع أصوات ممثلي الأحزاب السياسية و هم يتغنون بمبادئ الشفافية و محاربة الفساد و القطيعة مع الأساليب و السلوكات القديمة، و كذلك التبرأ من رموز الفساد و المتمصلحين من العملية السياسية في هذه البلاد، لكن للأسف في كل مرة وبعد نهاية الزخم الانتخابي تبقى دار لقمان على حالها، بل للأسف الشديد تزداد دار لقمان اهتراءا و تداعيا. ذلك لأن التغيير الحقيقي لم يحدث فمازالت الوجوه نفسها مسيطرة على المشهد رغم أنف المواطن، وماتزال الأساليب نفسها هي المستعملة في إعداد الطبخة السياسية التي أزكمت الأنوف.

إن المشهد الانتخابي المغربي و بالرغم من تحرره من التزوير و التدليس و تدخل السلطة و وقوفها على الحياد من العملية الانتخابية إلا أنه و بكل اسف مازال يرزح تحت وطأة سوء التزكيات من جهة و استبداد سماسرة الانتخابات من جهة اخرى بالاضافة الى المغريات المادية التي يسخرها البعض من أجل شراء الذمم و شراء مستقبل الناخبين مستغلا جهلهم حينا و حاجتهم أحيانا أخرى.

لكن بالرغم من السوداوية النسبية التي تطفو بوضوح سافر على السطح، إلا أن هناك بوادر أمل تتمثل في توجهات جديدة يغرد أصحابها خارج سرب الفساد معلنين عن إمكانية العمل السياسي النظيف انطلاقا من روح المواطنة الحقة.

و لعل خير دليل على ذلك هو نوعية و قيمة التزكيات التي حظيت بها جهة وادي الذهب لكويرة على ندرتها إلا أنها تعتبر نقلة نوعية و قيمة مضافة لا يسعنا إلا أن نحييها، على سبيل المثال نثمن بقوة و نستبشر خيرا بتزكية السيدة منى شكاف على رأس لائحة الأصالة و المعاصرة الذي أثبت مرة أخرى على عزمه على تفعيل مبدأ المناصفة عمليا و ليس فقط نظريا من خلال فتحه المجال أمام الطاقات النسائية الواعدة من أجل ممارسة العمل السياسي بندية مع الرجل استنادا إلى الكفائة وليس فقط من أجل تأثيث المشهد السياسي و تلميع الصورة.

وقد احسن الحزب اختياره عندما زكى ابنة هذه الجهة التي طالما حملت همها و كان ذلك هو المحرك الأول لانخراطها في العملية السياسية املا منها في تحقيق التغيير و الاصلاح.

خلاصة القول ستمر الانتخابات و ستنتهي الحملات الترويجية و لن يبقى أمام المواطن لسنوات قادمة سوى التعايش مع اختياراته التي ستفرز ها الصناديق في هذه المرحلة الحرجة، لذلك أحسنوا الاختيار لما فيه صلاح أمرنا جميعا فهدفنا هو التغيير للأفضل و أصواتنا أمانة و مستقبلنا بأيدينا اليوم أما غدا فسيكون بأيدي من اخترناهم بعد الله.

الصحراء الآن : الشائعة الضبيالي منت بيروك