موريتانيا: قناة تلفزيونية تعليمية لتعويض غياب الأساتذة

أربعاء, 09/30/2015 - 11:11

تعمل وزارة التعليم العالي الموريتانية على إطلاق قناة تلفزيونية متخصصة بالمواد العلمية لطلاب الجامعات، حيث من المقرر أن تبدأ القناة بثها مطلع العام القادم على القمر الصناعي عربسات لتكون الأولى من نوعها في البلاد.

قال اسلمو ولد الطالب، الأستاذ الجامعي وعضو اللجنة المشرفة على إنشاء القناة، إن “القناة ستبث  مجموعة من المحاضرات الجامعية مباشرة إضافة إلى محاضرات أخرى تفاعلية على مدى الأربعين والعشرين ساعة، يقدمها مجموعة من أبرز الأساتذة في جامعة انواكشوط بمختلف تخصصاتها العلمية والأدبية.”

تبدو خطوة إطلاق القناة بمثابة طوق إنقاذ لنظام التعليم الجامعي المتهالك.

قال محمد ولد عبدالله، طالب ماستر تاريخ، “في ظل غياب الأساتذة الجامعيين في أغلب المحاضرات عن الحضور للإلقاء محاضراتهم، فإن القناة التعليمية ستفرض على الأساتذة تقديم المحاضرات والتحضير الجيد لأنها ستبث على الهواء مباشرة، وسيستفيد منها الطلبة الجامعيين الباحثين وستكون اسهاما في حراك تعليمي في البلاد.”

بينما يعتقد، سيدي بوي، طالب ماجستير في الاعلام، أن القناة التعليمية ستكون فرصة  للمراجعة التلفزيونية المباشرة وهي استنساخ إيجابي للقنوات التعليمية في دول الجوار والدول العربية في مصر وبعض الأقطار العربية.

أما أبو محمد، اب لثلاثة أبناء ملتحقين بالجامعة، فقال إن القناة التلفزيونية ستوفر عناء الدروس الخصوصية ومطاردة الأساتذة والترجي لهم من أجل تقديم دوس تعليمية، وهو ماستقدمه القناة التعليمية بشكل مباشر.

يوافق سيدي ولد الغوث، خبير اقتصادي، مع ما قاله أبو محمد. إذ قال “ستساعد القناة بالقضاء على الدروس الخصوصية وشراء كراسات الأساتذة الخاصة  لكونها ستقدم الدروس مجانا للطلاب.”

تعاني موريتانيا من شح كبير في مؤسسات التعليم العالي، إذ تتبع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ثلاث جامعات فقط، اثنتان منها في نواكشوط وهي جامعة نواكشوط وجامعة العلوم والتكنولوجيا ، إضافة إلى جامعة العلوم الإسلامية في مدينة العيون بالشرق الموريتاني، وقد استحدثت في 2011 وتضم كلية للشريعة وكليات أخرى ناشئة. (إقرأ قصتنا ذات الصلة: موريتانيا تحتفل بتخريج أول دفعة من خريجي كلية الطب).

وخلال السنوات القليلة الماضية، ظهرت خمس جامعات خاصة وفروع لجامعة دولية، إضافة إلى معاهد ومدارس عليا متخصصة لكن يبقى العدد محدودًا مقارنة بأعداد الطلبة الراغبين في مواصلة دراستهم إلى أعلى المستويات العلمية، إذ لا تتوفر دراسة الماجستير والدكتوراه في الجامعات الموريتانية إلا في حالات نادرة. كما تعاني هذه الجامعات من محدودية التخصصات الموجودة بها مما يجعلها غير قادرة على احتواء كل طموحات الطلبة الجدد.

قال حمود اعمر، الباحث في مجال الإعلام الموريتانين إن “القناة التعليمية الجديدة ستشكل مساراً جديدا في المحتوى الإعلامي للقنوات في موريتانيا فعادة ما تتصدر الاخبار السياسية والثقافية والترفيهية المحتوى الإعلامي للقنوات، في غياب تام للبرامج التعليمية سوى من نشاطات كورشات وندوات أو اجراء مسابقات او احداث تعليمية مهمة كإعلان نتائج او تخرج دفعات جامعية.”

ولكن تبقى المخاوف في الأوساط التعليمية من أن تسيطر الفوضى والانتقائية على القناة التعليمية. فبحسب الأستاذ الجامعي سيدي ولد جدو، فإن القلق من المحاباة وسياسة الوساطة والانتقائية قد تعطل القناة التعليمية عن مسارها الصحيح ” يتوجب إجراء اختبارات ومسابقات شفافة للمحاضرين في القناة التعليمية، لضمان جودة الدروس المقدمة.”

بدورها، تحذر النقابات التعليمية من الارتجالية وتدخل السياسة في مشروع قناة التعليم وتدعو لضرورة اشراك التنظيمات التعليمية في مشروع القناة التعليمية والاشراف عليه بشكل مباشر. قال أحمد ولد الزين، أستاذ التاريخ بجامعة انواكشوط، إنه “لابد من اشراك هيئات نقابية من أساتذة الجامعة في مشروع القناة التعليمية من اجل ان تقوم القناة على أسس صحيحة.

بالطبع، يبقى الحكم النهائي على مشروع القناة التلفزيونية رهن انطلاقتها وسوية البرامج التي ستقدمها.