انواكشوط بين حمى "الضنك" وعصابات السطو المسلح..

خميس, 10/01/2015 - 13:24

يعيش سكان العاصمة الموريتانية ، منذ فترة، وضعية صعبة للغاية على أكثر من صعيد.

فسكان العاصمة ، منذ تهاطل الأمطار قبل شهرين، ينامون على مستنقعات وبرك متعفنة غير مسبوقة في تاريخ المدينة. وقد نتج عن هذه البرك انتشار لأمراض وحساسيات جلدية، وكذلك عن تفشي حمى غامضة ، لم تكن معروفة من قبل، ولم يتمكن الأطباء، إلى الآن، من تشخيص دقيق لها؛ الأمر الذي سمح بانطلاق الشائعات على نطاق واسع حولها. كما أن تخبط الأطباء حول التشخيص جعل العلاجات التي تقدم  للمرضى مجرد اجتهادات ، تختلف من طبيب لآخر.  ومع أن بعض الأطباء يعتقد أن هذه الحمى هي حمى الضنك، إلا أن قسما آخر منهم  يبقى مترددا، ولكنه يجزم أنها حمى فيروسية ربما نتجت عن تطور  لفيروس ناتج هو الآخر عن مياه الأمطار التي اختلطت  بمياه الصرف الصحي ،بسبب غياب بنى الصرف الصحي في هذه العاصمة، التي مضى عليها أكثر من نصف قرن من الزمن. 

وأيا يكن الأمر، هناك تقارير طبية غير رسمية  تقول إن أربعة من كل سبعة مواطنين في العاصمة  انواكشوط قد أصيبوا أو هم مصابون الآن بهذه الحمى ، التي تتميز بآلام شديدة جدا في العظام والرأس وارتفاع عال لدرجة الحرارة في الجسم والإقاءة  وانعدام الشهية والقيء وغياب الوعي والوهن الشديد... وتتصادف هذه الوضعية الصحية شبه الوبائية للسكان بتفشي ظاهرة التزوير  والغش في العقاقير والأمصال وحقن التغذية ومخفضات الحرارة  وغيرها من الأدوية ، فضلا عن الارتفاع المذهل في أسعارها، فيما يسجل المواطنون موتا سريريا للسلطات الصحية في موريتانيا، وغيابها كليا عن المشهد.

أما الشق الآخر من المصائب التي تطحن هذا الشعب فيتمثل في  انتشار وتوسع ظاهرة عصابات السطو المسلح ، التي تحدثنا عنها كثيرا في " الدرب العربي". فهذه العصابات باتت تقتحم على المواطنين محلاتهم التجارية ومنازلهم في وضح النهار وفي ساعات الليل الأولى. وقد استفسرت " الدرب العربي"  ، على طريقتها، مسؤولين في الشرطة الوطنية عن خطورة هذه الوضعية، حيث أجابوا: إن الوضعية بالغة الخطورة وتتفاقم باطراد مرعب" لأن الشرطة ، يقول هؤلاء، تعبت من القبض على اللصوص وعناصر السطو المسلح وإحالتهم إلى المحاكم ولكنها تتفاجأ بهذه العناصر يمشون مطمئنون في الأسواق في اليوم التالي".. وقال هؤلاء الشرطة إن المواطنين لم يبق أمامهم إلا اقتناء السلاح للدفاع عن أنفسهم في وجه هذه الفوضى الأمنية.

وهذا، إذا ما حصل قدد يتسبب في انتشار الأسلحة في أيدي المواطنين ، مما قد يضيف إشكالات وتداعيات اجتماعية وأمنية أخرى تزيد في إرباك الدولة وضعفها، أكثر.  ويتحدث المواطنون في هذه الأيام عن ضرورة استنساخ تجربة الماليين ، التي تعني أن المواطنين حين يقبضون على اللص أو الحرامي يسكبون عليه البنزين ويحرقونه حيا، أو يقطعون" عراقيبه" لمنعه كليا من  الحركة ، مدى الحياة..

نقلاعن مجلة الدرب العربي الصادرة عن حزب البعث العربي الاشتراكي - قطر موريتانيا - عدد أكتوبر 2015