نصيحة إلي رئيس الجمهورية من نجل العقيد كادير

اثنين, 10/19/2015 - 12:14
اعل طالب عبدالقادر

نصيحتي.. لولي الأمر في موريتانيا

عن تميم الداري رضي الله عنه، أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة. قلنالمن يا رسول الله ؟ قال لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم".

اقتداء بهذا الحديث عظيم الشأن، أسدي شهادتي و نصيحتي لولي أمر هذه البلاد .

السيد رئيس الجمهورية،

الأعمال بخواتمها ويبدو انكم تتجهون - إن لم تتداركوا الموقف - الى الخاتمة المرة التي آل اليها اغلب من سبقوكم في وطننا الى هذه المسؤولية العظيمة. واقول لكم بصراحة وانا، ان كنتم تذكرون، ممن هب معكم للوهلة الأولى إيمانا مني بما أبديتم من حزم وتفان من أجل تأدية واجبكم تجاه الوطن. كنت تارة شاهدا وتارة فاعلا خلال السنوات القليلة الماضية كإطار و مسوؤول في الدولة .

دعوني أولا اضع بعض المسلمات من اهمها ان سياسات محاربة الفساد و الفقر من جهة و تحقيق العدل في توزيع الثروات بين المواطنين من جهة اخرى ، لا يمكن اليوم الا ان تتحملوا مسؤولية فشلها بعد سبع سنوات من حكمكم. أي انتقاد اليوم منكم للخرقات المنتشرة في الدولة هو اعتراف ضمني بعدم نجاح أهم شعار وعدتم به الشعب.

السيد رئيس الجمهورية

لا يمكن تجاهل ما تحقق في البلاد خاصة خلال مأموريتكم الأولى بفضل ارادة قوية و مجهودات جبارة لكن النتائج ، في الواقع ، ادنى بكثير مما كنا و أعتقد كنتم تنتظرون.

والتدهور بدا جليا منذ بداية المأمورية الثانية حيث يتم بشكل ممنهج تدمير ما تحقق رغم تواضعه. أود أن نتأمل بكل شجاعة في قطاعات الدولة و أستثني القواة المسلحة لوضعها الخاص واطرح هذه الأسئلة التالية:

- اين السياسة الواضحة للتعليم بعد سبع سنوات ؟

- اين السياسة الواضحة للصحة بعد سبع سنوات ؟

- اين السياسة الواضحة للعدالة بعد سبع سنوات ؟

- اين السياسة الواضحة للإسكان بعد سبع سنوات ؟

- اين السياسة الواضحة للشغل بعد سبع سنوات ؟

- اين السياسة الواضحة للإقتصاد بعد سبع سنوات ؟

- اين السياسة الواضحة للسياحة بعد سبع سنوات ؟

- اين السياسة الواضحة لتسيير الثروات بعد سبع سنوات ؟

- اين السياسة الواضحة للزراعة و الرعي بعد سبع سنوات ؟

- اين السياسة الواضحة للمياه بعد سبع سنوات ؟

- اين السياسة الواضحة للنقل بعد سبع سنوات ؟

- اين الدور الحقيقي للشباب الذي وعدتم به ؟

وربما ما لم اذكر كان اعظم. كل تلك السياسات و الاستراتيجيات معدومة الملامح ومرتجلة. هذا هو الوصف الحقيقي والذي يكاد يكون محبطا.

على المستوى السياسي والإجتماعي بدأنا نطل على الوضع الذي ثرتم و خاطرتم بأرواحكم من اجل تغييره. وكأنكم استسلمتم مع مرور الزمن لمجموعات الفساد المتمرسة .

لست أبالي حين يقول قائل أن سبب كلامي الآن هو إبعادي من مناصب الدولة التي أعتبر انها من حق اي مواطن لديه الكفاءة و خاصة من المنصب الحساس كرئيس للجنة لإبرام الصفقات العمومية لأني كنت أكافح من داخل النظام من اجل تطوير هذه الموسوعة الكفيلة- إن احترمت- بتحقيق ما يصبو اليه كل مواطن شريف لكن قوى الفساد متمكنة اليوم اكثر من اي وقت مضى و الأدلة لاتنقصني بل مدونة عندي.

السيد رئيس الجمهورية

لقد بلغنا مرحلة حان فيها أخذ القرارات الشجاعة و قد سبق ان قمتم بذلك. الوضع في بلدنا لم يعد يحتمل التضليل وربما تواجهون اليوم محنة تاريخية لازلتم تملكون التغلب عليها. ولعل معنى كلمة الحوار اليوم التي على كل لسان لا يدرك مغزاها في الحزب الحاكم والأغلبية إلا انتم و القليل جدا من حولكم. لي اليقين أنكم حصلت لديكم القناعة ان مواصلة تسيير الشأن العام بالأغلبية وحدها سيزيد الطين بلة ولذلك انتم مصممون على الحوار مع من يعارض سياسة البلاد وإلا لا يكون حوارا وهذا ما لم تفهم اغلبيتكم. لكن ثقوا انكم لابد من تقديم تنازلات قوية تصل إلى حجم الأزمات المتشعبة التي تتخبط فيها البلاد

السيد رئيس الجمهورية،

نصيحتي لكم وانتم قد قضيتم قرابة سبع سنوات من العشر التي يسمح بها الدستور، أن تتمعنوا في الحياة وقصرها.

بلدنا في امس الحاجة الى اكبر توافق يمكن تحقيقه وإلا لا نعلم عواقب هذه الأزمات التي بدأت فعلا تفقد المواطن الثقة في دولته. ولذلك يجب على هذا الحوار الذي تدعون إليه والذي ليس هدفا في حد ذاته بقدر ما هو وسيلة لتحقيق الأمن والإستقرار والرفاهية، أقول يجب ان يفضي الى نظام توافقي وواسع يحظى بثقة الجميع ويعطي وجها مشرقا لبلد في امس حاجة إلى ذلك.

يشهد الله أني قلت للرئيس السابق معاوية في ذلك المكتب الذي تديرون منه شؤون البلاد هذه الكلمات :" إن الساسة من حولكم يكذبون عليكم و الحزب الجمهوري بات كتلك المضغة في الجسد ان صلح صلح البلد كله وان فسد سيتداعى كل هذا الوطن...". احذروا بطانة السوء التي كل أفعالها اليوم توحي بعدم ثقتها في نظامكم وذلك بتأمين ممتلكاتها بالخارج.

و اعلموا أن الإقصاء هو العدو الحقيقي لبناء الدول وللانظمة و لا يمكن ان يدوم ابدا لان الله جعل من الايام دولا فمن سره زمن فسيسوءه آخر.

وما اردت الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله.

اعل طالب عبدالقادر

ابن المرحوم العقيد كادير