اللاّجئون الماليّون الغائبون البارزون في الانتخابات البلدية ليوم 25 أكتوبر

اثنين, 10/19/2015 - 13:07

مع تفجّر الحرب في بلادهم، لاحظ اللاجئون الماليون العجز في صفوف أبرز الوجوه السياسية، سواء كانت الخاصة بحكومة باماكو أم الحركات الأزوادية المطالبة باستقلال شمال البلاد (أزواد).  وضع لم يكن بالمستغرب عند اللاجئين بعدما فرّقت الحرب شمل صفهم، ووزّعت شعبهم بين المخيمات الإقليمية والدولية.

يرى محمد سالم وهو لاجئ في مخيم أمبرا من أعيان قبائل البرابيش، أن اللاجئين لن يستطيعوا المشاركة في  الانتخابات البلدية المقرر تنظيمها يوم 25 أكتوبر المقبل . حيث يقول : "لقد شاركنا في الانتخابات الرئاسية السنة الماضية في ظروف صعبة للغاية و كنا نطمع في تحسن الأوضاع بعد اختيار رئيس رسمي بدلا من حكومة مؤقتة، لكن الأمور لم تكن كما نتوقع" ويواصل "أما هذه المرة فلا نرى التصويت داخل المخيم أمرا ممكنا و لذلك يجب على السياسيين أن يؤمنوا عودتنا إلى أرضنا قبل الحلم في أصواتنا وسط معاناة كهذه".

ومن جهتها تقول اللاجئة مريم ولت محمد على: " على السياسيين من الحكومة والحركات الأزوادية على حد السواء أن يجدوا حلا  لهؤلاء الأطفال الذين ضاعوا ثلاثة سنوات بدون تعليم قبل التفكير في المناصب. نحن هنا ننتظر حلا شاملا يضمن سلامة أبنائنا ولا نهتم بانتخابات لا تسمن و لا تغني من جوع".
و يصرح التاي أغ عبد الله المسؤول الإعلامي للائتلاف الشعبي من أجل أزواد " لقد فكرنا في ابعاد اللاجئين عن خطر الجرب قبل  محاولة ارجاعهم إلى بلادهم وذلك بعدما فشلت حكومة باماكو في تقديم أي مبادرة جدية لاحتواء الأزمة حتى بعد أشهُر من التوقيع على اتفاق السلام والمصالحة".
ويؤكد أغ عبد الله أنه "أمام هذا الواقع، لم يعد الانقسام منحصراً في مواقف قيادات الحركات تجاه عودة اللاجئين فقد انقسمت أيضاً مواقف السياسيين في حكومة كيتا ، وعلى مستوى بعض الأحزاب تفاوت توصيفها لما يجري في البلاد ميدانياً وسياسياً، كما تفاوتت رؤيتها للمخرج من الأزمة".

ويواصل التاي "كان آخر المواقف اللافتة، إعلان عدد من الأحزاب عدم استعدادها لانتخابات البلدية التي كان من المقرر أن تبدأ أواخر الشهر المقبل قبل عودة اللاجئين إلى بلادهم فضلا على استعداد الحكومة للانتخابات قبل عودتهم".

من جهته علق ديمبا تراوري المسؤول الإعلامي لدى حزب الإتحاد من أجل الجمهورية والديمقراطية، قائلا: "سبق وأن طرحنا العديد من الأسئلة على الحكومة فيما يخص موضوع تنظيم الانتخابات قبل رجوع اللاجئين لكن يبدوا بأنها متشبثة برأيها، ومع ذلك يبقى خيار الحوار هو الافضل دائما".

من جانبه  حذر حسين ولد الغلام قائد أركان جيوش تنسيقية الحركات الأزوادية، من أي حملة للانتخابات البلدية، مؤكدا بأن ضمن وثيقة الاتفاقية هناك مراحل طويلة  تأتي قبل تنظيم الانتخابات خاصة وأن اللاجئين يعانون في المخيمات.
من جهته أفاد المختص في الشؤون المالية وعضو منسقية اللاجئين الماليين بمخيم أمبرا  محمد مختار الأنصاري، بأن مشروع عودة اللاجئين من المفروض أنه يتضمّن ما يلي: "الدعوة لوقف الحرب الداخلية على المدن الشمالية، ووقف العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين، تشكيل لجنة عسكرية وطنية مالية مكونة من الجانبين، بإشراف قوات حفظ السلام في مالي (مينيسما) وتتولْى الأمم المتحدة، الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، واتخاذ الإجراءات اللازمة لترتيب الوضع الأمني، قبل رجوع اللاجئين وقبل تنظيم الانتخابات أيضا، وذلك تمهيداً لاستعادة الوحدة الوطنية برعاية أممية".
حسب الأنصاري، تأتي أهمية هذه المبادرة، أو المشروع، في كونها تمثل خطاً وسطاً نسبياً، بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية.   

نقلا عن أصوات الكثبان الصحراوي