صدمة في موريتانيا جرّاء طابور المطعم الجامعي

أحد, 12/06/2015 - 17:45

أثارت صور لطلاب جامعة العاصمة الموريتانية نواكشوط وهم في طابور طويل أمام المطعم الجامعي حنق وغضب الموريتانيين من الوضعية التي آلت إليها الخدمات في المؤسسات التعليمية رغم إعلان السلطات عن دعمها للتعليم وتخصيص ميزانية مهمة لتطوير التعليم وتحسين وضعية الطلاب في إطار استراتيجية "عام التعليم".

لكن الصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي ولاحقاً وسائل الإعلام المحلية كشفت الوضعية الحقيقية التي يعيشها طلاب جامعة نواكشوط، والمعاناة التي يتجرعونها للحصول على وجبة مخفضة في المطعم الجامعي، وغالبيتهم من مدن وقرى بعيدة هاجروها إلى نواكشوط لإكمال تعليمهم.

وظهرت في الصور أعداد كبيرة من الطلاب في طابور طويل أمام المطعم الجامعي، ينتظرون دورهم للحصول على وجبة مخفضة وليست مجانية، وعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي على المشهد بتعليقات منتقدة وساخرة "هذا منظر يدمي القلب... منظر يسيء للتعليم... منظر صادم إلى حد الدهشة بل الحيرة والذهول"، و"هل هذا حقاً طابور لطلاب جامعيين أمام مطعم جامعي للحصول على وجبة؟"، و"إنكم تقتلون فيهم حلم الدراسة وتقتلون فينا حلم الإيمان ببلد يشبه بلدان العالم..." و"قليلاً من الكرامة أيتها الجامعة...".

وتفاعلت بعض المنظمات والأحزاب مع الصور المنشورة حيث أعلن حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض "تضامنه المطلق مع طلاب جامعة العلوم والتكنولوجيا، وكلية الآداب في أزمة تردي الخدمات التي يعيشونها منذ افتتاح العام الدراسي"، وشدد الحزب على دعمه لقضية الطلاب "العادلة" والملحة بعد أن بلغت "ذروتها وتزايدت حدتها بعد تهالك العديد من الباصات المخصصة للطلاب مع محدوديتها أصلاً ورداءتها".

واستنكر البيان الحزبي بشدة ما وصفه "بتهرب الحكومة من مسؤوليتها في توفير أبسط الحقوق لطلاب رمتهم في العراء حيث لا ماء ولا مرعى". ودعا الحزب الطلاب "للتكاتف ورص الصفوف ورفض الاستكانة حتى ينتزعوا حقوقهم كاملة غير منقوصة، وفي مقدمتها النقل".

وأطلق بعض المدونين حملة لمشاركة طلاب جامعة نواكشوط طابورهم أمام المطعم وانتقالهم من وإلى الجامعة في باصات النقل العمومي، من بينهم الشاعر والمدون محمد ولو إدومو الذي أبدى تضامنه مع الطلاب وطرح أسئلة على متابعي صفحته على موقع "فيسبوك" من بينها "في أي ساعة يبدأ الطابور ومتى يبلغ ذروته؟ ومتى تبدأ الباصات رحلة عودتها؟ ومن سيرافقني في هذا اليوم الجامعي؟".

نواكشوط - سكينة اصنيب