فرار السجين السلفي .. لما ذا التهويل..!!؟

أحد, 01/10/2016 - 13:35
صورة تخدم الموضوع

لم يكن السالك ولد الشيخ أول سجين يفر ولن يكون آخر الفارين .. والموضوع برمته حولته "ندرة" المواضيع الوطنية الساخنة وإثارة المواقع البعيدة عن المهنية من فقاعة عادية إلي فرقعة اعلامية أثارت الكثير من الجعجعة ولم تثمر أي طحين.

لقد حدث هرج ومرج وبثت إشاعات مغرضة وأطلقت تسريبات حول الاطاحة ببعض القامات الأمنية وبنيت توقعات غير مؤسسة ، كل هذه الممارسات الاعلامية اللامهنية العبثية أربكت الرأي العام أيما إرباك وجعلت الموضوع على تفاهته في صدارة الاهتمام ، ففرار أي سجين هو حادث عرضي محتمل الحدوث ويحدث في كل أصقاع الدنيا ، فما من دقيقة تمر إلا ويفر سجين أو يحاول آخر الفرار.

وفرار السجين السلفي ليس انتصارا له ولا لمن والاه ففكرهم المأزوم إلي زوال ، وليس إخفاقا للمنظومة الأمنية التي تملى المصلحة الوطنية أن لا نعاملها من خلال الجانب الفارغ من الكوب بل من جوانبه العامرة ببعض النجاحات التي نعمنا وننعم بريعها الأمني.

المشكل أننا أمام اعلام مترنح وأمام حرية اعلامية أثمرت الكثير من الفوضوية ولم توفق في إنارة الراي العام بصورة موضوعية ، فالكل يلهث وراء سبق صحفي وهمي ، والبعض ينتهج الاثارة الصفراء لكي يشعر الآخرين بوجوده الاعلامي وتظل وسيلته على قيد الحياة.

ومع الأسف يذكى غياب المهنية وقلة المصادر المعتمدة للأخبار هذه النزعات القتالة ويدفع الاعلام والرأي العام الثمن باهظا ويستمر حت ما ترسب على مر سنوات الحرية السائبة من مصداقية بوتائر لا تبقي ولا تذر.

فلو كانت المقاربات الاعلامية سليمة لوفرت المصادر المعتمدة الوقائع الخبرية لفرار السجين وزهقت بذلك الخزعبلات الباطلة ووأدتها في المهد .. ولو كانت المقاربات المهنية مرعية لتوجه الاستقصائيون إلي انجاز تحقيقات خلفية تجيب عن كل التساؤلات العالقة في أذهان الرأي العام .. ولوكانت الأمور معقلنة لتجنبنا كل هذه الهرطقات المشخصنة البائسة.!

تصوروا أننا في اليوم الثامن وأرغم أنهار الحبر والمداد التي سالت وتسيل ورغم مائات الصور المفبركة في معظم الاحيان لم نعلم بعد شيئا عن وقائع فرار السجين ولا عن جهود ملاحقاته ولا حتى عن الاجراءات العلاجية والوقائية المتبعة لكي لا يتكرر ما حصل.

نحن أمام اعلام لا يستقصي وأمام مصادر لا تكاد تبين وتعاني من بيات قتال وأمام حرية تحولت إلي عبثية ، وأخشي أن ندفع ثمنا باهظا إذا لم نغير ما بأنفسنا ونتدبر واقعنا .. نحن بحاجة إلي مراجعات مؤلمة لم تعد قابلة للتأجيل.   

أحميدوت ولد أعمر