"قاعدة الصحراء".. تحالف مع اللصوص واستغلال لجهل السكان

سبت, 02/20/2016 - 19:18
سيارة تابعة لتنظيم القاعدة في المغرب

تعود أصول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى ما عرف في بدايات تسعينيات القرن الماضي بالجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، ويرى المراقبون والمتتبعون للتاريخ الجزائري المعاصر أن النواة الأولى لتلك الجماعات المسلحة كانت (الحركة الإسلامية المسلحة)التي أنشأها الشيخ مصطفى بويعلي في بداية ثمانينيات القرن الماضي وكان من دواعي تأسيسها وحملها السلاح ضد الدولة الجزائرية- كما يقول مؤسسوها– موقف الحكومة الجزائرية في ذلك الوقت الداعم للاتحاد السوفييتي ضد أفغانستان والمجاهدين من الأفغان والعرب.

ونفذت الحركة عدة عمليات مسلحة في الجزائر قبل أن تتمكن القوات الجزائرية من إنهاء نشاطاتها بعد قتل زعيمها بويعلي وبعض قادتها عام 1987.

الجماعة الإسلامية المسلحة

لكن الظهور الفعلي لتلك الجماعات المسلحة في الجزائر كان نتيجة لتحرك جنرالات الجيش هناك بإلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي نظمت في نهاية 1991 بعد أن فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهي حزب إسلامي ذو ميول سلفية من أبرز قادتها عباس مدني.

ومع صعود آلاف الشباب من مؤيدي الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى الجبال، أعلن هناك عن تأسيس عدد من التنظيمات المسلحة من أبرزها الجيش الإسلامي للإنقاذ الذي مثل الجناح العسكري للجبهة، ووصل عدد المنضوين تحت صفوفه حوالي سبعة آلاف من الشباب، أما الفصيل الثاني المسلح الذي كان يتقاسم مع الجيش الإسلامي للإنقاذ الجبال ويشاطره محاربة الجيش الجزائري فهو الجماعة الإسلامية المسلحة التي ستشكل لاحقا نواة للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تحولت بعد ذلك إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقد تبنت الجماعة الإسلامية المسلحة الكثير من العمليات التي أودت بحياة آلاف الجزائريين، لتبدأ حرب مفتوحة بين الجيش الجزائري والجماعات المسلحة في الجزائر امتدت لما يقرب من 10 سنوات.

التنظيم والصحراء

لجأ أمير تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال مختار بلمختار المعروف بلقبه «بللعور»– لفقده إحدى عينيه في أفغانستان- برفقة ستة عشر من مرافقيه وكلهم جزائريون إلى صحراء أزواد في شمال مالي بعد ملاحقة القوات الجزائرية لهم وقصفهم بالطائرات سنة 2000، وقتل معظم المسلحين الذين كانوا مع «بللعور» في مواجهات مع القوات الجزائرية واعتقل بعضهم لكنه قرر مغادرة الصحراء والعودة إلى الجزائر ثانية 2002 لحضور اجتماعات مجلس الشورى والهيئات القيادية للجماعات السلفية للدعوة والقتال، لتأتي بعد ذلك عودته مجددا اثر التضييق عليه هناك، فبحث عن مناطق آمنة للتحرك والمناورة ليعود للصحراء الكبرى ويختفي فيها، وتمكن هو ومرافقوه في النصف الثاني من 2003 من اختطاف أكثر من ثلاثين سائحا أوروبيا من جنوب الجزائر، وعبروا بهم باتجاه شمال مالي، قبل أن تنتهي محنته المخطوفين بدفع حكوماتهم فديات مالية ضخمة مقابل الإفراج عنهم.

وفي بداية 2004 قرر أمير المنطقة الصحراوية في الجماعة السلفية للدعوة والقتال «بللعور» أن يستقر في صحراء أزواد شمال مالي التي تعرف بالصحراء الكبرى، حيث اتخذ منها مقرا وقاعدة خلفية للتنظيم، وتمثلت مهام إمارة الصحراء في توفير المال والسلاح وتجنيد المقاتلين من دول الساحل والصحراء والمغرب العربي وتدريبهم وإرسالهم إلى جبال الجزائر للقتال ضد القوات الجزائرية، فضلا عن اختطاف الرعايا الغربيين ومقايضتهم بالمال، أو بسجناء التنظيم، وقد أطلقت الجماعة السلفية للقتال على الصحراء الكبرى اسم (صحراء الإسلام).

التمركز شمال مالي

رغم أن مجال تحرك عناصر تنظيم القاعدة كان واسعا في الصحراء إلا أنهم اتخذوا من سلسلة جبال «الأفوغاس» في أقصى شمال الصحراء معقلا شبه ثابت لهم، وتحديدا جبل «تغرغارت»، الذي يقع في منطقة تابعة لشمال مالي ولكن السلطات هناك لا تملك فرض السلطة عليها لضعفها الأمني، وتحولت تلك الجبال إلى نقطة تمركز لهم، وأطلقوا عليها اسم جبال «تورابورا المغرب الإسلامي» تيمنا بجبال تورابورا أفغانستان، ويقيم عناصر التنظيم في تلك الصحراء في الجبال وعلى ظهور السيارات وتحت الأشجار وأحيانا يقومون بنصب خيام عسكرية ويستخدمونها عادة في الأماكن الصحراوية المفتوحة التي لا توجد بها أشجار أو جبال يأوون إليها ويعتمدون على التنقل بشكل دائم ومستمر، ورغم وجود مقرات ثابتة لهم في تلك الجبال إلا أن إحساس المتابعة والرصد يجعلهم في تنقل دائم، وفي مجال الاتصال يستخدمون فيما بينهم أجهزة اللاسلكي بالإضافة إلى الهواتف التي تعمل عبر الأقمار الاصطناعية.

وقام أمير الصحراء بللعور بعد وصوله هناك بتوفير ملاذ آمن للمطاردين من عناصر الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا، تونس، وبعض الجماعات الجهادية والأفراد من المغرب وموريتانيا ونيجيريا، من الشباب الفارين من الاعتقال والسجون ليتحولوا لاحقا إلى عناصر جهادية نشطة في التنظيم.

سياسة الاحتواء

عمد بللعور وتنظيمه إلى إقامة علاقات اجتماعية ومصاهرة مع السكان المحليين وحفروا بعض الآبار وسعوا إلى توفير الأدوية للمرضى وتقديم الهدايا في المناسبات الدينية وغيرها لشيوخ القبائل ومسؤولي الأحياء، ولم تكن حملته تقتصر على السكان فحسب فقد كانت له علاقات مع بعض المهربين الذين سعى لتجنب المواجهة معهم وإغرائهم بالمال للانضمام لهم واستغلالهم في مهام تخدم التنظيم عبر ابرام صفقات توفير السلاح والغذاء والدواء للمهربين مقابل رصدهم الرعايا الغربيين في المنطقة وتوفير المعلومات عن الأماكن والبلدان التي يدخلونها وكشف مواقع التسلل عبر الحدود، واستغل التنظيم غياب أي نشاط دعوي أو خيري أو إنساني في تلك المنطقة النائية فاعتمد سياسة تقديم المساعدات للمحتاجين كوسيلة لكسب الناس، فلم تواجه الايديولوجية السلفية الجهادية أي مقاومة فكرية أو علمية من طرف السكان بسبب تفشي الأمية والجهل بين الناس وانتشار الحروب الدامية بين قبائلها.

التمكين والتوسع

حرص تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على فرض نفسه كعنصر دائم من نسيج المجتمع في الصحراء فعمد زعيمه مختار بلمختار «بللعور» إلى الزواج من ابنة احدى الأسر العربية الأزوادية التي تنتمي الى قبيلة «البرابيش» كما عمد باقي عناصر التنظيم إلى الزواج من بنات القبائل العربية والطارقية هناك وبعض قبائل «فلان» الزنجية، وحاولوا أن يقوموا ببعض الوساطات لإصلاح الخلافات التي تعصف ببعض القبائل والأسر، حيث إن منطقة الصحراء الكبرى كانت لعقود مسرحا للعديد من الصراعات والعرقيات حيث شهدت حروبا ضارية بين البيض والسود وبين العرب والطوارق وحتى بين قبائل المجموعة العرقية الواحدة.

فقد دارت حروب عنيفة بين قبائل «الإيفوغاس» و «الإيمغاد» وكلتاهما من الطوارق، وحروب بين قبائل «كنتة» العربية ومجموعة قبائل «تلمسي» العربية أيضا التي تتنافس معها على السلطة.

وبنجاح التنظيم في لعب دور الوسيط والمصلح بين هذه القبائل كسب ثقة السكان المحليين وأقبل عليهم مشايخ السنة والمرجعات الصوفية المنتشرة هناك وتحالفوا معهم.

كما اعتمد التنظيم في سياسته التوسعية على شبكات تجنيد تابعة له في دول المنطقة حيث أوفد عناصر للإقامة في موريتانيا، النيجر، مالي، والسنغال وتكليفهم بجمع العناصر الراغبين في الانضمام للتنظيم ومبايعته وتكوين كتائب وسرايا متفرقة لتسهيل العملية فكانت هناك (كتيبة الملثمين، طارق بن زياد، الفرقان، وسرية الأنصار) وأصبح لكل كتيبة قائد تتم مبايعته على السمع والطاعة فاستقطبت كل سرية على حدة العديد من المقاتلين لدرجة ان انسلخت تدريجيا كل فرقة من هذه الفرق عن إمرة بللعور الذي بقي يحتفظ بقيادة كتيبة الملثمين فقط، لكن ورغم هذا بقيت هذه الكتائب رغم خلافاتها متفقة على مبادئ عامة وتسارع للتوحد عند مواجهة أي تحد محلي او خارجي، وأصبحت الكتائب تتوزع على مناطق نفوذ وتتحرك فيها مع ملاحظة أن التقسيم الجغرافي لم يكن صارما، إذ إن عناصر كل سرية يدخلون متى أرادوا إلي مناطق انتشار غيرهم.

العمليات العسكرية

في منتصف 2005 قرر التنظيم توسيع نشاطه العسكري ليشمل بالإضافة إلى الجزائر موريتانيا فنفذ هجوما على حامية للجيش الموريتاني في بلدة «لمغيطي» في شمال البلاد وخلال الهجوم قتل سبعة عشر عسكريا موريتانيا بينهم قائد الحامية واستولوا على سيارات عسكرية وأسلحة وذخيرة وبرر قائد العملية بللعور- في مقابلة حصرية أجراها معه الصحفي الموريتاني محمد محمود أبو المعالي- العملية بتردد قوات أمريكية على تلك الثكنة خلال الأيام التي سبقت الهجوم ووجود سفارة إسرائيلية في موريتانيا واعتقال عدد من الأئمة والعلماء ضمن حملة كان نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع يشنها على التيارات الإسلامية آنذاك.

وكانت تلك العملية بداية سلسلة نشاطات مسلحة قام بها التنظيم ضد موريتانيا ففي نهاية 2007 قام ثلاثة من عناصر التنظيم بقتل أربعة سياح فرنسيين، كما شكل التنظيم في منطقة «أطار» شمال العاصمة الموريتانية خلية تحت اسم «أنصار الله المرابطين في بلاد شنقيط» نفذت عمليتين الأولى تمثلت في السطو على سيارة كانت تحمل أموالا تابعة لإدارة ميناء نواكشوط البحري متجهة إلى الخزينة العامة وتم سرقة (65 مليون أوقية موريتانية) أي ما يعادل انذاك 300 ألف دولار أمريكي، أما العملية الأخرى فكانت هجوما استهدف السفارة الإسرائيلية أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص كانوا في مطعم ليلي مقابل السفارة.

وقد خطط للعملية في نواكشوط بأوامر مباشرة من «بللعور» ونفذها مجموعة من أعضاء التنظيم بقيادة «الخديم ولد السمان» وهو موريتاني الجنسية، وانتهت العمليات بتفكيك التنظيم واعتقال معظم قادته.

وبعد الاعتقال هرب أحد السجناء وهو «سيدينا ولد اسلمو» من السجن- المتهم أيضا بقتل السياح الفرنسيين 2007- وأثناء ملاحقة أجهزة الأمن الموريتانية له بالتعاون مع القوات الفرنسية تبين أن «جماعة أنصار الله المرابطون» تحميه وتوفر له المأوى وبدأت الاشتباك مع قوات الأمن ما أسفر عن سقوط قتيلين من التنظيم وضابط شرطة ما أسفر عن القبض على قادة تنظيم القاعدة في موريتانيا وهم «الخديم ولد السمان»، «معروف ولد الهيبة»، و «سيدنا ولد اسلمو» وهم حاليا في السجون الموريتانية حيث ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام.

التوغل في إفريقيا

أرسل بللعور عددا من عناصره إلى النيجر للبحث عن رعايا غربيين بهدف اختطافهم، وكانت تعليماته تقتضي التركيز على الرعايا الإسكندنافيين، وعدم متابعة رعايا الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا وبريطانيا، لأن هذه الدول ترفض عادة دفع الفدية مقابل تحرير رهائنها، ولكن رغم ذلك تم اختطاف رهينتين فرنسيين اختطفا من النيجر 2011 وذلك أثناء محاولة تحريرهما من طرف الدرك النيجيري والقوات الفرنسية الخاصة.

وضمن مساعي التوسع سعى تنظيم القاعدة إلى إقامة صلة مع «جماعة طالبان في نيجيريا» التي تحول اسمها لاحقا إلى «جماعة أهل السنة للتوحيد والجهاد»، وعرفت إعلاميا باسم «بوكو حرام».

وفعلا حضر أحد قادة «بوكو حرام» إلى معسكرات إمارة الصحراء وهو القيادي خلد برناوي حيث تلقى تدريبات في معسكرات القاعدة وبايع بللعور.

وتعمقت علاقات القاعدة مع جماعة «بوكو حرام» فتمكنوا من السيطرة على كبريات المدن في الصحراء شمال مالي مثل «كيدال، غاوا، تمبكتو» وتكثف وجود عناصر «بوكو حرام» في مناطق التنظيم لدرجة أنهم شاركوا في تكوين وحدات الشرطة الإسلامية التي أوجدتها التنظيمات المسلحة بعد أن أحكمت سيطرتها علي تلك المدن وشكلوا سرايا وكتائب عسكرية قوية.

المواجهة مع فرنسا والتفكك

بدأ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب بالتركيز على القواعد الفرنسية في السنغال وشكل خلايا في داكار لرصدها ومتابعتها مما أثار حفيظة دول الساحل وفرنسا التي قررت في 2012 شن هجوم لطرد الحركات الإسلامية المسلحة من الصحراء الكبرى وإعادة سيطرة الحكومة المالية عليها، فانسحبت الجماعات المسلحة من المدن الكبرى «غاوا، كيدال، وتمبكتو» لشدة القصف وتمكن الطيران الفرنسي في عمليات خاصة من قتل الكثير من قادة التنظيم.

واثر هذا الفشل قررت الجماعات المسلحة المنضوية تحت كتيبة الملثمين عزل «بللعور» عن زعامتهم، فبادر الأخير إلى فك الارتباط نهائيا مع «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» مع الاحتفاظ بالولاء لتنظيم القاعدة الأم في أفغانستان وأسس كتيبة جديدة تحت عنوان «الموقعون بدمائهم» وهي كتيبة تتشكل في معظمها من الانتحاريين ثم غادر إلى ليبيا في رحلة استهدفت تشكيل خلايا جهادية ومحاولة ربطها به بشكل مباشر.

أما ما بقي من كتائب تنظيم القاعدة في الصحراء فقد عمدت ومع بداية الحرب التي شنتها فرنسا ومالي ودول غرب إفريقيا عليهم، إلى مبايعة شخص يدعى «جليبيب» الذي عمد إلى تشكيل مجلس شوري المجاهدين 2012 والذي ضم «الملثمون، جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، جماعة أنصار الدين، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».

بللعور يأبى الغياب

في نهاية 2013 أعلن بللعور الذي أصبح يصنف حينها من اخطر قادة القاعدة والجماعات المسلحة في الساحل والصحراء توحيد كل الجماعات الجهادية تحت تنظيم جديد عريض يحمل اسم «المرابطون» وحدد مجال عمل التنظيم في شمال إفريقيا من النيل إلى المحيط، كما أكد تبعيتها للقاعدة في أفغانستان.

وفي جواب له عن سؤال طرحه عليه محمد محمود أبو المعالي– الباحث المتخصص في قضايا الجماعات الإسلامية– (وكان أول لقاء حصري مع أمير التنظيم مختار بلمختار «بللعور») وسأله فيه عن حقيقة استفادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من الأزمة الليبية أجابه بأن «المجاهدين في تنظيم القاعدة عموما من أكبر المستفيدين من ثورات العالم العربي، لأن هذه الثورات كسرت قيود الخوف وحاجز الرعب الذي سلطته أنظمتهم».

وفي سؤال آخر حول صحة ما يقال من ارتباط الثوار الليبيين بهم فكريا وتنظيميا أجاب بللعور «إن شباب الصحوة الإسلامية والجهادية كان أول من واجه كتائب النظام بصدورهم العارية».. وأضاف «أما ارتباطهم فكريا وتنظيميا فهذه ليست تهمة».

وفيما يبقى التنظيم نشطا في الصحراء الكبرى بعد تغلغله العميق في المجتمع المحلي وتزايد أعداد المنضوين تحت سراياهم وتغيير الهيكلة والقادة باستمرار، وتشكيل قوات إفريقية مجتمعة من دول الساحل «موريتانيا، مالي، النيجر، بوركينافاسو، تشاد» عبر مشروع القوة العسكرية الإفريقية التي نشأت عن قمة الساحل في نواكشوط 2013 بالتنسيق مع مجلس الأمن والمجتمع الدولي تبقى المنطقة هناك حيث الصحراء الكبرى بأكملها مفتوحة على كل الاحتمالات.

اتفرح أحمد دوله - نواكشوط