اعطيه اشبر.. تطام اذراع، واعطيه اذراع.. تطاماك كاع

أربعاء, 02/24/2016 - 16:16

"اعطيه اشبر.. تطام اذراع، واعطيه اذراع.. تطاماك كاع"

***
.. مثل موريتاني مسطر ضمن مدونة الأمثال الشعبية، حاضر في الذاكرة الوطنية.. يجري على لسان كل من هب ودب علي هذه الربوع.. ويدلي به في المقام المناسب.. سواء في الأسواق والطرقات.. أو داخل المدارس والجامعات.. أو في الأعراس و الندوات..
***
عبر دلالته الرامزة ولغته الملغومة والمضغوطة.. يشير المثل السالف إلي خاصية أنثوية للمرأة الموريتانية.. تجعلها أعلى همة، وأشد طموحا من غيرها، وأكثر انجذابا للأحسن.. وتشوقا للأفضل.. لا ترضي بالقليل أو الضئيل.. ولا تقنع بالغث والهزيل.. تحلم دائما بالأكمل.. وتسعي مطلقا للأجمل.
***
وحسب توصيف هذا المثل الشائع الصيت.. فإن تلبية مطالب المرأة غاية لا يمكن إدراكها.. ومبتغى يستحيل تحقيقه..
***
فبمجرد حرز المرأة مكاسب بتلبية مطلب ما، فإنها بقوة البداهة يتبلور عندها مشروع طلب جديد يحل محل القديم.. وإن تميز بارتفاع سقفه عن السابق، ودنو درجته عن اللاحق.. ما يجعل طموحاتها متجددة عبر متغير الزمن.. وبنسب متفاوتة ومتصاعدة.
***
فما الحكمة المهداة، والفكرة المستوحاة من هذا المثل الشعبي السائرـ إذن ـ؟ وهل يتسع المثل لأكثر من قراءة؟..
***
أم أن العقلية السائدة تحبذ قراءة واحدة للنص، ويضيق صدرها ذرعا من أي تأويل أو فهم لا ينظر إليه من نفس الزاوية المتواضع عليها؟
***
ربما يكون القصد من المثل إبراز خصوصية المرأة حسب تجربة المجتمع.. فخلصت تلك التجربة إلي مسلمة مفادها أن المرأة طامحة بشكل منقطع النظير.. ويتنامي ميولها إلي المزيد من تحقيق المكاسب لمجتمعها في كل المجالات.
***
وهو سلوك أبعد ما يكون عن الاستهجان.. بل من الأولى أن يجعل في ميزان حسنات المرأة حسب رواية البعض من غير "الجمهور".
***
أما ما عليه "الجمهور".. فإن المعنى المستوحى من المثل ـ كما يدل عليه السياق العام، الذي غالبا ما يتنزل فيه، ويوظف له ـ هو حرمان المرأة كليا من تحقيق أي هدف حتى لا يصبح فاعل الخير عرضة لطلبات تنامي.. أو يقع تحت طائلة أهداف تنشطر.. ولكي يسلم المرء من سيل طلبات متوقعة لا ينتهي.. عليه أن يتمثل معنى المثل العربي السائر "لا تفتحن بابا يعييك سده".
***
فعلى علو همتها اللامحدود تجازي المرأة عند البعض بالحرمان ـ تماما مثل ما جوزي "سينمار" في عهد سحيق.
***
وأيا كان نصيب الفريقين من الصواب.. فإن المرأة طاقة كامنة في المجتمع الموريتاني ينبغي توظيفها لتحقيق الأفضل للجميع دون شد أو جذب.. لأن العمل علي تعطيلها أو إقصائها من المشاركة في الشأن العام بغير وجه حق يعتبر أمرا غير مستساغ.. إن لم نقل تحجرا، نربأ بمجتمعنا عنه..

بقلم: فاطمة السالمة بنت محمد المصطفى