موريتانيا حارس المحيط وبوابة افريقيا المنسية عند العرب / د. الهادي شلوف

خميس, 04/07/2016 - 09:33
الدكتور: الهادي شلوف

لا احد  يعرف قيمة موريتانيا قبل  زيارتها  ومعرفة شعبها العربي الاصيل  و لا احد يعرف حسن الضيافة ألا  عندما يأتي زيارة لها  و يكرم كضيف  بهده  الدولة  العربية الاسلامية  التي تتكون من مزيج من الاصالة و التاريخ حيث تمتزج  التفافة منها  الظاهر للعيان  خلال  المجالس  التي  تجمع المثقفين و النخبة التي تجتمع  من وقت الي اخر لتبادل الافكار و نقاش المواضيع المعاصرة بما فها مسالة حقوق الانسان   ومنها ايضا  التفافة  المطمورة   بين كثبان الرمال بين مخطوطات بلغة عربية اندلسية  تحتاج الي سنوات من البحت والتنقيب وفي  قلوب   ابنائها من  علما دين ولغة عربية و شعر عربي   لم تمحيه كل مصاعب البعد عن بقية البلدان العربية و الاسلامية او الظروف الاقتصادية الصعبة

هدا البلد بالرغم من تبادل السلطة به مند نهاية حكم مختار والد داده تتم عبر  الانقلابات  العسكرية  المرفوضة شكلا ألا  انها مقبولة موضوعا عند الشعب الموريتاني لأنها اصبحت جزء من الترات التاريخي   وخصوصا انها  سلمية و غير دموية و  اخر انقلاب  للرئيس الحالي السيد محمد والد عبد العزيز   افرز  ديمقراطية جديدة تسمح بحرية الاحزاب و التنافس   فيما بينها  بل انه فعلا  هناك حرية عامة وخاصة  اعطت  للسلطة التشريعية و السلطة القضائية استقلالية مهمة و جعلت البلد  تعيش حالة من الديمقراطية النسبية التي تتوافق عليها  السلطة الحاكمة  و المعارضة

لربما موريتانيا  الحديثة استفادت من  تجارب و تخبط بعض الدول العربية بل انها  استفادت من تاريخ ثورات ما يسمي بالربيع العربي حيث انها اتجهت الي العقلانية في تعاملها مع الاحداث  العربية والإسلامية و العالمية في السنوات الخمس الاخيرة حيث انها انتهجت سياسية  معتدلة مع  الجيران  العرب مثل الجزائر و  المغرب  و الجيران الافارقة مثل مالي  و السنغال وحاولت ان تبتعد عن المشاكسات السياسية التي عرفت بها الكثير من الانظمة العربية الاخري

الرئيس  الموريتاني  محمد والد عبدالعزير  قد  يكون  بحكم قربه الي  ابناء  بلده  و معرفة اوضاع المنطقة  الجغرافية التي تحيط بموريتانيا   اتجه الي سياسة  قد تكون اكثر  واقعية و قريبة الي  سياسة الرئيس  الرحل بورقيبة بتونس  حيث  اعطي  للانفتاح  الداخلي والخارجي و سياسة الاعتدال اهمية  كبيرة و تجنب الدخول في تحالفات دولية  قد تعصف بهدا البلد المتنوع ثقافيا و عرقيا

موريتانيا سوف تستضيف  اجتماع جامعة الدول العربية  بشهر يوليو 2016  و ستكون محل اهتمام العالم  خلال هدا الاجتماع  و  اعتقد ان موريتانيا  سوف لن  تستفيد   فقط  من هدا الاجتماع اعلاميا  بل  انها فرصة  ثمينة امام العرب  للتعرف عن قرب علي هدا البلد الذي هو في امس الحاجة الي استثمارات  عربية  في مجالات الصناعة و الموصلات والسياحة  خصوصا ان هناك شركات عالمية  من  كندا و اوروبا وغير تنتهز الفرص كي  تقوم باستثمارات تقطع الطريق امام المستثمرين العرب

موريتانيا  ايضا  في امس الحاجة  في حاجة الي هجرة عربية كي تحفظ التوازن السكاني و بناء البلاد  و يمكن للحكومة الموريتانية ان تستقبل  المهاجرين  السوريين بالأردن و لبنان  حتي يمكنهم  المساهمة في شغر الفضاء الموريتاني و التوازن السكاني  لموريتانيا مستقبلا

تبقي موريتانيا   البلد العربي المهم   ليس فقط الحارس  المحيطي بل انها البوابة العربية  للقارة الافريقية  اي غرب افريقيا التي يمكن للعرب و المسلمين عامة الاهتمام بها و المساهمة في تطويرها و ارشاد الاستثمارات اليها

استاد  القانون الدولي و  العلاقات الدولية

               باريس

[email protected]