كواليس اجتماعات ولد لوداعه بمدراء سنيم (التفاصيل)

سبت, 02/28/2015 - 13:43

قال مدير الشركة الموريتانية للصناعة و المعادن “سنيم” محمد عبد الله ولد لوداعه خلال اجتماعات عقدها يومي الخميس و الجمعة بأطر مؤسسته إن أزمة سوق الحديد العالمية  تمنع أي مسير لشركة  تعمل في ذلك المجال من صرف أعباء إضافية، مهما كان نوعها، خاصة حين يتعلق الأمر بزيادة الرواتب و الأجور،  و صرف مبالغ خارج الإنتاج.
و أكد ولد لوداعه أنه لا يمكن لسنيم تلبية أية مطالب للعمال ستكلفها نفقات إضافية، و أن إضراب العمال مهما طال و اتسع فلن يرغم الشركة على ذلك، فسنيم ستستمر ولو ذهب جميع عمالها، من مديرها لأصغر عامل فيها، رغم حاجتها لعمالها. يقول ولد لوداعه.
و أبدى ولد لوداعه استعداده لأن تظل أبواب إدارته مفتوحة أمام المضربين للعودة لعملهم، بما في ذلك إعادة النظر في العمال الذين اتخذت بحقهم إجراءات عقابية.
وطلب ولد لوداعه من أطر الشركة شرح ذلك للعمال التابعين لهم.
وقال ولد لوداعه إن الشغل الشاغل للشركة – وهو ما على الجميع إدراكه –  هو تسيير الأزمة الحالية بتقشف شديد، وتقليص جميع النفقات، في انتظار ارتفاع أسعار الحديد عالميا.
وقال إن الاستجابة للمطالب العمالية يعني عجز الشركة في غضون أشهر قليلة.
و في معرض رد ولد لوداعه على سؤال طرحه أحد مدراء سنيم يخصوص المحضر الذي  يتذرع به العمال بخصوص مطالبتهم بزيادة رواتبهم، قال : إن المحضر تم توقيعه مع العمال في مايو 2014 وحينها كان سعر الحديد 102 دولارا، و يتضمن أربع نقاط، تمت تسوية ثلاثة منها وبقيت الرابعة، و تتعلق بزيادة الأجور، حيث ينص المحضر عليها شرط موافقة مجلس إدارة الشركة عليها في اجتماعه باكتوبر 2014، وقد تزامن اجتماع مجلس الإدارة، يقول ولد لوداعه،  مع انخفاض سعر الحديد من 102 دولار في  تاريخ توقيع المحضر (مايو 2014) إلى 82  دولارا، ولذا لم يوافق مجلس الإدارة على الزيادة، حسب ولد لوداعة، الذي أكد أن سعر طن الحديد اليوم يبلغ 62 دولارا.
و خلال الاجتماع قال أحد أطر الشركة إن سنيم نجحت في تسيير عقدين من الأزمات، غير أنها تعجز اليوم عن تسيير أزمتها الحالية، و أن السبب في استعصائها على الحل هو وجود خلل ينبغي البحث عنه، فرد عليه ولد لوداعه: إذا كان لديك حل فقدمه لنا، فقال المتدخل: إن سبب تساؤله هو انعدام الحل لديه.
و قال أحد مسؤولي الشركة ردا على حث المدير لهم على تعبئة العمال حول الوضعية الحالية للشركة إنهم يعبئون العمال  منذ أشهر حولها دون جدوى. و إنه ينبغي البحث عن وسيلة أكثر نجاعة، لأنهم فشلوا في إيصال تلك للرسالة للعمال.
بعض مسؤولي الشركة تحدث عن غياب سنيم إعلاميا، مما جعل الرأي العام يتأثر بما يكتب عنها في وسائل إعلام مناوئة لها، فقال ولد لوداعه: إن سنيم لا تستطيع الرد على كل ما ينشر عنها في وسائل الإعلام، و أعطى مثلا بأحد المواقع الإخبارية رأى أحد محرريه سيارة تحمل شعار سنيم واقفة أمام مباني ولاية تيرس الزمور فحرر خبرا أن مدير الاستغلال في سنيم الزويرات يداوم يوميا في مباني الولاية، فهل على سنيم أن تصدر بيانا تكذب فيه هذا الخبر و تؤكد فيه أن الأمر يتعلق بسيارة لسنيم كانت واقفة أمام مباني الولاية. يقول ولد لوداعه
و كان  ولد لوداعه قد اجتمع  يوم الخميس الماضي بقطاع الإنتاج في شركة سنيم قبل أن يجتمع يوم أمس الجمعة بالقطاعات الأخرى، وذلك بعد أن عقد اجتماعات موسعة مع المدراء المركزيين بالشركة.
و في سياق متصل كان مناديب عمال سنيم قد اجتمعوا يوم أمس بمدير المصادر البشرية فيها ولد شماد ليتفقوا بعد مخاض تفاوضي عسير على أن عمال نواذيبو يفوّضون مناديب عمال الزويرات و يلتزمون بأي اتفاق يوقعونه مع الإدارة.
وقد طلب ولد شماد من مناديب العمال كتابة رسالة للمدير العام وتسليمها له، وهو ما قاموا به، وقد تعهد ولد لوداعه بتقديم الجواب عليهم قبل يوم الاثنين، الذي هو موعد إضرابهم المفتوح.
و تؤكد مصادر عليمة في سنيم أن ولد لوداعه قال في اجتماعه بمدراءه إن الشركة لن تتنازل للعمال، و أنها ستعمل على عدة جبهات لإفشال الإضراب.
و كانت مصادر خاصة قد أكدت لتقدمي سعي ولد لوداعه بأوامر من ولد عبد العزيز بإفشال الإضراب من خلال حظر التجمع على مضربي الزويرات و الوقيعة بين العمال و النقابيين و تفكيك وحدتهم، و استخدام سياسة العصى و الجزرة، في التأثير على نضالهم.

نقلا عن تقدمي