مقابلة خاصة مع شخصية وطنية كبيرة في موريتانيا

ثلاثاء, 03/03/2015 - 11:54

استضافت جريدة الدرب العربي في ضيف العدد شخصية بالغة الغموض منيعة الجانب إلى درجة كادت تصبح معها أسطورة. إنه الفساد.

 _ الدرب العربي : السيد "الفساد" برغم أن اسمك يجري على لسان كل موريتاني، ويتحدث عنك الناس حديث العارف بسخط ، وبرغم إجماع الموريتانيين  على إدانتك إلا أنه يستحيل ترجمة هذا الاجماع إلى وضع حد لضررك. فأنت أشبه بالشائعة التي تنتشر بسرعة هائلة بين الناس وفي ذات الوقت يستحيل الوقوف على مصدرها الأول. فما هو السر  في وضعيتك الغامضة؟

_ الفساد:عندما كنت تتحدث عني بهذه الطريقة البريئة إلى درجة السذاجة، كنت، أنا، مشفقا عليك .. فقد رأيت فيك من البراءة ما هو قاتل ، ذكرني بحديث عجائزنا في الأيام الخوالي. يا أخي، صحيح أن الناس ،جميعا، يتحدثون عني بلغة الإدانة والشجب والتبرم ، وأحيانا بالتهديد والوعيد. ولكنه حديث المومس عن ضرورة احترام الأخلاق بقدر حاجتها إليها، وتتقزز من العهر بما يتناسب مع تعاطيها فيه. إن الموريتانيين، كلهم، إلا ثلة من الأولين وقليل من الآخرين، يطلبونني ، كل بحسب جهده ، وكلهم يتستر علي على قدر مصلحته في مردوديتي عليه. والفرق بين رئيس البلاد وبين الفراش ، وإمام المسجد، والعالم ، والشيخ، والطبيب، والأستاذ ، والمدير ، والطالب ... هو مجرد فرق في الدرجة. ليس إلا. فرئيس الجمهورية يصحبني في حله وترحاله ، وعلى قدر نفوذه، والبواب يسعى لاستقبالي عند المدخل. وهكذا وضعي في العالم الثالث، وإذن لا داعي لإثارة الموضوع.

_ الدرب العربي: ما ذا عن إجراءات الدولة في مكافحتك؟

_ الفساد: ذلك يكون فقط حين يؤتمن الذئب على الحملان ( الخرفان) ويصدق في أمانته عليها.

_ الدرب العربي:هل للفساد معقل محدد أو بؤرة تواجد ضمن قطاعات ومرافقنا العمومية أو الخصوصية؟

_ الفساد: لا.. أنا مثل" إكندي" سخت في كل جسم المجتمع ، ونزعي منه مؤلم للجميع وبالتالي فبقائي في مصلحة الجميع، بصرف النظر عن الضجيج ورماد العيون. إن ما تراه وتسمعه من صراعات وخلافات ما هو في حقيقته إلا تنافس للوصول إلى المراكز الكبرى لنفوذي( الرئاسة، الوزارة، المؤسسات العمومية...)

_ الدرب العربي: ما العمل؟

_ الفساد: أنا بلاء مبرم

_ الدرب العربي: حسبنا الله ونعم الوكيل.

نقلا عن جريدة الدرب العربي الصادرة عن حزب البعث العربي الاشتراكي - قطر موريتانيا