صالون الولي محمذن ولد محمودا في حلقة جديدة بعنوان اللغة العربية والمجتمع

ثلاثاء, 03/03/2015 - 12:15

ظلت الصالونات العلمية والثقافية على مر التاريخ تقوم بدور كبير وبارز في تنمية الحراك الفكري والتواصل بين المثقفين بمختلف مستوياتهم وتعدد قدراتهم لتعضيد دور المؤسسات العلمية والعلماء المرشدين لترقية المجتمع والحفاظ على قيمه .. وقد تزايدت الحاجة لادوار هذه الصالونات لتكون مكملا لدور الجامعات والأندية الأدبية والمراكز الثقافية بسبب النجاح الذي تحققه هذه الصالونات لبعدها عن التعقيدات التنظيمية ولكونها مكانا للتواصل سهل الولوج  والاهم من ذلك اتساع دائرة الحرية، واتساع مساحات المواضيع والحديث والنقد، بخلاف ملتقيات المؤسسات المجدولة بعناية ..
 وهكذا توهج وانتشر في موريتانيا دور وأثر الصالون الثقافي الوحيد في البلد منذ تاسيسه صالون الولي محمذن بن محمودا المتواصل العطاء منذ خمسة وثلاثين سنة  ، فأدى أدوارا كبيرة في الحراك الثقافي والفكري والترقية الاجتماعية بمختلف مستوياتها، وخاصة في الآونة الأخيرة، ولعب دورا بارزا في الحفاظ على خصوصيات مجتمعنا ووحدته الدينية والعلمية والوطنية في ظل المخاطر الجمة المحدقة بكيان هذا المجتمع في عالم الكلمة الاثيرية والمنابر المفتوحة في كل مكان من العالم .
وظل هذا الصالون كذلك ملتقى محببا لنفوس المثقفين والعلماء والمفكرين بما يمنحه من مساحة فسيحة للتحدث والاستماع والمناقشة وازداد  مع الوقت مكانة وألقا.
وإذا اعتبرنا أن المجالس الأدبية والعلمية هي انعكاس صحي وسليم لواقع الحركة الأدبية والثقافية في المجتمع، فانه من الطبيعي ان لا يغيب هذا الصالون عن مواكبة المواضيع التي يتقاطع الكثير من الناس في الاهتمام بها . بل إذا جاز القول قلنا إننا نعيش مع صالون الولي محمذا ربيعا عربيا ثقافيا وعلميا لفائدة مجتمعنا وهويتنا الحضارية والدينية إذ لا يزال واحة مصغرة لاحتضان الثقافة والفكر وروادهما ، ومجمعا لتكريس مبادئ الاثراء الفكري والتعاطي العلمي الحر ، وتسليط الضوء على الزوايا العلمية والثقافية المختلفة المهمة ، ومتواصلا مع العمق الانساني في ظل ما يسمى ب «ثقافة الصورة» المتمثلة في الفضائيات والإنترنت، وطغيان القيم الاستهلاكية والنمطية على التفكير والوجدان ..
وإذا كانت الصالونات اعتبرت في بعض البلدان ترفا فكريا فإنها لدينا بمثابة زورق النجاة الذي يحافظ على تماسك النخبة ويحفظ أصواتها من الضياع في زحمة الدور الشعبي المتنامي بفعل التلفزات والانترنيت ويؤسس لمرحلة ثقافية موريتانية بكل مقاييس الثقافة إرسالا، واستقبالا، وفهما، وتأويلا ..
كما يقدم صالون الولي نفسه على أنه شكل راقي من أشكال التواصل الثقافي التي تثير الانتباه بسبب قدرتها على البقاء بجنب الصورة المرئية والمعلومات السائلة في عالم الفيسبوك وما بعده..
وفي إطار حلقاته الثقافية العلمية المستمرة كل أسبوع استضاف صالون الولي محمذن ولد محمودا السبت الدكتور ناجي محمد الإمام الكاتب والشاعر المعروف رئيس جمعية الضاد في موريتانيا ورئيس المجلس الأعلى لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ليلقي محاضرة تحت عنوان : اللغة والمجتمع ..
وقد تميزت هذه المحاضرة بتناول موضوع اللغة العربية من عدة زوايا تراوحت بين مكانة اللغة العربية عبر التاريخ، ومكانتها بين لغات العالم، وسبل الحفاظ عليها ، فضلا عن دورها السيادي والثقافي، عند العرب والمسلمين.
وتميزت هذه الحلقة من الصالون بكونها قي حد ذاتها صورة مصغرة عن المجتمع في لحظة انسجام مطلق بين كل المكونات الاجتماعية بكل جهاتها واديولوجياتها وتجاربها فضلا عن كون الصالون ضم مختلف الاجيال العمرية من حقبة الاستعمار الى الحقبة الحالية مما أثرى وسهل التبادل والتواصل بين مختلف المستويات علميا وعمريا .
وتميزت كذلك بمداخلة علمية قدمها خبير التقنيات والبرمجة محمد بن عبد الفتاح حول آخر ما توصلت اليه الابحاث في تكنولوجيا معالجة اللغات الطبيعية عن طريق الآلة في التواصل اللغوي البديل ..
وتميزت هذه الحلقة أيضا بكلمة الاستاذ/ احمد ولد آبه التي أبرز فيها كون الفن الموريتاني على مر تاريخه ظل رافدا من روافد الحفاظ على اللغة العربية وما تحويه من القيم النبيلة ودعا الى احياء العلاقة التي قال انها كانت قائمة بين الشعراء والادباء والفنانين ليظل هذا الرافد قائما بدوره في المحافظة على اللغة العربية واستمراريتها بين الاجيال ..
أما المداخلات المباشرة والتعقيبات التي اثرى بها المشاركون الحوار فلا تسل عن رقي مستواها وشموليتها وأهميتها ، ولعلنا ننشرها في حلقات لاحقة بعد نشر المحاضرة ..
وقد ترأس جلسة الصالون الوجيه الاجتماعي الوزير والسفير السابق الدكتور الباحث أحمدو ولد سيدي ولد حننه
وبحضور صاحب الصالون الولي محمذن ولد محمودا ونخبة واسعة من الشخصيات الثقافية واعيان المجتمع منهم :
             الاستاذ السفير المفكر أحمد باب ولد أحمد مسكة
            السفير التقي ولد سيدي
            الوزير السابق ابو بكر ولد احمد رئيس مجلس جائزة شنقيط
            الوزير السابق عبد الله السالم ولد المعلى رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين
            الوجيه الاجتماعي ورجل الاعمال / الشاش بن محمد بن ديه
            الدكتور الامين بن محمد بابه استاذ جامعي
              الدكتور أحمد ولد امبيريك استاذ جامعي
-          الدكتور أحمد ولد حبيب الله أستاذ جامعي
             الاستاذ الباحث احمد فال بن احمد الخديم – ممثل عن مرصد اللغة العربية
-          الاستاذ أحمد ولد آبه رئيس المكتب الموريتاني لترقية الموسيقى
الاستاذ / محمد سالم ولد الداه رئيس المركز العربي الافريقي للاعلام والتنمية
الاستاذ محمد سالم بن ابه العلم اليعقوبي الباحث في قضايا الصحراء الكبرى
            الدكتور محمد الأمين ولد صهيب أستاذ جامعي
            الاستاذ/ محمد بن عبد الفتاح
            الاستاذ/ الناه بن محمذن بن محمودا
           
الصحفي سيدي ولد امجاد رئيس مركز امجاد للثقافة والاعلام
              الدكتور بلال ولد حمزة الأمين العام لجائزة شنقيط
              الدكتور محمدو ولد احظانة مستشار وزيرة الثقافة
              الدكتور محمد الأمين ولد محمد موسى أستاذ جامعي
            الدكتور أحمد سالم ولد أباه أستاذ جامعي
            الاستاذ الأديب أحمد ولد محمد الميداح
            الصحفي افلواط ولد الداهي
الاستاذ الشاعر المختار السالم أحمد سالم
الدكتور عبد الله ولد اواه استاذ جامعي
-          الاستاذ/ حمم بن عاون
            الصحفي سيدي ولد عبيد
            المهندس شيخاني ولد محمدن النحوي
وفي الختام شكر الحاضرون الولي محمذن على دور هذا الصالون في تواصل النخبة الثقافية والعلمية الموريتانية، وإتاحته الفرصة لهم لتبادل الاراء من شتى الاختصاصات والمكونات الوطنية وعبروا جميعهم عن امتنانهم لهذا الصالون الذي يجسد حاضنة اجتماعية ووطنية الى كونها حاضنة علمية وثقافية وحيث كنت شاهدا على هذا الصالون فلا يسعني إلا أن اغتبط بما قدمه الولي العارف بالله محمذن بن محمودا من جهد علمي يعود بالنفع علينا جميعا وانقله للراي العام جميعا
الحسن بن محنض