من يوميات طالب في الغربة (ح3):رحلة في الطائرة..الى العالم الجديد...

اثنين, 07/24/2017 - 17:33

فتح باب القاعة وتوجهنا إلى الطائرة" ذلك المخلوق العجيب" الذي لم أره جاثما على الأرض قبلها .صعدت كبقية الركاب وسألت عن رقم مقعدي وأصخيت للإرشادات الأمنية التي كانت المضيفة تشرحها للركاب.

حزم الجميع أربطتهم وأغلقت أبواب الطائرة ورفعت السلالم وبدأت الطائرة تتحرك رويدا رويدا ..وما هي الا دقائق حتى بدأت سرعتها تزداد وعجلاتها تبتعدعن الأرض ثم حلقت في السماء مؤذنة ببداية أول رحلة لابن الصحراء إلى الوطن الجديد.

في حدود الساعة8:30 من صباح ذلك اليوم المشهود بالنسبة لي وهو الاربعاء 10 اكتوبر1996  فتح باب القاعة وتوجهنا إلى باب الطائرة راجلين وكانت تلك أول مرة أرى فيها الطائرة غير محلقة بالجو.. صعدت كغيرة من المسافرين وتم تنبيهنا إلى إجراءات السلامة وما هي إلا دقائق حتى أوصدت الأبواب وأديرت محركات الطائرة وانطلق هديرها رويدا رويدا وما لبت أن زادت سرعتها لتمخر عباب الجو محلقة فوق السحب وكنت في طريقي في أول رحلة لابن الصحراء إلى العالم الجديد.

كانت هذه الرحلة على متن الخطوط الجوية الجزائرية وقد توقفت بنا في الدار البيضاء في حدود الساعة11 حيث هبط ركاب حيث صعد ركاب وهبط آخرون لتنطلق الرحلة من جيد في اتجاه مطار"هوارب مدين" الدولي... في حدود الساعة الواحدة زوالا حطت بنا الرحلة..وبعد استكمال إجراءات السفر أخذتنا شركة الخطوط على ضيافتها إلى فندق"آدغير"، ركبت الحافلة مع زملاء الطلبة وانطلقت بنا في جولة عبر الشوارع الجزائرية "الفندق يبد عن المطاار15د بالسيارة"، كانت هذه الرحلة القصيرة كافية لاستطلاع جمال تلك العاصمة الجميلة حيث الجبال تعانق السماء وقممها بيضاء بالثلج ، والعاصمة الجزائر لمن لم يزرها كبيرة ومليئة بالعمارات والطرق الفسيحة والجسور الكبيرة والحدائق الغناء وهي تطل على البحر الأبيض المتوسط.

خلال الطريق كنت وبعض زملائي خائفين فماذا لو لو اختطفت حافلتنا مجموعة مسلحة خاصة وان الجزائر في تلك الفترة كانت تعرف مجازر كبيرة من طرف الجماعات الإرهابية المسلحة..؟ وصلنا للفندق وأكمل احد الطلبة القدامى لنا الإجراءات.. كنت وإياه لحسن الحظ في غرفة واحدة..كان الفندق كبيرا14 طابقا وكنت وإياه في الدور العلوي وقد ساعدني مشكورا على التغلب على الكثير من الصعوبات المتعلقة بالتعامل مع المخترعات فيه والتى أراها لأول مرة"المصعد الكهربائي، السخان،واحهزة أخرى...بعد أن صليت الظهر والعصر جمعا أخذتني غفوة من شدة الإرهاق.

في حدود الساعة 8 مساء بتوقيت العاصمة الجزائرية اي7 مساء يتوقيت "غرينتش" أيقظني زميلي قائلا "هيا لنحضر العشاء على شرف الخطوط في مطعم الفندق..هبطنا وكان المطعم فاخرا وقدم لنا افخر الوجبات والشاي والقهوة..وكانت مناسبة للقاء بيني والطلبة القدامى من مختلف الدول حيث استطلعت منهم بعض الأخبار حول الدراسة بالخارج والإقامة ..الخ وزودوني ويقية زملائي الجدد ببعض النصائح المفيدة..بعد انتهاء العشاء11 ليلا بالتوقيت المحلي عدنا للغرفة وبتنا ليلتنا تلك في نوم عميق .

في تمام الساعة السادسة صباحا

يتواصل

:بقلم محمد ولد محمد الأمين الملقب "العميد"
للملاحظات
[email protected]
هذه اليوميات واقعية والكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الامريكية حلقات من هذه اليوميات في كتب مترجمة باللغة الانجليزية  تدرس في اكثر من 250 جامعة ومعهد  حول العالم .