مشروع النشيد الوطني الجديد يحتاج إلى غربلة

ثلاثاء, 09/26/2017 - 12:14

أنجزت لجنة النشيد مأموريتها الادارية الرسمية فى الوقت المحدد وأعدت مشروع نشيد لم يكن مستساغا أن تسارع الحكومة لاعتماده كما هو.

 فبين مشروع اللجنة واعتماد الحكومة تم القفز على حلقة مهمة ، حيث كان بالإمكان تسليم النشيد إلى قامات شعرية وعلمية تتولى غربلته وتوضيبه وتشذيبه النهائي ، فكلما تزاحمت العقول والافكار خرج الصواب.

والشعر كما هو معروف عملية إبداع ولابداع أمر ذاتي لا يأتي بقرار ، ومن يقرأ المشروع يقدر جهد اللجنة ، لكنه يلاحظ أننا أمام نشيد تلفيقي شارك فى وضعه (شعراء وغاوون) ومنهم فى منزلة بين المنزلتين.

ولأنهم من مستويات ومشارب مختلفة جاءت الفقرات واللغة المعجمية متباينة تباين أصحابها ومن أجمل ما تضمنه النشيد المقطع:

قفونا الرسول بنهج سما    إلى سدرة المجد فوق السما

حجزنا الثريا لنا سلما    رسمنا هنالك حد الحمى

أخذناك عهدا حملناك وعدا    ونهديك سعدا لجيل أطل

سنحمي حماك أسارى هواك    ونكسو رباك بلون الأمل

فى الأخير إذا لم يكن المرسوم الاداري نهائيا وأخاله قابلا للتعديل كأي مرسوم فحبذا أن يخضع النشيد لإعادة قراءة من طرف لجنة حكماء من كبار الشعراء والعلماء ، فلحظة الشعر لحظة وجدانية ثلاثية الأبعاد ومرسوم النشيد الحقيقي هو مدى تغلغله فى نفوس الموريتانيين وعقولهم وهو مرسوم لا ينشر فى الجريدة الرسمية بصيغة الاستعجال وإنما يخلد فى سجلات الوقائع الوطنية وفى ذاكرة الأجيال.