لجنة لتفعيل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية..!!!

جمعة, 01/19/2018 - 12:24

لم تكن اللجنة التي شكلت لتفعيل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الأولي ولن تكون الأخيرة، فتاريخ هذا الحزب المتغير الأسماء بتغير الأنظمة حافل باللجان التي ينم تعيين أعضائها عن اتجاه بوصلة مزاج القائد المؤسس.

فتفعيل الحزب في جوهره لا يتطلب تشكيل لجان يكفى أن تصدر توجيهات وأوامر ويتداعي الإخوة والأخوات لتنفيذها كل حسب منطقه وغاياته.

ورغم موت الإيديولوجيات واندثار معظم الأحزاب المناسباتية التي تتشكل حول أصحاب سلط قائمة ورغم انحسار دور الأحزاب بصورة عامة وقلة تأثيرها في صناعة رأي عام بات بفعل ثورة الإعلام يتشكل على مدار الساعة، رغم كل ذلك أتقدم إلى اللجنة ببعض محاور التفكير:

ــ التفكير في فك الارتباط بين خطاب الحزب وخطاب الحكومة، فالحكومة تعمل لتحقيق الممكن بوسائل محددة لفترة معلومة والحزب يعمل لتحقيق ما يمكن أن يكون انسجاما مع تطلعات "منتسبيه".

ــ الحزب يدافع عن خيارات وليس مطالبا بتبرير ممارسات المسؤولين الحكوميين المنحرفة بل تملى المصداقية أن ينأي بنفسه عن تلك الممارسات.

ــ لا معني لمنح أهمية للشباب والنساء فهم كل الشعب فالنساء يمثلن 51% من مجموع السكان والشباب يمثل 71% من مجموع السكان والشباب والنساء يمثلون أزيد من 80% من مجموع السكان، فهذه الأهمية شعار وتحصيل لحاصل اللهم إذا كان الهدف هو إقصاء فئات عمرية بعينها.

ــ يجب تحديد العلاقة بين برنامج الرئيس وبرنامج الحزب وخطط الحكومة ويجب ممارسة تحيين دائم لكل هذه المكونات فالواقع الاجتماعي والاقتصادي موار ومتغير.

ــ يجب انتهاج مقاربة الكيف على مستوى الكم فما جدوائية مليون منتسب خامل أو وهمي؟ ــ ألا تمكن معيرة الانتماء وميز الانتماء الحقيقي المفعل من الانتماء المصلحي الجامد النائم؟

ــ جوهر الانتماء هو سعي فئات من المواطنين لتلبية حاجات مادية ومعنوية ملحة فكيف يعمل الحزب على تلبية تلك الحاجات بصورة فعالة عادلة وشفافة.

لقد ولى عهد الشعارات ومعظم الناس يتفاعلون مع الأحزاب ببرغماتية لتحقيق مكاسب دنيوية الوفاء للمبادئ ليس من شيم جماهير هذا الزمن.

ــ بدل اقتراح خطة للانتساب قد يكون الأولى أن تقترح اللجنة خطة لغربلة المنتمين وميز صالهم من طالحهم وتقليص أعدادهم.

ــ هل تستطيع اللجنة تقديم رؤية حزبية لما بعد 2019 أم أن أفق تصوراتها هو ما تبقى من المأمورية؟

ــ هل يحتاج الرئيس أي رئيس لحزب سياسي؟ أم يحتاج لودادية أحزاب؟ وهل يحتاج الحزب لرئيس يدعمه لا يوجد إلا لوجوده؟ وهل يمكن وضع تصور لحزب للمستقبل وحسب أية رؤية ووفق أي مشروع؟

وكيف سيتم تفعيل لجنة التفعيل التي قد يكون من أهم مشمولاتها الآنية أن تملأ حيزا من الفراغ السياسي القاتل فى انتظار ما تسفر عنه الليالي الحبلى بالمتغيرات.

محمد عبد الله ولد محمد الأمين