موريتانيا .. ترهل المعارضة وانهيار الموالاة

جمعة, 02/02/2018 - 11:17

تجري مياه كثيرة تحت جسور الموالاة ولم يعد أي شيء كما كان فالسابقون الأولون المشرعنون ذهب النور الذي كان معهم، واللاحقون والمهرولون لا يلوون على شيء يتنابزون بالألقاب ويتقاذفون بالاتهامات والسبب ليس خلافا فى المبادئ ولاجتهادا فى الطرح وإنما هي قضية التموقع حول رئيس لم يحدد هو بعد موقعه من استحقاقات 2019 ولا يعرف موالوه على وجه التحديد هل هم بصدد الخروج الآمن أم بصدد محاولة البقاء المؤمن وكلما ضاق الوقت وقرب الاستحقاق ارتفعت وتيرة التجاذب والتنابز .. وفخامة الرئيس يتفرج ويتابع هذا السرك العبثي الذي يقوض أركان نظامه دون أن يحرك أدنى ساكن.

على مستوى المعارضات الأخرى بلغ الترهل مستواه الحدي فماراتونات دار الشاب – ساحة ابن عباس لم تعد مقنعة ولم تظهر المعارضة من خيار إلا مؤازرة بيرام وإعطاؤه فرصة غير مستحقة للعب دور مشبوه فى مرحلة بالغة الحساسية والتعقيد.

وحول الموالاة المتنابزة والمعارضة المترهلة هنالك أغلبية صامتة تقدر بـ 80% من الشعب الموريتاني بدأت تتململ وبدأ قادة رأيها يطرحون خيارا آخر يتمثل فى خلاص البلد من موالاته ومعارضته، فهما مكمن الداء وبدون تجاوزهما لن يفتح أفق جديد لموريتانيا أخرى طال انتظارها.

فهل تدرك المعارضة والموالاة خطورة الوضع ودقة المرحلة؟

هل تدركان أن بقاء موريتانيا فوق الأشخاص وفوق كل الوداديات الزبونية التي أنهكت البلاد والعباد بما فيه الكفاية؟

بقلم: محمد إبراهيم ولد محمد عبد الودود