موريتانيا: جدل كبير حول تدونة حذفتها إدارة فيسبوك

ثلاثاء, 02/13/2018 - 14:30

أعادت تدوينة نشرها الكاتب الموريتاني الهيبة ولد الشيخ سيداتي بشأن تهميش شريحة الأرقاء السابقين في البلاد، الجدل مجددا حول موضوع العبودية الذي يؤرق السلطات في موريتانيا منذ استقلال البلاد عام 1960.

وتصاعدت حدة الجدل، بعد أن أقدمت إدارة "فيسبوك" على حذف التدوينة المثيرة للجدل.

ونشر الكاتب ولد الشيخ سيداتي تدوينة تضمنت إحصائيات عن حضور شريحة "الأرقاء السابقين" قطاع العدالة.

وقال إنه "من بين 260 قاضيا هم مجموع القضاة في موريتانيا يوجد حوالي تسعة من شريحة الحراطين (الأرقاء السابقين) وثمانية من الزنوج الأفارقة".

واحتدم الجدل بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، التي باتت أهم المنابر التي يستغلوها السياسيون والإعلاميون والنشطاء بموريتانيا لإثارة كل القضايا محل الخلاف.

ووصف الناشط السياسي شيخنا ولد محمد فال التدوينة التي نشرها ولد الشيخ سيداتي بأنها مستفزة إلى حد كبير، لافتا في تدوينة عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك" بأنه الهدف من نشر هذه التدوينة "محير وغامض".

أما الإعلامي والمذيع بقناة (المرابطون) الموريتانية الخاصة أحمد ولد وديعة، فعلق على صفحته الشخصية عبر "فيسبوك" قائلا: "حذف إدارة فيسبوك لتدوينة مدينة لممارسات عنصرية واختلالات اجتماعية في التمثيل في المؤسسات العمومية تصرف خطير، يجب أن يقابل باحتجاج واسع من مناهضي العنصرية وأنصار العدل حتى تدرك إدارة فيسبوك حجم الخطأ الذي وقعت فيه نتيجة تبليغات كاذبة من حماة العنصرية وحراس الوهم".

بدوره علق الإعلامي والمذيع بالتلفزيون الموريتاني الحكومي، الشيخ معاذ سيدي عبد الله، على الجدل المثار بهذا الخصوص قائلا: "نعم أنا شخصيا أختلف مع الأستاذ الهيبة في طريقة كتابته الحقوقية القائمة على تقنية (التذكير) ليس لأنني أنكر ما قاله ولكن لكونه يتضمن تحميلا - ربما عن حسن نية - للأجيال الحالية مسؤولية الحيف الذي ما زال محيقا بالحراطين وهو حيف لم يعد هناك خلاف على ضرورة رفعه".

وأضاف عبر حساب على فيسبوك:" نحن كموريتانيين بجميع أعراقنا نعترف بأن الحراطين تعرضوا عبر تاريخهم لمستوى مهول من الاستعباد ، قبل نشأة الدولة الوطنية بقرون، ونعرف أن هناك سياجا ثقافيا حمى تلك الممارسات الاستعبادية، وهو بحاجة لغربلة ومناقشة وفضح".

وتابع :"الدولة الوطنية التي نشأت في الستينيات كانت امتدادا للحالة الاجتماعية التي كانت سائدة وكانت ملفات النشأة والوجود هي الأولوية بالنسبة لها، فهل يعقل أن نقارن بين نسبة الحراطين في مفاصل الدولة التي عمرها نصف قرن الآن بغيرهم من الأعراق وهم الذين يحاولون في بحر طقوسي هائج نفض غبار قرون عديدة من الظلم".