القمة العربية: تكاثرت الظباء على خداش ... فما يدري خداش ما يصيد

جمعة, 03/27/2015 - 00:27

تلتئم القمة العربية بشرم الشيخ في الفترة من 28 إلي 29 مارس 2015 في ظرف دقيق للغاية وسط موجة استحقاقات عربية مصيرية لا تتحمل التأجيل منها ما يهز كيان الأمة ومنها ما يهدد بقاء دولها. 

"هذا أوان الشد فاشتدي زيم     ++++     قد لفها الليل بسواق حطم"

ستحضر دوزينة من أصحاب السمو والمهابة والفخامة الملوك والأمراء والرؤساء والسلاطين الذين يعتبر مجرد تجشمهم عناء الحضور في هذا الظرف العصيب "انجازا تاريخيا" في زمن تدني سقف المطامح، وسينكبون على دراسة أوضاع ملتهبة هنا وهناك، وسيكون من أكبر التحديات التي تواجه القمة وضع جدول أعمال يرتب أولويات تلامس النزر القليل مما ينتظره الناس من المحيط إلي الخليج.

وحسب ما تسرب من أروقة الاجتماعات التحضيرية فستكون هنالك أولويات منها تشكيل قوة تدخل عربية فعالة قوامها 100 ألف رجل كاملة الجاهزية للتدخل في بؤر الصراع التي تتزايد باستمرار في عموم الوطن العربي، وتتسع هوة الخلاف حول تراتبية أولويات معالجتها، فالسعوديون يعتبرون اليمن أولوية الأولويات وقد أطلقوا عملية "عاصفة الحزم" فجر 26 مارس بمشاركة 10 دول عربية وبدعم أمريكي وغربي متصاعد.. والمصريون والمغاربيون عيونهم على ليبيا التي تتطاير شظايا صراعاتها إلي خارج الحدود.. والعراقيون اعلنوها حربا مدعومة إيرانيا على داعش.. والفلسطينيون يدخلون إلي القمة محبطين وشبه يائسين من حل الدولتين الذي كان الحد الأدني المجمع عليه عربيا والسوريون مغيبون وضائعون ومتروكون لمصيرهم القاتم.

وستأتي دول أخرى كالسودان والبحرين وليبيا وتونس مثخنة بأزماتها وصراعاتها الداخلية وخلافاتها البينية.. ووسط هذا التباين سيقوم الأمين العام د/ نبيل العربي المدعوم قطريا المسكوت عنه مصريا بطرح خطة تحديث الجامعة وتفعيل دورها.

 المؤسف أن العرب طارت عقولهم وتمزقت قلوبهم  وافتقدوا القدرة حتي على ترتيب الأولويات وسيحضر من حضر منهم مدفوعا بأجندات خارجية تمليها اكراهات داخلية تجعل كل نظام عربي يفكر في نفسه وفي بقائه قبل أن يفكر في الآخرين أو في الأشياء المشتركة.

في جو كهذا لا يتوقع أن يكون سقف المخرجات مرتفعا، فحسب القمة أن تنعقد بمن حضر وتصدر توصيات من قبيل المطالبة بتشكيل قوة عربية ويتحين خطط تفعيل العمل العربي المشترك وبدعم معنوي معلن ومعوض بالنسبة للبعض لعملية "عاصفة الحزم" التي أطلقتها السعودية تأكيدا لمحوريتها.

الهموم العربية كثيرة والأوجاع متراكمة وبؤر التوتر تنفجر هنا وهناك والعين بصيرة واليد قاصرة وقصيرة وقد: " تكاثرت الظباء على خداش +++ فما يدري خداش ما يصيد"

عبد الله محمدو    للتواصل:   https://www.facebook.com/dedehmed