موريتانيا والسينغال .. ديبلوماسية التعازي

ثلاثاء, 02/20/2018 - 11:43

استقبل الوزير الأول مساء الأحد بمكتبه وفدا سينغاليا جاء لتقديم التعازي فى المرحوم سيد آمين ولد أحمد شللا الذي انتقل إلى جوار ربه مطلع الأسبوع الماضي.

وتقديم التعازي أمر مهم يحمد للسينغاليين الذين تربطنا بهم أواصر متعددة لكن طبيعة تشكلة الوفد السينغالي تحيل إلى اغتنام السانحة لبحث أشياء أخرى .. فالوافد السينغالي وفد رفيع المستوى للغاية وهو بقيادة عثمان تانور دينك رئيس المجلس الأعلى للمجموعات المحلية وبعضوية الوزير مدير ديوان رئيس الجمهورية ووزراء الصحة والتكوين المهني ومستشار وزير الاقتصاد والقائم بأعمال السفارة السينغالية فى نواكشوط.

وضم الوفد الموريتاني وزيرة الوظيفة العمومية وعصرنة الإدارة والوزيرة المنتدبة وزير الخارجية ومديرة ديوان الوزير الأول والمدير المساعد للديوان ومستشارا بالوزارة الأولى والأمين العام لوزارة الداخلية واللامركزية.

ويستشف من تشكلة الوفد السينغالي أن السينغاليين بادروا للمرة الثانية لتحيين نتائج مبادرتهم الأولى التي قادها الرئيس ماكي صال والتي أعطت جرعة دفء لعلاقات قدرها أن تتعزز لما يرتبط بها من مصالح عامة ودولية وخاصة بن يكون السمك أهمها ولن يكون الغاز آخرها.

فهل تدشن دبلوماسية التعازي تفعيل الديبلوماسية الاجتماعية التي أطلقتها السيدات الأول مؤخرا بين البلدين؟ وهل تحقق الديبلوماية الناعمة ما عجزت عن تحقيقه الديبلوماسية الخشنة؟ ألا يمثل فتح هذه المسارات الالتفافية الفعالة تجاوزا للديبلوماسية الثنائية الراكدة؟ ألا يجعلنا أمام ديبلوماسية أمزجة وفرص تغتنم هنا وهناك؟ متى تبادر موريتانيا؟ أليست لديها آليات تاريخية كالديبلوماسية الصوفية والثقافية مثلا؟ أليست لديها إمكانيات خارقة لتوظيف العلم الظاهر والباطن؟ أليست لديها محفزات ومغريات؟ أليست مؤهلة أكثر من غيرها لتفعيل الاندماج الاقليمي العربي والافريقي؟ أليست لديها مصالح متجددة تستند إلى رؤية ومشاريع للمستقبل؟

إذا كان الأمر كذلك على موريتانيا أن تخرج من ديبلوماسية ردود الأفعال إلى ديبلوماسية المبادرة وصيانة المصالح الحيوية بكل الطرق المتاحة.

أحميدوت ولد اعمر