أليس منكم رجل طموح..!!!

ثلاثاء, 06/05/2018 - 12:51

رغم بدء العد العكسي لرئاسيات 2019 ورغم أن الرئيس أعلن مرات عديدة أنه لن يغير الدستور ولن يترشح لمأمورية ثالثة رغم كل ذلك يعجز قادة رأي الأغلبية ونخبها عن تقديم أسماء للتناوب ولتداول السلطة وتستمر عمليات تنصيب هيئات الحزب الحاكم التي تحولت إلى عملية حسابية عقيمة لا يسندها أي خطاب سياسي رغم حساسية المرحلة السياسية وتلاحق الاستحقاقات وكأني بأهل الأغلبية قد اقتنعوا بأدوارهم كمصفقين معاونين وكأني بهم لم يدركوا أن وقت التصفيق قد ولى وليس من صلاحيات الرئيس فى الديمقراطية أن يعين من سيخلفه فالأمر ليس ضمن صلاحياته الدستورية وقد لا ينسجم مع مقارباته الأخلاقية فالمطلوب أن يبرز رجل رشيد أو رجال أو نساء يخرجون من مربع المعاونين المنتظرين للتعيين وينقلون الأمر إلى مربع المبادرين المجازفين الطامحين ويعلنوا مسعاهم لنيل ثقة الشعب واستعدادهم لتحمل المسؤولية الوطنية والمضي قدما فى تنفيذ مشروع الاصلاح الذي بدأه الرئيس ولا أخال الرئيس سينزعج من مبادرات من هذا القبيل فهي توفر عليه وقتا وجهدا وتمنحه براءة ذمة ضرورية فى لاحق الأيام وتتيح له مجالا متعددا للاختيار من بين الطامحين بصفته مواطنا من حقوقه الثابتة ممارسة خياراته السياسية الخاصة.

فى جميع الأحوال لم يعد موقف المتربصين المترددين مبررا فهم فى البداية راهنوا على جنوح الرئيس لمأمورية ثالثة وقد برهن هو على بطلان مراهنتهم وأعلن عدم ترشحه ويراهن بعضهم الآن على أنه سينثر كنانته العسكرية ويختار أقربها لنفسه ولا يساورني شك فى بطلان هذا الرهان فمن الصعب توريث السلطة حتى للأصدقاء ثم إن وضعية الرئيس مريحة للغاية فهو سيحترم الدستور ولن يترشح ولن يرشح وسيضيف لإنجازاته المادية انجازا ديمقراطيا بتكريس التناوب وسينأي بنفسه عن معمعان الترشحات الأولى صيانة لمشاعر أطياف موالاته ما دام لن يختار أحدها على حساب الآخر وسيترك للشعب خلال شوط رئاسي أول فرصة تصعيد من يشاء ويحتفظ لنفسه بدعم من يختار فى الشوط الثاني ويغادر السلطة من أوسع الأبواب وبأقل خسائر مادية ومعنوية.

الكرة الآن فى مرمي الطامحين لكرسي الرئاسة وهو كرسي موار لا يناله إلا الطامحون المبادرون كي لا أقول المجازفين والتاريخ ينبئنا أن كل القرارات العظيمة تشوبها الشجاعة والمجازفة وتحتاج إلى جرعة من الطموح.

فما نيل المطامح بالتمني    ***     ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

أحميدوت ولد أعمر