ولد الوافي: تمرّ البلاد اليوم بمحطة مهمة وفرصة نادرة إذا لم نضيعها

أحد, 04/07/2019 - 20:30

بسم الله الرحمن الرحيم
إعلان ترشح
المرشح محمد الأمين المرتجي الوافي
مرشح الشباب لرئاسيات 2019 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
"قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير". صدق الله العظيم
أود بداية أن أرحب بجمعكم الكريم كل باسمه ووسمه، وأخص القوى الشبابية أمل البلد ومستقبله، والإعلاميين والمدونين منيري الرأي العام وناشري الوعي، وأشكر النساء مربيات الأجيال، وأشكر كل من حضر معنا من السياسيين وأصحاب الثقافة والفكر.
تمرّ بلادنا اليوم بمحطة مهمة وفرصة نادرة إذا لم نضيعها، وهي فرصة التناوب السلمي على السلطة، والجو التنافسي والانفتاحي الذي كان نتيجة لتضحية الجميع، وخاصة الأجيال المربية والمؤسِّسة التي أوجدت هذا الوطن في ظروف صعبة للغاية، وكل من أضافوا لبنة بعد ذلك، بقرار صائب، أو تضحية جليلة، أو توعية مفيدة. وسعيا إلى استغلال هذه الفرصة وخاصة من طرف الشباب ولصالح الشباب، جاء قراري بالترشح بعد مشاورات موسعة مع مجموعات كبيرة من الشباب من أصحاب الخبرات في شتى المجالات وخاصة الاقتصادية والسياسية والثقافية. وهنا بعد التوكل على الله، وسعيا لكسب دعم النخبة الشبابية والثقل الشعبي في البلد، سوف أتطرق للخطوط العريضة بإيجاز كبير لملامح ما نريد البلد أن يكون عليه في الفترة القادمة. 

أيها الجمع الفاضل الكريم، 
إن أهم مشكل يؤرق أصحاب الرأي الجادين والحادبين على الوطن هو الانسجام المجتمعي، والتصدع الناتج عن التفاوت والغبن، وعن المظالم والاختلالات التاريخية، وفي هذا الإطار يجب التركيز على كل الأبعاد التي تجعل أبناء البلد على مستوى واحد وأرضية واحدة، وتتاح لهم نفس الفرص، وذلك من خلال إجراءات جدية وصارمة لصالح الطبقات الهشة والفقيرة في المجتمع وخاصة الأرقاء والسابقين وغيرهم ممن كانوا ضحايا واقع اجتماعي سلبي.ويجب أن تبدأ هذه الإجراء بإصلاح التعليم العمومي إصلاحا يجعله واجهة الجميع، ثم بتمييز إيجابي في الأبعاد التنموية يشمل التعيينات والصفقات ورخص الصيد ومنح الأراضي الزراعية والقطع الأرضية الحضرية، وتسهيل اندماجهم في القطاع الخاص، مما يساهم مساهمة فعلية في لحاقهم بالمجتمع. 
إن مشكل الفقر والبطالة والأسعاروالفساد، من أهم المشاكل التي يجب التركيز عليها من خلال سياسة ناجعة تشجع الاستثمار، وتدعم القطاع الخاص الذي يعاني العاملون فيه من التشغيل دون عقود، والتسريح دون حقوق، كما أن مشكل الفساد يعرقل التنمية ويخلق طبقة ثرية جدا وقليلة جدا مقابل أغلبية كبيرة وفقيرة، ولذلك لا بد من منح أجهزة الرقابة والتفتيش المزيد من الاستقلالية ومن الفاعلية. وستبقى شفافية المسابقات والعمل على تقوية لجانها جسرا إلى تكافئ الفرص، كما أن لجان الصفقات تحتاج الإصلاح والمزيد من الاستقلالية والتطوير سيكون محل اهتمامنا. 
إخوتي الكرام أخواتي الكريمات، 
يحتاج قطاع التعليم جهدا خاصا فهو مفتاح حل كل مشاكل البلد، ولن يتأتى ذلك إلا بجعل العنصر البشري في القطاع (المعلم والأستاذ) محور الاهتمام، وفي هذا الصدد يجب العمل على إيجاد شراكة بين الخاص والعام في التعليم بما يضمن أن تدرس أجيالنا معا، وتتربى معا، وتتاح لها نفس الفرص. كما أن ظروف الطلاب في الجامعات وفي الخارج ستكون من بين أولوياتنا وخاصة زيادة المنح ونوعيتها وحل مشاكل الطلاب بما في ذلك السكن والنقل وغيره.
إن الأمن بمفهومه العام، والذي أعني به دائرة واسعة تشمل أمن الناس في حياتهم وفي أموالهم، بالإضافة إلى أمنهم الغذائي وإلى الحد الأدنى من الدخل لهم بما يضمن حياة كريمة، سيكون أولى أولوياتها، فلا أمن مع الفقر المدقع والجهل المنتشر والجوع المميت. ولذلك سنعمل على توفير دخل يمثل الحد الأدنى للأسر التي لا دخل لها في البلد، وذلك من خلال إجراءات علمية وعملية، تضمن الوصول لهذه الأسر. وفي إطار الأمن لا يسعني إلا أن أعبر من هذا المنبر عن أعظم التحيات لجنودنا المرابطين على الثغور، ولعناصر الشرطة والحرس وأمن الطرق والدرك الوطني، على ما يقومون به من سهر ونحن نيام، وتضحية من أجل سلامتنا وأمننا، وأعدهم جميعا بالعمل على تحسين ظروفهم بشكل جذري يوفر لهم العمل بأقصى طاقة. 
سيداتي الفاضلات سادتي الأكارم، 
تعتبر الصحة أهم ركيزة في الحياة، وتحتاج منحها أكثر من المتاح الآن ونملك من الإمكانات ما يسمح لنا بتطوير منظومتنا الصحية، وتحسين ظروف الممرضين والقابلات والأطباء بجميع تخصصاتهم، بل وبتوفير خدمات مجانية في الحالات المستعجلة خاصة للفقراء والمهمشين. فلا يمكن أن نبقى لاجئين إلى دول الجوار في مجال بهذه الأهمية، بما يعنيه ذلك من ترجمة للضعف والتخلف!
إن أهم ركائز اقتصادنا تحتاج إلى التطوير والشفافية لتقدم ما يتوخى منها من مردودية، وأعني تحديدا الحديد والنحاس والذهب والصيد البحري، والقطاع الزراعي، وقطاع التنمية والريفية، هذا علاوة على ما ننتظره ـ إن شاء الله ـ من ثروات الغاز، والتي لم نتخذ إلى الآن ما يناسب التقديرات من الإجراءات الضامنة لجعل هذه الثروة مصدر سعادة ورفاه للفقراء من أبناء شعبنا، بدل أن تسلك مسارات مماثلة لما سبقها، مما يبقي الحال على حاله، بل ويحول نعمة الطفرة الاقتصادية إلى نقمة لا قدر الله. وفي مجال الزراعة تحديد أريد أن أؤكد على أهمية منح المزارعين من الطبقات المهمشة والفقيرة فرصة تملك الأرض، بدل احتكارها في يد الطبقة العليا من المجتمع فقط، مما ينتج طبقة مزارعين بلا أرض، وملاك غير مزارعين، وهو أحد تجليات الغبن والخلل المجتمعي، وينسحب على العقار في الحضر وفي الريف، وغير ذلك من الاختلالات التي يجب أن تحارب. 
أيها الشباب والشابات، أيها الجمع الكريم، 
إن الشباب هو عماد هذا الوطن، وعليه المعول في التغيير وفي حمل راية الإصلاح والتقدم اليوم وغدا، ولذلك فإنني أتشرف بكوني ممثلا لهذه الفئة، منخرطا منها، معولا عليها، أعيش همومها واهتمامها ومشاكها واقعيا لا افتراضا ولا تكلفا، ولذلك من نافلة القول الكلام عن منح الشباب أولوية في اهتماماتي في كل مجالات الحياة وفي كل قطاعات الاقتصاد، وفي كل مفاصل الدولة.
إن توفير فرص التشغيل للشباب، وإشراكهم في الحياة السياسية والاقتصادية للبلد، وجعلهم ركيزة المجتمع التي يدور حولها وبها، وتقديمهم لقيادة سفينة البلد، بدل تركهم في المؤخرة، كلها أمور ستجعل بلادنا تتقدم. وانظروا إن شئتم كيف قاد قادة شباب أهم بلدان العالم، وكيف غيروا أوطانهم إلى الأفضل بشكل جذري، فهذا مقتضى سنة الحياة، بدل الجمود على نفس الطريق ونفس النسق ونفس الأجيال، ولا يعني هذا غمط الناس حقهم، ولا عدم تقدير الكبار، بل يعني إكرام من خدم منهم بما يستحق من راحة، ومن اجتهد وأخطأ بإعفاء البلد منه. 
أيها الحضور الكريم، 
هذه باختصار مجرد عناوين أتطرق إليها الآن، بين يدي إعلان ترشحي لرئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في الاستحقاقات المقبلة بعد 100 يوم تقريبا من الآن، وقد تركت الكثير مما يعني الشعب والوطن مخافة أن أطيل، ولأن كل ذلك سيتم تناوله في البرنامج الانتخابي إن شاء الله.
ولكني أعدكم بعبارة واحدة أن أقود البلد ـ حالَ انتخابي ـ إلى واقع مختلف تماما وبآليات مختلفة، وأن أغيره تغييرا جذريا إلى الأفضل وفي فترة وجيرة، ولمَ لا؟ ألا تستحق موريتانيا التقدم والازدهار؟ ألا يستحق شعبنا التنمية والتطور؟ ألسنا نملك ثروات هائلة وشعبا ذكيا وطاقات شبابية كبيرة؟
فما الذي يعيقنا غير الإرادة والتوفيق في اختيار قيادة شابة صالحة وذات رؤية جادة متبصرة، بدل الدوران في نفس الأسباب لنحصد نفس النتيجة!
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها / ولكنّ أحلام الرجال تضيقُ!
عاشت موريتانيا حرة مستقلة متطورة موحدة!
والسلام عليكم ورحمة الله