الرقيق الأبيض..!!!

أربعاء, 05/27/2015 - 12:02

(هيبه بريس) بالرغم من عدم توفر إحصائيات رسمية دقيقة توفرها وزارة الداخلية عن طريق نشر معطيات وأرقام حول الظاهرة وخريطة تواجدها مع ذلك فإن العديد من التقارير الدولية تؤكد تصدر المغرب لقائمة الدول العربية في تجارة ما يصطلح عليه ب”الرقيق الأبيض” حيث كشفت العديد من التقارير الأممية أن المملكة تأتي على رأس الدول العربية التي تعرف إستفحال لهكذا ”ظاهرة ” متبوعا بالإمارات العربية المتحدة ومصر .

لقد أعاد ”الزين لي فيك ” - ومارافقه من نقاش وجدل - مسألة الحديث عن ”أقدم مهنة في العالم (الدعارة) في المغرب بالنظر لإمتهان العديد من الفتيات والشباب لهكذا (مهنة) مع العلم أن الواقع بمعطياته وأرقامه صادم بشكل يوحي بإستحالة الحديث عن إستئصال هكذا نوع من الممارسات اللهم الإقتصار على معطى التقليص في ظل أمل لبعث سياسات جديدة تنظر بعين العطف للممتهنات من بنات (الليل) ومحاولة إيجاد مقاربة سوسيولوجية خاصة أن المعضلة تصب في منحى الأوضاع الإجتماعية المزرية كدافع رئيسي لإمتهان الدعارة .

في غضون ذلك أعدت وزارة الصحة في سنة 2011 دراسة أعتبرت الأولى من نوعها بالمغرب نشرها موقع ميديا 24 بحيث أعتبرت الخطوة سابقة من نوعها بتركيزها على معطى العدد والرقم الذي يظل مجهولا وغير دقيق نظرا لكون المجال ( إمتهان الدعارة ) ظل ولوقت قريب خارج إطار الظاهرة التي تستقطب الأقلام من أجل الدراسة والغوص في أعماق الدوافع والمسببات .

في هذا الإطار تم الكشف عن طبيعة عمل أزيد من 19 ألف إمرأة في مجال الدعارة في أربعة مدن هي (الرباط واكادير وفاس وطنجة) حيث إعتمدت الدراسة على شهادات مابين 300 و400 عاملة جنس في كل مدينة على حدى خلصن إلى تقديم إحصائيات تقريبية حول أعدادهن لتحتل الرباط المرتبة الأولى بأزيد من 7000 شخص ومدينة فاس بأزيد من 5000 تليها طنجة بأزيد من 4000 شخص وأخيرا مدينة أكادير أزيد من ألف شخص .

الدراسة أشارت كذلك إلى أن عنصر الزواج يظل غائبا لذى هذه الفئات حيث لايتجاوز 2 بالمائة إذ أن أغلب ممتهنات الدعارة إما مطلقات أو أرامل وغالبيتهن مطالبات بتوفير مصاريف عائلية كدافع لإمتهان هكذا (مهنة) .

إن الحديث عن هكذا معضلة إجتماعية يستوجب الأخد بالمعطيات الحقيقة للوصول إلى كنه المسببات فلا ”الزين لي فيك ” ولا مقاربته ”التشويهية ” إن صح التعبير ستمكن من إستجلاء الدوافع الحقيقة ولا حتى إعطاء الصورة الحقيقة لعمق المعظلة التي هي في غنى عن من يزيد في عمق الجرح الغائر داخل مجتمع يئن من أشياء أكبر من مجرد إبداع (سينمائي) لم يحترم مقدرات ”الزين” الحقيقي في أمة مغربية إستطاعت منذ القدم بفضل تماسكها وطابعها المحافظ أن تنأى بنفسها عن الحديث عن هكذا أمور بل تترفع عن ذكر كل مايتعلق بعالم الدعارة بالرغم من كل الإعتبارات الدينية إعتقادا منها بكون إصلاح المعضلات إنما يتأتى بتغيير النمط والغوص في عمق الظاهرة وليس الإقتصار على الصورة في أبعادها البراغماتية من أجل جرد واقع (مرير) بسياسة وعقلية (حق أريد به باطل، ) لهذا كان من الواجب على مبدعي سيناريو ”الزين لي فيك” أن ينهلوا من مفكرة المجتمع المغربي- (المنافق) حسب تعبيرهم- وأن يقوموا بعملية إستجلاء لمظاهر أكثر تأثيرا على المواطن كان الأجدر تحويل هذا المجهود السينمائي بضخامته (العهرية ) إلى التركيز على مبادئ وثقافة الكفاح عوض التركيز على مؤخرات الإنبطاح .

إسماعيل بويعقوبي- هبة بريس