بتلميت: استقبال الرئيس يوحد الفاعلين

ثلاثاء, 06/02/2015 - 09:39

من عادة بتلميت أن تستقبل الرؤساء بحفاوة رغم أن رؤساء ما بعد 1978 لم يكثروا من زيارة بتلميت وعاني معظمهم من عقدة ذنب نحوها ونحو ساكنتها، فمنهم من شيطنهم، ومنهم من فرقهم، ومنهم من تجاهلهم، إلا من رحم ربك.

على أرض الواقع لم تشهد المقاطعة أي انجاز يذكر حتي الجامعة الاسلامية الابنة الشرعية للمعهد الاسلامي لغرب إفريقيا الذي احتضنته المدينة منذ خمسينيات القرن الماضي وكان رائد التعريب في الغرب الافريقي نقلت إلي لعيون ومسخ المعهد العريق بإرادة رسمية ليصبح مجرد ثانوية كسائر الثانويات.

عانت بتلميت أيضا من المحاصصات الوظيفية الجائرة ومن حيف اعتماد نسب متفاوتة للمسابقات الوطنية رغم أنها مدينة اختارت طريق العلم وكونت أجيالا من أطر الدولة في شتى التخصصات... لكن تغييب معايير الكفاءة وتحويل التوظيف إلي محاصصات جزافية عطل طاقات المقاطعة وسفه مراهناتها العلمية المعتبرة وتكاد تكون اليوم المقاطعة الوحيدة التي كانت هي الدولة في وقت من الأوقات ومنحت الدولة كل شيء ولم تنجز الدولة بها أي انجاز يذكر رغم استراتيجية الموقع وتوفر الكفاءات والقرب من طرق المواصلات.

رغم كل ذلك يتداعى كل الفاعلين السياسيين المحليين لتخصيص استقبال حاشد لفخامة الرئيس.

منهم من يأتي من دول بعيدة بدافع الوطنية التليدة... ومنهم من يأتي من داخل الوطن ومن دول مجاورة... وطبعا هنالك فرسان اللحظة وهم من تتعامل معهم الدولة أو من يوهمون الناس بأنها تتعامل معهم محليا... لكن على فخامة الرئيس أن يدرك أن حيفا كبيرا لحق بهذه المدينة العريقة وأنه ما يزال لديه متسع من الوقت لكي يضع حدا لممارسات الاقصاء والتهميش التي لا مبرر لها على الاطلاق... بإمكان فخامة الرئيس أن يرعي تشكيل قطب ثقافي تنموي في بتلميت وما جاورها وبإمكانه أن يوجه الدولة لإنجاز أفعال ملموسة تنفع الناس وتمكث في الارض... وبإمكانه أن يعيد النظر في طرق تعامله مع كفاءات المدينة المهجرة ويشجع عودتهم فهم جزء مهم من خزان الوطن المعرفي وهم ذخر البلاد والأكثر تأهيلا لدعم مشروعه الحداثي... على الرئيس أن لا يلدغ من جحر الزبونيات المحلية الذي لدغ منه من سبقوه... عليه أن يكون مع الجميع كما هو مع موريتانيا ويستثمر لحظة اللقاء والتواصل العابرة لاحداث نقلة نوعية في التعامل مع بتلميت، لحظة كان لها ما قبلها وسيكون لها ما بعدها.

بقلم: أحمد ولد محمد