كأنى بهذا السفير سيجلس بعد سنوات فى حديقة بيته وقد تقاعد ليكتب مذكراته التى سيخصص الحيز الأكبر منها لمأموريته فى موريتانيا
وسيكتب فقرة خاصة حول حضوره ليالى المديح المنظمة فى فضاء التنوع الثقافي بالعاصمة نواكشوط:
( الحفاوة والقبول والترحاب الذى حظيت به فى موريتانيا الواقعة بين المغرب والجزائر والسنغال ومالى والمحيط الأطلسي لم أحظ بمثله فى كل الدول التى خدمت فيها بإخلاص علم الولايات المتحدة
كنت أدخل البيوت والأسواق والمكاتب والشوارع دخول الفاتحين وكان الكل يخدمنى ويتسابقون للسلام علي والهمس فى أذنى والتقاط الصور معى يتساوى فى ذلك الإمام الداعية والسياسي المرموق معارضا كان أومواليا والحقوقي والإعلامي وبائعة الهوى
فى ليلة من ليالى رمضان الشهر الذى يجوع فيه المسلمون من الفجر إلى الغروب طلبا للجنة استدعتنى إحدى الجهات لحضور حفل مديح أومدح وهوعبارة عن جلسة موسيقية لفنانين غالبا من السود الفقراء ينظمون أهازيج فى الثناء على النبي محمد واستذكار أيامه وتاريخه الذى يسمونه السيرة النبوية
ما الذى يفعله نصراني مثلى فى ليلة أشواق لنبي الإسلام لم يكن السؤال واردا فمنذاقترابى من القاعة والناس يتباشرون بمقدمى "السفيرج" أي "السفير جاء" بالعربية إذلافروق بين لهجة البربر "الحسانية" التى هي لهجة الأقلية واللغة العربية إلا من حيث نطق بعض الكلمات القليلة
تدافع الجميع لاستقبالى وسارت بين يدي فتيات صغيرات مميزات الجمال بيض بعضهن وسود كن يسرن بدلال وغنج مفهوم جدا بينما كان بعض الفتية يذودون الناس ويحرسوننى ويتحلقون من حولى وكأنهم يزفون عروسا أويتوجون ملكا
ألبسونى وبسرعة "دراعة" و"حولى" وهما جزءان مميزان من زيهم التقليدي وأجلسونى على أكثر المقاعد راحة وقربا من المنصة
انصرفوا عن نبيهم ومدحهم وشهرهم وحتى تنظيم حفلهم ليتحلقوا من حولى هذا يدفع ورقة فى جيبى وهذه تزاحمنى فى مقعدى وهؤلاء يريدون منى التبرع للحفل وكأن نبيهم بحاجة إلى كل مخزونات أمريكا من الدولار وهذه جماعة تلح علي فى طلب التقاط صور شخصية وهذا يكافح ليهمس فى أذنى بعبارات سخيفة لامعنى لها
خفت أن يتحولوا من مدح نبيهم إلى مدحى فقد انشغلوا بالتودد إلي حتى عن وزيرتهم وطاقمها وكبار ضيوفهم ومدعويهم
لم أحتج لحراسي الشخصيين فكل هؤلاء يحرسوننى ويعرضون علي خدمات أخجل من البوح ببعضها
كان موقفا من المواقف التى أحسست فيها بعظمة الولايات المتحدة الأمريكية وكبريائها وهيبتها فمن أنا لولا تلك الالوان الزاهية لعلم امريكا والتى تشرئب إليها اعناق الجميع إن خوفا اوطمعا)
نقلا عن صفحة حبيب الله ولد أحمد على الفيسبوك