مع مرور عام على إعلان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إقامة ما يسميها "دولة الخلافة" واتخاذه من عبارة "باقية وتتمدد" شعاراً له، عمل التنظيم خلال الفترة الماضية بشتى الوسائل على تجسيد هذا الشعار على أرض الواقع، حتى بات اليوم حاضراً في نصف الدول العربية الـ22، مع تهديده للنصف المتبقي.
نشرت وكالة الأناضول للأنباء، الخميس، تقريراً رَصَدَ شكل خارطة سيطرة وتواجد ومناطق عمليات تنظيم "داعش" في الدول العربية، وما هي الدول التي ما تزال خالية من "عدواه"؟:
أولاً: دول يبسط "داعش" سيطرته على مناطق فيها
1- سوريا:
يبسط "داعش" سيطرته على محافظتي الرقة في شمال سوريا ودير الزور في شرقها بشكل شبه كامل، إضافة إلى سيطرته على مناطق في محافظة الحسكة (شمال شرق) ويسعى للسيطرة على مدينة الحسكة مركز المحافظة، وكذلك تمتد سيطرة التنظيم إلى مناطق في الريف الشرقي والشمالي لمحافظة حلب (شمال).
ويمتلك التنظيم أيضاً مناطق سيطرة في محافظة حمص وسط البلاد أبرزها مدينة تدمر التاريخية التي سيطر عليها منذ شهرين، وأيضاً مناطق أخرى في ريف حمص وحماة المجاورة، لتصل تلك المناطق إلى جنوب البلاد في محيط دمشق، التي سيطر مؤخراً على مناطق لا تبعد عن قلب العاصمة سوى بضعة كيلومترات مثل مخيم اليرموك والحجر الأسود.
كما يمتلك التنظيم وجوداً وسيطرة محدودة في منطقة القلمون في ريف دمشق (جنوب) على الحدود السورية مع لبنان.
2- العراق:
يسيطر "داعش" على مدينة الموصل ثاني مدن العراق من حيث عدد السكان وتعتبر المعقل الرئيس له في البلاد، وعلى مناطق وأقضية أخرى في محافظة نينوى (مركزها الموصل) التي تمتلك حدوداً مع سوريا، كما يسيطر على حوالي 90 في المائة من مساحة محافظة الأنبار (غرب) ذات الغالبية السُّنية، والتي تشكل لوحدها نحو ثلث مساحة العراق، وتجمعها حدود مع كل من سوريا والأردن والسعودية.
كما يسيطر "داعش" وفقاً لخارطة انتشاره في العراق على المنطقة الرابطة من جنوب محافظة كركوك (شمال) التي تضم أقضية الحويجة والرياض وهي مناطق ذات غالبية سُّنية، وصولاً إلى جسر الفتحة الرابط مع صلاح الدين (شمال) ومنه إلى شمال المحافظة المذكورة حيث قضاء الشرقاط المحاذي للحدود الإدارية لمحافظة نينوى، وما بين تلك المناطق يسيطر التنظيم على مدن وأقضية، فيما يخوض معارك مع القوات الحكومية والميليشيات الشيعية للسيطرة على أخرى.
3- ليبيا:
يسيطر تنظيم "داعش" على مدينة سرت بالكامل (شمال) على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والتي تعتبر معقل قبيلة "القذاذفة" التي ينحدر منها الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
وتعد جبهة التنظيم القتالية الأولى ضد قوات "فجر ليبيا" وهي القوة المحسوبة على الثوار والموالية للمؤتمر الوطني العام المنعقد في طرابلس.
كما يتواجد التنظيم في ضواحي مدينة درنة (شرق)، إلا أن تواجده بشكل غير منظم ولا يسيطر على مواقع معينة داخلها، حيث تم خلال الفترة الماضية طرد التنظيم من المدينة، بعد معارك مع مجلس "شورى مجاهدي درنة" وهو ائتلاف مكون من كتائب إسلامية مسلحة.
وللتنظيم روافد في ليبيا، وهم عدد من المقاتلين من أتباع نظام القذافي، وعدد من الليبيين المنتسبين للفكر "الجهادي" الذي كانوا من أتباع تنظيم "أنصار الشريعة" قبل مبايعتهم "داعش"، وكذلك عدد ممن يوصفون بـ"الجهاديين" الذين كانوا في شمال مالي وهربوا إلى ليبيا، إثر التدخل العسكري الفرنسي في مالي، إضافة إلى عدد من "الجهاديين" من جنسيات مختلفة أبرزهم قدم من تونس.
ومن أبرز عمليات التنظيم جبهات قتال حول مدينة سرت ضد قوات "فجر ليبيا"، إضافة إلى شن عدد من الهجمات بالسيارات المفخخة على طرابلس ومدينة مصراتة شرقها (شمال البلاد على البحر المتوسط).
ثانياً: دول يمتلك "داعش" فيها تواجداً دون مناطق سيطرة
4- مصر:
يتواجد تنظيم "داعش" في مصر من خلال جماعة "أنصار بيت المقدس" المتشددة التي تأسست في أوت 2011، قبل أن تعلن بيعتها لـ"داعش" العام الماضي وتغير اسمها إلى "ولاية سيناء".
لا توجد مناطق سيطرة محددة للتنظيم في مصر، إلا أن شبه جزيرة سيناء (شمال شرق) تعد مركز نشاط له في البلاد.
وعلى الرغم من شن "أنصار بيت المقدس" منذ نشأتها هجمات ضد إسرائيل، وتبني تفجير العديد من الخطوط التي تحمل الغاز بين مصر وإسرائيل في عام 2011، كما شنَّت هجمات على قوات إسرائيلية سبتمبر عام 2012، إلا أنه خلال السنتين الماضيتين شنت الجماعة هجمات استهدفت قوات الجيش المصري، خاصة بعد بيعتها لـ"داعش" الذي يتهم الجيش بـ"الردة".
وكان آخر وأكبر تلك الهجمات ما نفذه مسلحون على نقاط للتفتيش في سيناء شمال شرقي مصر، قبل أيام، وسقط فيه عشرات القتلى والجرحى، من عناصر الجيش والشرطة، وتبنت الهجوم "ولاية سيناء".
5- لبنان:
بالنسبة للبنان فلا وجود لتنظيم "داعش" بشكل منظم، بحسب مصادر أمنية، وإنما يوجد أعداد ضئيلة في شمال البلاد خاصة في عكار وطرابلس، وتعلن ولاءها فكرياً للتنظيم ولكن لا تعلن ذلك صراحة.
ويتواجد تنظيم "داعش" بشكل منظم تحديداً في جرود قارة وجرجير وجرود جبة (مناطق سورية قرب الحدود اللبنانية) التي تعتبر منطقة عسكرية للتنظيم ويقدر عدد عناصر الأخير فيها حوالي 700 عنصر.
وبالنسبة لعمليات "داعش" داخل الأراضي اللبنانية فهي تعتمد فقط على دخول بعض عناصره إلى منطقة عرسال الحدودية مع سوريا شرقي لبنان لتأمين الغذاء، وفي بعض الأحيان تحدث في هذه المنطقة عمليات اشتباك بينها وبين الجيش اللبناني عند رصد الأخير عمليات تسلل لعناصر التنظيم.
وما يزال تنظيم "داعش" يحتفظ بعدد من العسكريين اللبنانيين كان قد اختطفهم بعد اشتباكات مع الجيش اللبناني في محيط بلدة عرسال أوت الماضي.
6- الجزائر:
ليست هناك مناطق في الجزائر تحت سيطرة تنظيم "داعش"، إلا أن عدداً من التنظيمات الصغيرة مثل "جند الخلافة في أرض الجزائر" و"ولاية الجزائر" متواجدة فيها، وهي تضم عناصر منشقين أو كانوا تابعين لـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قبل إعلانهم الولاء ومبايعة "داعش".
كما يتواجد تنظيم "المرابطون" الذي بايع عدد كبير من مقاتليه تنظيم "داعش" مؤخراً، وينشط في شمال مالي وشمال النيجر وجنوب غربي ليبيا بصفة أساسية، لكنه يقوم بعمليات تسلل عبر الحدود الجنوبية للجزائر.
وقبل مبايعة "داعش" شارك عناصر من التنظيم في الهجوم الشهير على منشأة إن ميناس للغاز جنوب شرقي الجزائر، والذي قتل فيه 38 رهينة غربي وجميع المهاجمين بعد تدخل الجيش الجزائري لتحرير الرهائن.
7- فلسطين:
لا يوجد مناطق تسيطر عليها "داعش" أو التنظيمات الموالية لها في قطاع غزة، ويوجد فقط عدد من التنظيمات الصغيرة المؤيدة لـ"داعش" مثل "أنصار الدولة الإسلامية" و"سرية عمر حديد" في القطاع إلا أنه ليس لها أي نفوذ بارز بشكل ملحوظ.
ثالثاً: دول استهدفها "داعش" بهجمات
8- تونس:
على الأرض ليست هناك منطقة في تونس تحت سيطرة "داعش"، إلا أن عدداً من التنظيمات الصغيرة التي نشأت حديثاً مثل "جند الخلافة بتونس" و"طلائع جند الخلافة" أعلنت ولائها وبيعتها للتنظيم.
وتبنى تنظيم "طلائع جند الخلافة" في تسجيل منسوب له، تنفيذ عملية استهداف متحف باردو في تونس العاصمة يوم 18 مارس 2015 التي أدت إلى مقتل 21 سائحاً أجنبياً وعنصر أمن ومنفذي العملية.
وكذلك نشرت حسابات على موقع تويتر، مؤيدة لتنظيم "داعش"، بياناً زعمت فيه تبني الأخير هجوم سوسة المسلح الذي وقع جوان الماضي، وراح ضحيته 39 قتيلاً بينهم منفذ الهجوم.
واستهدف هجوم، 26 جوان، فندق امبيريال مرحبا في محافظة سوسة الساحلية، ما أسفر عن مقتل 39 شخصاً، بينهم تونسيون، وسياح من جنسيات بريطانية وألمانية وبلجيكية، إلى جانب منفذ الهجوم، فضلاً عن إصابة 39 آخرين، بحسب إحصائية رسمية.
9- الكويت:
قام انتحاري، في 26 جوان الماضي بتفجير نفسه في مسجد "الإمام الصادق" (شيعي)، في منطقة الصوابر في العاصمة الكويتية، أثناء صلاة الجمعة، وأسفر الهجوم عن سقوط 27 قتيلاً، وتبنى بيان صادر عن "داعش" العملية التي تعد الأولى من نوعها التي يتبناها التنظيم في البلاد.
ورغم إعلان السلطات أن انتحاري المسجد، سعودي الجنسية، ويدعى فهد سليمان عبد المحسن القباع، إلا أن وزير الداخلية الكويتي، محمد خالد الحمد الصباح، أعلن ضبط عناصر "الخلية الإرهابية"، التي تقف وراء الاعتداء على مسجد "الإمام الصادق"، دون أن يكشف عن عددهم، وأكد استمرار مطاردة أجهزة الأمن لخلايا أخرى.
10- السعودية:
أكثر دولة خليجية تعرضت لهجمات من "داعش" على الرغم من عدم وجود واضح للتنظيم فيها، وبدأت هجمات "داعش" بالمملكة بهجوم استهدف حسينية للشيعة في منطقة الدالوة في الإحساء (شرق) في نوفمبر الماضي.
وأعلن التنظيم من خلال بيانات منسوبة له عن استهداف عدد من رجال الأمن والأجانب في الرياض، فيما أعلنت السلطات السعودية خلال الفترة الماضية عن ضبط واعتقال عدد من العناصر والخلايا التابعة لـ"داعش" في البلاد.
وأبرز مناطق عمليات التنظيم في السعودية: المنطقة الشرقية (ذات الغالبية الشيعة)، الرياض، عرعر (الحدود الشمالية مع العراق).
11- اليمن:
تبنى تنظيم "داعش" هجوماً مزدوجاً استهدف مسجدين يرتادهما أنصار جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء في مارس الماضي، وأسفر عن 120 قتيلاً ومئات الجرحى، وهو الهجوم الأول الذي يتبناه التنظيم في اليمن.
وتوالى بعد هذا الهجوم تبني التنظيم لعمليات تفجير سيارات مفخخة تستهدف تجمعات للحوثيين خاصة في صنعاء، أوقعت قتلى وجرحى.
رابعاً: دول خالية من "داعش"
الأردن، المغرب وموريتانيا والسودان والصومال وجزر القمر وجيبوتي، قطر، عُمان، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، لا وجود فعلي يذكر لـ"داعش" فيها، على الرغم من إعلان السلطات في بعض تلك الدول ضبط خلايا تابعة للتنظيم أو موالية له، أو توقيف أشخاص أو مجموعات بتهم التخطيط للقيام بعمليات إرهابية لصالح التنظيم أو اعتزام السفر، أو تسهيل سفر مواطنين للانضمام إلى "داعش" في المناطق التي يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق.