نجح الأستاذ سيدي محمد ولد محم رئيس حزب الاتحاد من اجل الجمهورية حين تسامي فوق كل الفسيفساء القبلية والجهوية والمافيوية التي تشكل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية .. ونجح حين أمسك العصا القيادية من المنتصف فلم ينحز لاي فئة رغم الاغراءات والإغواءات .. وأخاله نجح في انه أطر عمله السياسي المصنف وغير المصنف في إطار خيارات الرئيس المؤسس محمد ولد عبد العزيز، فما في جبة المحامي الطموح إلا الولاء لكنه ترجم ولاءه ترجمة بناءة وديناميكية واضاف مسحته الخاصة وطابعه التنظمي الاندافعي المحكم إلي الحزب .. فحوله من حاضر مغيب إلي فاعل في كل المواقع .. خلال زيارات الرئيس كان هو في الميدان بصورة قبلية ومواكبة وبعدية .. وحين حل رمضان أطلق عملية دعائية دعوية ذكية لإفطار الصائمين وبلور خطابا مناسبا بهندسة متعددة الأبعاد .. وحين صدر العفو بحلول الفطر كان مع المستفيدين مشرعا احضان الرحمة لمن استفاد ومطلقا بصيص امل لمن ينتظرون الاستفادة.
لقد وفق الرجل ببراعة في ملء الفراغ الذي تركته المعارضة وحاصرها في الزوايا الضيقة ونقل الحزب من موقف المدافع إلي موقف المبادر المهاجم .. واعتقد أن نجاح ولد محم الكبير يكمن في كونه استطاع بلورة خطاب سياسي اعلامي يوازي خطاب الحكومة، فحين تعمل الحكومة بوسائل محدودة لتحقيق الممكن يعمل هو برؤي طموحة للحديث عن ما يجب أن يكون .. وحين تدافع الحكومة عن ممارسات يدافع هو وفيلقه الحزبي عن خيارات تلامس هوي الناس .. حين تنظرون بموضوعية إلي المتموقعين حول محمد ولد عبد العزيز في ثلث المؤمورية الثانية الأول تدركون أن ولد محم أصبح رقما سياسيا صعبا وتدركون أنه نجح من حيث فشل الاخرون .. ولهذا النجاح ثمنه الباهظ وله ما قبله وحتما سيكون له ما بعده.
أحميدوت ولد أعمر