قبل 12 عام كان عدي نجل رئيس العراق السابق ووريثه الأول على قيد الحياة، وبحلول اليوم 22 يوليو عام 2003 رحل عدي ونجله مصطفى وشقيقه قصي في حادث مأساوي تراجيدي، بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في مارس من نفس العام، أثناء مقاومتهم للقوات الامريكية التي حضرت للقبض عليهم، بعدما أوشي بهم صاحب البيت حيث كانوا يختبئون لديه في الموصل.
حياة عدي كانت عنيفة نوعًا ما مقارنة بحياة نجل رئيس عربي بما يفترض له أن يكون من القدوة والمثال، حتي أنه أرتكب جريمة قتل علي شرف تكريم زوجة الرئيس المصري الأسبق، سوزان مبارك آنذاك، وفي الشطر المقبوله نحاول رصد محطات في حياة عدي الراجل الذئب كما اطلق علي نفسة بكنية ابو سرحان وهي كناية عن الذئب في لغة العرب وإلى التفاصيل..
وريث بلا عرش
عدي صدام حسين التكريتي، ولد في الـ 18من يونيو 1964،هو الأبن الأكبر للرئيس العراقي السابق صدام حسين من زوجته الأولى ساجدة الطلفاح وكان وريث الحكم من بعده. تخرج عدي من المدرسة الثانوية وحصل على علامات مرتفعة جدًا. بدأ عدي أيامه في الجامعة في كلية بغداد الطبية حيث ظل فيها لثلاثة أيام فقط قبل أن ينتقل إلى كلية الهندسة على بعد كيلومتر وتخرج وكان ترتبيه الأول على زملائه المائة والثلاثة والسبعين.لاحقًا عينه صدام كرئيس للجنة الأولمبية العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم ورئيس لمنظمة أمن صدام حسين في 12 ديسمبر 1996.
قاتل بالفطرة
ارتكب عدي جريمة قتل باطنها الحب لوالدته وظاهرها الصلف والغرور كونه كان يأمن عقاب جريمته، التي تحمل تبعاتها لاحقًا ضمن قررات صدام نفسه لمعاقبة نجله البكر. وفي أكتوبر 1988 وأثناء حفلة تكريمية أقيمت لزوجة الرئيس المصري سوزان مبارك، أقدم عدي علي قتل خادم أبوه الشخصي كامل حنا ججو، بسبب قيام الأخير بتقديم صدام حسين إلى امرأة أصغر سنًا هي سميرة الشهبندر التي أصبحت زوجة صدام الثانية لاحقاً. واعتبر عدي هذه العلاقة بين والده وسميرة،كإهانة إلى والدته فقرر الانتقام من أجلها. وعقابًا له قرر صدام سجنه. إلا أنه أفرج عنه بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على اعتقاله وتم ابعادة قليلا عن العراق.
رصاصة مدى الحياة
تعرض عدي إلى محاولة اغتيال بينما كان يقود سيارته البورش حيث أطلقت عليه ثلاثون رصاصة. نقل عدي بعدها إلى مستشفى التشخيص الأولي وفي قوتها كان عدي اصيب بالشلل جراء الحادث. إلا أنه تعافى في النهاية وكان يعرج بشكل ملحوظ. وعلى الرغم من عدة عمليات لاستخراج الرصاصة الساكنة في ظهره، إلا أن الأطباء لم يستطيعوا إخراجها بسبب قربها من الحبل الشوكي لتسكن جسده مدى الحياة والأغرب تصاحبه حتي مثوراه الأخير.
جثة عدى الاحتياطية
كان لـ عدي شبيها يدعى لطيف يحيى، درس مع عدي في نفس المدرسة منذ أن كانوا في سن الثانية عشرة، وأدعى يحيى أنه أجبر أن يعمل كشبيه لعدي بالقوة كما أدعى أنه أجرى عملية جراحية ليكون شبيها بصورة أكبر بعدي وبعد أن نجى من 11 محاولة اغتيال كانت تستهدف عدي، فر يحيى من العراق في ديسمبر 1991 وكتب يحيى كتابا بعنوان شبيه الشيطان كما تم تصوير فيلم بنفس العنوان في مالطا يسرد فيه تفاصيل معاناته في العراق علي يد عدي، الان ان ادعائات يحي لم توثق بصورة تؤكد مصدقيتها ولم يتلم القاء الضوء عليه عقب احتلال العراق للوقوف علي مدي ادعائات زميل الدرسة أو جثة عدي الاحتياطية.
تعذيب وسجن
قبيل بدء العمليات العسكرية الأمريكية بيوم واحد ضد العراق، قامت أخبار «إيه بي سي» في 20 مارس 2003 ببث تقرير يوضح أعمال عدي في العراق كرئيس للجنة الأولمبية العراقية، وتضمن أعمال تعذيب وسجن للرياضيين الذين خسروا .وطبقا للتقارير الواسعة الانتشار، فإن لاعبوا كرة القدم المعذبون ضربوا بالخيزرانة على أقدامهم.
كما كان يشتم اللاعبين ويقول لهم يا كلاب يا قرود، وقال أحد الناجين بإن لاعبي كرة القدم أجبروا على ركل كرة قدم خرسانية عقابًا لهم بسبب فشلهم في التأهل لنهائيات كأس العالم 1994. وبعد إخفاق المنتخب العراقي في تحقيق نتيجة جيدة خلال الثمانينات، أمر عدي بحلاقة شعر جميع اللاعبين عقابًا لهم. أدعى أحد الناجين أن الرياضيين أجبروا على الغطس في حفرة مجاري من أجل نقل العدوى إلى جروح المصابين. بعد خسارة العراق أمام اليابان 1-4 في كأس آسيا 2000 في لبنان، لام عدي حارس المرمى هاشم حسن والمدافع قحطان شاطر وجلدوا لمدة ثلاثة أيام.
زير نساء
من ضمن الادعائات التي نالت من عدي قيامه باختطاف نساء عراقيات من الشوارع لكي يغتصبهن حسبما جاء في مقالة بعنوان ” The Sum of Two Evils” لـ ” BRIAN BENNETT AND MICHAEL WEISSKOPF ” بمجلة التايم بتاريخ 5 نوفمبر 2006. وضربت مثالًا لواقعة اختطافه لزوجة قائد في الجيش العراقي حيث أمر عدي رجاله بضرب الزوج واعتقاله ثم الإمساك بالزوجة التي جري اغتصبها وقتلت لاحقا وتم الحكم بالمؤبد على زوجها بتهمة الخيانة العظمى ضد صدام.
واقدامه على التعدي بالضرب علي ضابط حتى أغمي عليه بسبب رفضه السماح له – عدى- بالرقص مع زوجته. وتوفي الرجل لاحقا بسبب جراحه. كما قتل ضابطًا آخر لأنه لم يؤد التحية العسكرية له.
غير عادل
في صباح يوم 23 يوليو 2003 شنت قوات التحالف بقيادة القوات الأمريكية عملية عسكرية على مخبأ عدى وقصى صدام حسين في مدينة الموصل في معركة دامت لأكثر من 6 ساعات قاوم فيها عدي وقصي ومصطفى ابن قصي بما لديهم من أسلحة إلا أنهم قتلوا بوحشية، ووصفها أغلب القادة العسكريين في هذا الوقت بغير العادلة والمتكافئة. وقد وصفت جريدة «نيورك تايمز» مصطفى قصي صدام حسين بأنه أشجع طفل في العالم حيث قتل أكثر من أثني عشر من القوات الأمريكية.