ثغاء ورغاء وزقزقة وخوار... حداية وصوت ناي... زخات مطر تدغدغ بشامات "كثيب أولاد أمبارك"... التي كستها الخضرة وفاح شذاها الزكي مفعما النسيم بنكهة لا توصف... في هذا الصباح الخريفي الماطر، أقبلت نوق سالم على الأعشاب الطرية، تلتهمها بنهم، وتسلل هو بهدوء، وبعد حداية موفقة.
إلى ظل بشامة عتيقة، ودفن رجليه في أحضان الرمال الدافئة... أغمض عينيه وأفرغ رأسه من هموم الصيف، ومشاكل الحياة، وأسلم جسمه وروحه، لهذه الطبيعة الأخاذة، في لحظة سعادة، ونشوة وتجدد، تجب ما قبلها، وتجعل الإنسان يولد من جديد، ويذوب في طبيعة منها خلق وإليها يعود، ومنها يخرج تارة أخرى.