يحكى أن رجلا أصم ضاعت عليه خمس نعاج، فذهب يبحث عنها، حتى صادف امرأة تفلح الأرض، وكانت صماء مثله، فسألها: أيتها المرأة، هل رأيت لي خمس نعاج إحداهما كسيرة الساق؟ فظنت أنه يسألها عن حدود حقلها، فقالت له حقلي ينتهي عند تلك الشجرة.
فاعتقد أنها تشير إلى جهة النعاج وذهب، فإذا النعاج خلف الشجرة، قال الرجل في نفسه: هذه امرأة خيرة ولا بأس أن أحسن إليها بهذه النعجة الكسيرة تعالجها وتربيها، فساق نعاجه حتى وقف بجانب المرأة وقال لها: يا أمة الله خذي هذه النعجة الكسيرة تعالجيها ولعل الله يجعل فيها البركة.
حلفت له: والله لم أرها ولم أكسرها. فاستعطفها: يا أمة الله خذي هذه الهبة. قالت له: أنت مجنون تتهمني بما لم أفعل؟ واشتبكت معه في عراك، وجاء الناس وفصلوا بينهما وقادوهما إلى القاضي، وكان القاضي أشد صمما من الإثنين، فانتظر حتى شبع كل منهما من الكلام وإتقان الحجة.
فتفرس في وجه طفل رضيع كانت المرأة تحمله وتنحنح وقال بصيغة السؤال : يا ساقط المروءة هذا الولد لا يشبهك؟! كذبت، إنه يشبه تقاسيمك، فعليك النفقة والكسوة التي تدعيها هذه المرأة.
نقلا عن كتاب الحكايات والأساطير الشعبية (الجزء الثاني) ص: 212