يحكي أن الشيطان لما بلغ من الكبر عتيا جمع أبناءه الكثيرين ذات يوم فقال لهم:
أني كما ترون اصبحت شيخا واهنا، لم يعد بإمكاني تضليل هذا البشر المتفرق في الأصقاع وأخشي ان تقصروا في مساعدتي فأخسر كثيرا من أوجه نشاطي المعهود.
ثارت ثائرة الشياطين الأبناء فاخذ كل واحد منهم ينوه بما قدمه من خدمات عظيمة لوالده الشيخ ، فقال أحدهم إنه لا يدع مصليا إلا جلب له الوسوسة في صلاته ... وذهب آخر غلي القول إنه لا يدع متصدقا إلا أوعز أن ما له سينفد وأنه وأنه في أمس الحاجة إلي ما ينوي التصدق به.
أطرق الشيطان الأب يستمع إلي ابنائه كلما انتهي أحدهم من عرض نشاطه انتهره قائلا خسئت ، لم تفد شيئا مما أريد حتى قام أصغرهم سنا فقال: اما أنا فلدي لحاف جميل أخلعه على كل أمرأة تخرج غلي الشارع لتظهر للرجال غاية في الجمال والحسن حتي إذا ما تزوجها أحدهم نزعت عنها لحافي لتظهر له قبيحتا بعد الزواج ويبدأ في البحث عن أخرى ما زالت ترتدي لحافي ، ما إن سمع الشيطان الأب حكاية صغير الأبناء حتى ضحك عاليا ورفس الأرض بأرجله وقال: هكذا هو صفوتي منكم ومعيني ومساعدي الأول.
إن فساد الاسرة هو نواة الفساد الأكبر عند ما تفكك وتفسد يصبح الأبناء لصوصا ومغامرين ويتفش العقوق والظلم وتضمحل الروابط الودية ويعم الفساد.
هذا هو ما اريده يا بني وعليكم يا أبنائي أن تتخلوا عن نشاطكم لتشاهدوا هذه المهمة العظيمة.
وكل ما لدي من ممتلكات أضعه تحت تصرفكم لأداء ذلك.
فقط أتركولي شيئا واحدا هو الشيخ المتصابي فذلك رفيقي المحبوب الذي لا أستطيع الغناء عنه.