كان صوته شجيا لكنه مع الشجو كان قويا، وكان ابن بيئته يرتل في مقاماتها الخماسية ويراوح بين اكحال كر وتحرار فاغو واللين ويجنح لأعظال في مرات نادرة و وكان في صوته ما يستحسن في الصوت لدى أهل المنتبذ القصي من قوة وجمال وبحة تتخلل الصوت غير مفسدة انسيابه كما أن في صوته صنج قوي يظهر في الشبح، خاصة لدى مروره بآيات الوعيد، وكنا نصلي معه صلاة التراويح في مسجده بلكصر وكانت قراءته تدخلنا في عوالم روحانية لاحدود لآفاقها، ويظل يراوح بين الشبح والرخو لكن حين يصنج شابحا بالصوت كنا نرحل من جلودنا وتصيبنا تلك القشعريرة التي لاندري بأي حاسة من حواسنا نعيشها، وكنا نسمى ذلك الشبح مجازا بـ "reprise" لأنه يشبه تلك القصة المفاجئة التى يجريها اللاعب المحترف وكنا حينها أحداثا صغارا وكنا، ولله المثل الأعلى مفتونين بقصات اللاعب "بيليه" وكان ذلك في نهاية السبعينات، وكانت "reprise" تأتي نادرا وتأتي مفاجئة وتدل على تدبر عميق من الإمام لآية فيخرج الصوت من القلب، آخر مرة أسمع فيها ذلك الصنج القوي كانت يوم عيد أضحي بداية التسعينيات كان الإمام غضبان أسفا بسبب العلاقات مع اليهود، ووقف يوم العيد خطيبا ومعاوية والوزراء يستمعون وجاءت الآية بصوته شابحا بذلك الصنج القوي "وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ ". رحلت من جلدي وأصابتني تلك القشعريرة، وأردف الإمام ونحن مما تبرأ منه الله ورسوله بريؤون ..
وكان ذلك فراق بينه وبين معاوية
كلما حل يوم الحج الأكبر تذكرت الإمام طيب الله ثراه
كامل الود