تأسيسا على مجريات أحداث البلاد السائبة دعونا نستشرف مآلات المنكب البرزخي على المدى المتوسط.
لقد بات مؤكدا أن الحوار ملتئم منتصف اكتوبر 2015 بمن حضر وانه ستصدر عنه وثيقة وملاحق تدعوا لإشراك الشعب من خلال استحقاقين أحدهما تشريعي بلدي والثاني استفتائي لتغيير طبيعة النظام من أصله والتحول من النظام الرئاسي إلي نظام برلماني أو إلي نظام وسطي هجين شبه رئاسي ينتخب فيه البرلمان الرئيس الذي يستمر متمتعا بصلاحيات دستورية واسعة منها حقه في حل البرلمان نفسه.
وتتوقع مصادر عليمة أن تكون الانتخابات المزمعة مطلع سنة 2016 مناسبة لتقزيم أحزاب مثل "تواصل" وإقصاء أخرى سيكون عدم مشاركتها للمرة الثانية كافيا لإخراجها من الحلبة السياسية.
ويبدو أن حزمة من الاجراءات المصاحبة ستواكب التطورات الموعودة أولها بعثات شرح تتوجه للداخل نهاية الاسبوع الحالي لشرح ما آل إليه التشاور وما ينتظر من الحوار.
وستكون هنالك حكومة جديدة ولجنة انتخابية أخرى ومجلس دستوري مطعم بعناصر مخضرمة ، وستتم تعيينات على مستوى الاعلام العمومي تواكب فتحا جزئيا لمؤسساته لتزيد من تغطية الحراك الناجم عن الحوار ، كما يتوقع أن تصدر توصيات بشأن المال السياسي وبشأن تحفظ قادة السلطات وكبار المسؤولين وعدم نزولهم جهارا نهارا إلى الحلبة السياسية التي سيقتصر دورهم فيها على تحريك الخيوط وإخراج فقرات المشهد المتغير وصولا إلي نهاية ينتصر فيها البطل ويصفق الكومبرس وترفع الستارة عن مشهد جديد غريب لا يعرف فسيفساءه ولا مآلاته على المدى البعيد إلا الله.
مريم الشنقيطية – الدوحة