موسميا يختلق كبار المسؤولين ذرائع مختلفة بعد انقضاء إجازاتهم السنوية للسفر للداخل والاستمتاع بملذات الخريف بعيدا عن روتين المكاتب وحنق الزوجات وعنتريات المحظيات .. مرة يتذرعون بزيارات ميدانية للمصالح التابعة لقطاعهم وكأنها لا تدار من انواكشوط عبر كلمة سر "الرشاد" .. في احدي المرات تفتقت العبقريات عن خلق فرصة جماعية فترجم ذلك في حملة للكتاب وخرج الجميع جماعات وفرادي ومنهم من خرج ولم يعد .. وكان ما كان ..
اليوم يعيد التاريخ نفسه وتختلق الفرصة ويذهب جميع أعضاء الحكومة للداخل لشرح مخرجات الحوار الذي لم يلتئم بعد .. سيصولون ويجولون وتؤجر سيارات دفع رباعي .. وتدار كاسات شاي وأقدح لبن تذبح ذبائح هنا وهنا .. لكن هذه الجعجعة الخريفية الموسمية لا يتوقع أن تنتج أي طحين فما المسؤول بأعلم من السائل والموريتانيون في الداخل لا تهمهم طبيعة النظام السياسي المشخصنة المتغيرة .. فلهم سقف اهتماماتهم الخاصة الذي لا يرتفع عن حد الرمق .. ولهم سقف مطامح حولته الوعود العرقوبية إلي مستنقع إخفاقات .. ورغم ذلك فهنيئا للوزراء بالاستجمام المعوض وممارسة كل هواياتهم الأخرى .. وهنيئا لخالقي الفرص فانتهازها هو الابداع الموريتاني الوحيد الذي يمكن أن يكون مركة مسجلة لساستنا .. وهنيئا لنا بالتشاور وبالحوار وبما قبل التشاور وما بعد الحوار.. وهنيئا لحملة التشاور لأنها وصلت رحم ابنة خالتها حملة الكتاب .. وألف سلام على الدستور الذي كان السبب في كل هذا.