تلقى أربعة من كبار قادة المؤسسة العسكرية في موريتانيا إشعارات بتقاعدهم من المؤسسة العسكرية بعد مسار طويل استمر لأكثر من ثلاثين سنة.
ويتعلق الأمر بكل من
الجنرال محمد ولد الهادي : الأمين العام لوزارة الدفاع والمدير السابق للأمن الوطني والمستشار الأمني الخاص للرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع.
يعرف عن ولد الهادي كونه أحد أهم عقول المؤسسة العسكرية في موريتانيا، وينتمي إلى وسط صوفي كما يعتبر نفسه أحد مشايخ التصوف المهتمين بالأوراد والكرامات رغم أن مظهره العسكري لا يوحي بذلك.
ختم ولد الهادي حياته العسكرية، في منطقة غير عسكرية وذلك عقب خلافات قوية بينه وبقية الجنرالات الأقوياء وخصوصا الجنرالين محمد ولد الغزواني والجنرال انجاكا جينك حيث نجحا في إبعاده عن إدارة الأمن إلى منصب هامشي في وزارة العدل تحت إمرة وزير مدني ليس له من الأمر شيئ.
الجنرال فيلكيس نيكري : يختم هذا الرجل الذي تتقاسمه علاقات اجتماعية بين موريتانيا وجزر موريشيوس حياته العسكرية من بوابة الحرس الوطني الذي يديره منذ حوالي 8 سنوات.
وكانت خاتمة المسار العسكري للجنرال فليكس نيكري أزمة محاسب الحرس العميقة التي كادت أن تطيح بعدد من كبار قادة مؤسسة الحرس الوطني، إضافة إلى بعض الأزمات "الاجتماعية" التي أمكن التغلب عليها سريعا.
الجنرال غلام ولد محمد : استطاع الجنرال غلام ولد محمد الاستفادة من الحراك الشعبي لشريحة الحراطين، حيث حصل على رتبة جنرال بعد ارتفاع الصوت بأن هذه الشريحة غير ممثلة في لائحة الجنرالات.
استطاع الجنرال غلام ولد محمد أيضا أن يحصل على مقعد في الحكومة لقريبته الوزيرة فاطمة بنت حبيب.
دخل الجنرال غلام المشهد القيادي في المؤسسة العسكرية، كآخر عضو في المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية، قبل أن يعيد نفس التمثيل في المجلس الأعلى للدولة.
الجنرال محمد ولد محمد الزناكي : برحيل ولد محمد ازناكي عن المؤسسة العسكرية يغادر آخر العسكريين المشاركين في حرب الصحراء.
يعرف عن ولد محمد ازناكي قوة شخصيته إضافة إلى لياقته البدنية الخارقة، يؤثر عنه كلمته المشهورة " لو كانت القوة البدنية هي التي تحدد المواقع لما كنت تابعا للعقيد معاوية ولد الطايع"
كما أنه العسكري الوحيد الذي كان يعترض على أوامر الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأوامر قائده المباشر الجنرال محمد ولد الشيخ الغزواني.
أقيل ولد ازناكي من منصبه قائدا مساعدا لأركان الجيش الوطني بعد خلافات قوية بينه وبين الجنرال الغزواني، وبعد فترة بطالة قيادية وإثر مصالحة بينه وبين قائده الأعلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز عين رئيسا لمكتب الاستخبارات الخارجية، ومنها إلى التقاعد.
تقاعد مريح
إلى ذلك علمت السراج أن السلطات الحاكمة في البلد قررت منح الجنرالات المتقاعدين امتيازات مالية معتبرة أبرزها استمرار الراتب الكامل بعلاواته لمدة خمس سنين متواصلة، مع الاستفادة من السكن والسيارات اللازمة والحراسة.
هذا ويغادر المؤسسة العسكرية أيضا 20 عقيدا آخرين سيستفيدون من حقهم في التقاعد هذه السنة ابتداء من الثالث من شهر أكتوبر القادم.
نقلا عن موقع السراج