نتيح لمتصفحينا الكرام فرصة الاطلاع على شذرات مضيئة يفوح منها عبق السيرة المعطرة المستنبطة من أحديث الرسول صلي الله عليه وسلم صحبة العلامة المجدد محمد ابن أبي مدين إمام أهل الحديث في بلاد الاسلام شرقا ومغربا الذي ظل حاضرا وظل مرجعية للحديث الشريف والسيرة المعطرة ومرجعية مؤصلة لكل العلوم التي تنفع الناس وتمكث في النفوس.
طبعا هذا غيض من فيض فالإحاطة بآثار العلامة المجدد تحتاج إلي آلاف المجلدات وإلي جهود عشرات الباحثين.
أملنا كبير في أن نواصل نشر ما يتناهي إلينا من آثار العلامة الخالد رحمه الله رحمة واسعة ورحم أسلافنا وأسلافه وبارك في الخلف، ونفعنا بعلمه وبركته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطى يقرظ كتاب المحدث السنى محمدولد أبومدين المسمى " شن الغارات على أهل وحدة الوجود وأهل معية الذات "
كتب العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطى مقرظا كتاب المحدث السنى محمدولد أبومدين المسمى " شن الغارات على أهل وحدة الوجود وأهل معية الذات " مانصه :
أما بعد فقد نظرنا كتاب السيد محمد بن أبى مدين المسمى شن الغاراتْ على اهل وحدة الوجود وأهل معية الذاتْ فاكتحلت عيوننا منه بإثمد السرورْ ، وانشرحت بنور هداه منا الصدورْ ،وانتظمت لآليه عقدا فى جيد الزمانْ نورَ أقحوان ، وتصاعدت منه إلى حضرة القدس الكلم الطيبْ وصاحبُه أحق بقول المتنبى أبى الطيبْ :
أنا الذى نظر الأعمى إلى أدبى ::: وأسمعت كلماتى من به صمم
أنام ملء جفونى عن شواردها ::: ويسهر الناس جراها ويختصــــم
أزرى فيه بسعة اطلاعه على آحاد الأوائل ، وكان أحق بقول سحبان وائل:
لقد علم الركب اليمانون أننى ـــ إذا قلت أما بعد أنى خطيبها
ولمقيد هذه الكلمات
لمّا نظرتُ حُليّ الطِّرس من دُررِ :::: غوص النّبيه على الآيات والأثر
ذكرت ببتيْ أديب ماعثرت على :::: من حاز معناها من قبلُ فى عُمرى
كانت محــادثــة الخلان تخـبرنا :::: عن احمد بن صالح احسن الخبر
حتى التقينا فلا والله ماسمعت :::: أذنى بأحسن مما قد رأى بصرى
فأكثر الله من أمثال مولف هذا الكتابْ من حملة السنة والكتابْ
قيد حروفه آب بن اخطور الجكنى
رحمهم الله ورضى عنهم آمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذم الكلام من كتاب "شن الغارات" لابن أبي مدين الشنقيطي
هذا فصل من كتاب شَنُّ الغَارَات على أهلِ وحدَةِ الوجُودِ وأهلِ المعيَّةِ بالذََّات للشيخ محمد ابن أبي مدين الشنقيطي وهو لا يزال مخطوطاً .
قال فيه : " واعلم أن السَّلَفَ الصالح إنما يرجع في صِفَات الله تعالى وأسمائِهِ إلى مُجرَّدِ النَّقلِ وبه يردُّ على من خالفَ ، كردِّ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما على معبدٍ الجُهَنِيِّ في مسألةِ القَدَر بجوابِهِ لجبريلَ عليه السلام ، وهو أول حديث في « صحيح مسلم » ، وقد أخرجه مسلمٌ أيضاً والبخاري عن أبي هريرة مُختصراً ، وغير ذلك مما لا يحصى .
وأما المتكلِّمُون فيرجعونَ في ذلك إلى الدَّليلِ العقلِيِّ ويُحكِّمُونه في ما لا مدخلَ لهُ فيهِ ، فإن وافق الدليلُ النقلي قبلوه وإلا ردُّوهُ أو تأولوه ، وحقيقةُ ذلك الدليلِ العقليِّ مبنيةٌ على تقسيم الفلاسفة العالمَ إلى عرضٍ وجوهرَ ، وهو أمرٌ لا أصل له في دين الإسلام ، لا في كتابٍ ولا في سُنَّةٍ ولا في أقوالِ سلفِ هذه الأُمَّةِ ، فعلى المسلم أن يجعل العقل تابعاً للنَّقل لئلا يقعَ في المهالك .
انظر : « شرح القرطبي لصحيح مسلم » في الكلامِ على حديث : " أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم " ، وشرح علي القاري للشفا في الكلام على الباطنِيَّة ، ومقدمة « تاريخ ابن خلدُون » في الكلام على العلوم الإلهيَّات ، والجُزء الأول من «الاعتصام » لأبي إسحاقَ الشَّاطبيِّ ، وكتاب « التعليم والإرشاد » لمُحمد بدرِ الدين الحلبيِّ .
قال العلامة الفقيهُ مُحمَّد يحيى بن محمد المختار بن الطالب عبد الله الداوودي ثم السعيدي الولاتي وطناً المتوفى سنة ثلاثين وثلثمائة ما نصه : " ومذهبُ أهل السنة أن العقل لا عبرة به إلا إذا وافق دليلاً نقلياً من كتاب أو سنة ، فلا يعتبرُ إلا تبعاً للشرع، ولا استقلال له في إثباتِ حكمٍ شرعي " ا.هـ كلامه بلفظه .
وقال السندي في حاشيته على « سُنن ابن ماجه » في الكلام على زيادة الإيمانِ ونُقصانه ما نصه : " والسَّلفُ كانوا يتبعون الوارد ولا يلتفتون إلى نحو تلك المباحث الكلاميَّةِ التي استخرجها المتأخِّرُون " ا.هـ كلامه بلفظه .
وقال العلامة أحمد بك الهاشميُّ في كتابه « جواهر الأدب » ما نصه : " كان السَّلفُ الصالحُ من الصَّحابةِ والتابعين يستدلُّون على عقائدهم بظاهرِ الكتابِ والسُّنَّة ، وما وقع فيهمَا من المتشابه أو أوهم التشبيه المنافي لتنزيه المعبود توقَّفُوا فيه خوفَ أن يحيد فهمُهُم في التأويل عن القصد " ا.هـ كلامه بلفظه .
وبهذا كلِّه تعلم أنَّ الدَّليلَ الذي يُحمل اللَّفظُ على غير ظاهره إنَّمَا هو عند السَّلف النقليُّ لا العقلي، وبه أول الأدلةَ التي احتجَّ بها جهم وأتباعهُ لمعيَّة الذات ، وقد جمعتُ لك – ولله الحمد – في هذا الكتاب من ذلك ما فيه – إن شاء الله تعالى – كفاية .
وقال السيوطي في كتابه : « الدُّرِّ المنثور في التفسير بالمأثور في الكلام على قوله تعالى : ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ﴾ الآية [آل عمران : 7] الآية " : أخرجَ الهرويُّ في «ذم الكلام » عن الإمامِ الشَّافعي رضي الله عنه قال : حُكمي في أهلِ الكلام حكمُ عمرَ في صَبِِيغ : أن يضرَبُوا بالجريد والنعال ، ويحملُوا على الإبل ، ويطافَ بهم في العشائر والقبائلِ ، وينادى عليهم : هذا جزاءُ من ترك الكتاب والسنة وأقبلَ على الكلام " ا.هـ كلامه بلفظه . ومثله في كتاب « شرف أصحاب الحديثِ » للحافظ الخطيب البغداديِّ .
وفي كتاب « التعليم والإرشاد » لمحمد بدر الدين الحلبي ما نصُّه : " قال الفخرُ الرازيُّ : ولقد تأملتُ الطُّرقَ الكلامية والمناهج الفلسفية ، فما رأيتُهَا تشفي غليلاً ، ولا تروي عليلاً ، ورأيتُ أقرب الطُّرق طريقُ القرآن ، اقرأ في الإثبات : ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ و﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ﴾ .
واقرأ في النفي : ﴿ لَيسَ كمثلِهِ شَيٌء ﴾ ، ﴿ ولا يحيطُونَ بِهِ علمَاً ﴾ ، ومن جرَّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " ا.هـ منه بلفظه .
قلتُ : قد نقلَ ابنُ القيِّم في الجزء الأول من كتابه « إغاثةِ اللَّهفانِ من مصائد الشيطان » كلامَ الفخر الرازي المذكور وقال عقِبهُ ما نصُّه : " فهذه ألفاظُهُ في آخر كتُبِه ، وهو أفضلُ أهل زمانه على الإطلاق في علمِ الكلام والفلسفة ، وكلامُ أمثاله في مثلِ ذلك كثيرٌ جدَّاً ، قد ذكرناه في كتاب «الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة»، وغيره ، وذكرنا قول بعض العارفين بكلام هؤلاء : آخرُ أمر ِالمتكلمين الشك ، وآخر أمر ِالمُتصَوِّفين الشَّطحُ .
والقرآنُ يوصلك إلى نفس اليقين في هذه المطالب التي هي أعلى مطالب العباد ، ولذلك أنزله من تكلَّمَ به ، وجعلَهُ شفاءً لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " ا.هـ كلامه بلفظه .
وقال الإمامُ محمَّد بن الحسين السنوسي في « شرح الكبرى » في الكلام على معنى ما رويَ عن الفخر الرازي أنه قال عند موته : " اللهم إيمان العجائز " ، وفي رواية عنه: " من لزم مذهب العجائز كان هو الفائزُ " ما نصُّه : " يحتملُ أن يكون سبب دعائهِ بهذا ما عُلم من حاله من الولوعِ بحفظ آراء الفلاسفة وأصحابِ الأهواءِ ، وتكثيرِ الشُّبَه لهُم ، وتقويةِ إيرادها مع ضعفِهِ عن تحقيق الجواب عن كثيرٍ منها ، على ما يظهرُ من تأليفِه .
ولقد استرقُّوه في بعض العقائد فخرج إلى قريب من شنيعِ أهوائِهم ، ولهذا يحذر الشيوخ من النظر في كثيرٍ من تأليفه .
قال الشيخ أبو عبد الله المَقَّرِي التلمساني رحمه الله تعالى : من تحقَّق كلام ابن الخطيب وجده في تقرير الشبهة أشد منه في ...... عنها ، وفي هذا ما لا يخفى .
أنشدني شيخي أبو عبد الله الأيلي قال : أنشدني عبد الله بن إبراهيم الزَّمُوري قال : أنشدني تقيُّ الدين ابنُ تيمية لنفسه :
محصّلٌ في أصول الدين حاصله
من بعد تحصيلهِ علمٌ بلا دين
أصل الضلالة في الإفك المبين فما
فيه فأكثره وحي الشياطين
قال : وكان بيده قضيبٌ فقال : لو أدركتُ فَخر الدين لضربته بقضيبي على رأسه . ا.هـ كلام السنوسي بلفظه . انظر حاشية اليُوسي على « شرح الكبرى » ، وحاشية الأمير على « شرح الجوهرة » .
قلت : « محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين » للإمام فخر الدين محمد بن عمر بن الخطيب الرازي .
قال شارحهُ العلامة علي بن عمر القزويني المتوفى سنة خمس وسبعين وستمائة رحمه الله تعالى ما نصه : " وفي هذا الزمان لم يبق من الكتب التي يتداولونَهَا في علم الأصُول سوى « المحصل » ، والذي اسمه غيرُ مطابق لمعناه ، وفيه من الغثِّ والسَّمين ما لا يحصى " ا.هـ كلامه بلفظه .
قلتُ : أخرجَ ابن سعد في الجزء الخامس من « طبقاته » بسنده إلى جعفر بن بُرقان قال : جاء رجل إلى عمر بن عبد العزيز فسأله عن شيء من الأهواء فقال له : الزم دين الصَّبيِّ في الكتاب ، والأعرابي والهُ عما سوى ذلك .
فلعل هذا هو مستندُ الفخر الرازي في دعائِهِ السابق ، والعلم عند الله .
وقال السُّيوطي في شرحه لنقايته ما نصه : " (أصول الدين) : بدأتُ به لأنه أشرف العلوم مطلقاً ، لأنه يبحث عمَّ ا تتوقف صحة الإيمان عليه وتتماته ، ولست أعني به علم الكلام ، وهو ما ت..... الأدلة العقلية ، وتنقل فيه أقوال الفلاسفة فذاكَ حرامٌ بإجماع السلف ، نصَّ عليه الشافعي رحمه الله تعالى ، ومن كلامه فيه : لأن يلقى الله العبدُ بكل ذنب ما خلا الشرك ، خيرٌ لهُ من أن يلقاه بشيء من علمِ الكلام " ا.هـ كلامه بلفظه .
ونقلَ الشيخ ...... عن بعض العلماء أنه قال : الناظرُ في علم الكلام كالناظر في عين الشمس ؛ كلما ازداد نظراً ازداد عمىً .
وقال الغزاليُّ في « الإحياء » ما نصُّه : " قال الشافعيُّ رضي الله عنه : " لو يَعلمُ الناسُ ما في الكلام من الأهواء لفَرُّوا منه فراَرهُم من الأسد .
وقال أيضاً : قد اطلعْتُ لأهل الكلام على شيء ما ظننته قَطٌُّ ( ) .
وقال أيضاً : إذا سمعتَ الرَّجُل يقول الاسم هو المسمى أو غيره فاشهد أنه من أهل الكلام ولا دين له .
وحَكَى الكرابيسي أنَّ الشَّافعيَّ سُئل عن شيء من الكلام فغضب، وقالَ : يُسئلُ عن هذا حفصٌ الفرد وأصحابه ، أخزاهم الله ! .
ولما مرض الشافعي رضي الله عنه دخل عليه حفصٌ الفرد فقال له: من أنا ؟ . فقال: أنت حفص الفرد، لا حفظك الله ولا رعاك حتى تتوبَ مما أنت فيهِ .
وقال الإمامُ أحمدُ رضي الله عنه : لا يفلح صاحبُ الكلام أبداً، ولا تكاد ترى أحداً ينظرُ في الكلام إلا وفي قلبه مرضٌ .
وبالغ في ذمِّه حتى هجر الحارث المحاسبي مع زهده وورعه لتصنيفه كتاباً في الردِّ على المبتدعة وقال له: ويحكَ ! ألست تحكي بدعتهم أولاً ثم ترد عليهم ؟ ألستَ تحملُ الناس بتصنيفك على مطالعة كلام أهل البدعة ، والتفكُّر في تلك الشبهات ، فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث ! .
وقال أيضاً : علماءُ الكلام زنادقة .
وقال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه : لا تجوز شهادةُ أهل البدعِ والأهواء .
قال بعضُ أصحابِهِ : أراد بأهل الأهواء أهلَ الكلام على أي مذهبٍ كانُوا.
وقدِ اتَّفَق أهل الحديث من السلف على هذا ، ولا ينحصرُ ما نقل عنهم من التشديدات فيه " ا.هـ كلامه بلفظه .
وفي ترجمةِ الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه لعبد الحليم الجندي ما نصُّه : " قال أبو حنيفة : كنتُ أظنُّ أن علم َالكلام أجلُّ العلوم ، فلما مضت مدّةٌ من عُمُري تفكرت وقلتُ : السلف كانو أعلمَ بالحقائقِ ، ولم ينتصبوا مجادلين ، وخاضُوا في علم الشريعة ورغبوا فيه ، وعلمُوا وتعلموا وتناظرُوا عليه ، فتركتُ الكلام واشتغلتُ بالفقه ، ورأيتُ المشتغلينَ بالكلام ليس سيماهم سيماء الصالحين ، قاسيةٌ قلوبهم ، غليظةٌ أفئدتُهُم " . ا.هـ من تلك الترجمة باللفظ ، ورواه العلامة أحمد أمين في الجزء الثاني من كتابه « ضحى الإسلام» ولفظُهُ عنده : " كنتُ أعدُّ الكلام أفضلَ العلوم ، ثم علمتُ أنَّهُ لو كان فيه خير لتعاطاه السلف الصَّالحُ ، فهجرتُهُ " .
وفي الجزء الثالث من « أخبارِ القضاة » لوكيع بن خلف في ترجمة القاضي أبي يوسف يعقوبَ بنِ إبراهيمَ الأنصاريُّ صاحبِ أبي حنيفة ما نصه : قال أبُو يوسف : العلم بالكلام جهل ، ومن طلب العلم به تزندقَ ، ومن طلب المال بالكيمياء أفتقَرَ ، ومن طلب الحديث بالغرائب كذَبَ " ا.هـ منه بلفظه .
وقال الحافظُ شرفُ الدِّين عبد المومن بن خلف الدُّيمياطيُّ المتوفى سنة خمس وسبعمائة رحمه الله تعالى :
وما العلم إلا في كتابٍ وسنَّةٍ
وما الجهل إلا في كلام ومنطقِ
وما الخير إلا في سكوتٍ بحسبةٍ
وما الشَّرُّ إلا في كلامٍ ومنطقِ
وقال الحافظ ابنُ حَجَر في كتاب التَّوحيدِ من « فتحِ الباري » ما نصه : صَحَّ عن السلفِ أنهم نَهَوا عن علمِ الكلامِ ، وعَدُّوهُ ذريعةً للشَّكِّ والارتيابِ ، وَقَدْ قَطَعَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ بِأَنَّ الصَّحَابَة لَمْ يَخُوضُوا فِي الْجَوْهَر وَالْعَرَض وَمَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ مِنْ مَبَاحِث الْمُتَكَلِّمِي نَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ طَرِيقهمْ فَكَفَاهُ ضَلَالًا ، وَأَفْضَى الْكَلَام بِكَثِيرٍ مِنْ أَهْله إِلَى الشَّكِّ ، وَبِبَعْضِِهِمْ إِلَى الْإِلْحَاد وَبِبَعْضِِهِمْ إِلَى التَّهَاوُن بِوَظَائِف الْعِبَادَات ، وَسَبَبُ ذَلِكَ إِعْرَاضهمْ عَنْ نُصُوص الشَّارِعِ وَتَطَلُّبهمْ حَقَائِق الْأُمُور مِنْ غَيْره ، وَلَيْسَ فِي قُوَّةِ الْعَقْلِ مَا يُدْرِكُ مَا فِي نُصُوص الشَّارِع مِنْ الْحِكَم الَّتِي اِسْتَأْثَرَ بِهَا ، وَقَدْ رَجَعَ كَثِير مِنْ أَئِمَّتهمْ عَنْ طَرِيقهمْ " .
قال القرطبي – وهو الإمام أبو العبَّاس أحمد بن عمر بن إبراهيم شارح « صحيح مسلم » المتوفى سنة ستٍّ وخمسين وستمائة ، رحمه الله تعالى : " وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلَامِ إِلَّا مَسْأَلَتَانِ هُمَا مِنْ مَبَادِئِهِ لَكَانَ حَقِيقًا بِالذَّمِّ :
إِحْدَاهُمَا : قَوْلُ بَعْضهمْ إِنَّ أَوَّل وَاجِب الشَّكّ ، إِذْ هُوَ اللَّازِم عَنْ وُجُوب النَّظَر أَوْ الْقَصْد إِلَى النَّظَر ، وَإِلَيْهِ أَشَارَ إِمَام الحرمين بِقَوْلِهِ : " رَكِبْتُ الْبَحْر الأعظم " .
ثَانِيَتُهمَا : قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْهُم : إِنَّ مَنْ لَمْ يَعرِفِ اللَّهَ بِالطُّرُقِ الَّتِي رَتَّبُوهَا وَالْأَبْحَاثِ الَّتِي حَرَّرُوهَا لَمْ يَصِحّ إِيمَانُهُ ، حَتَّى لَقَدْ أُورِدَ عَلَى بَعْضهمْ أَنَّ هَذَا يَلْزَم مِنْهُ تَكْفِير أَبِيك وَأَسْلَافك وَجِيرَانك ! . فَقَالَ لَا تُشَنِّعُ عَلَيَّ بِكَثْرَةِ أَهْلِ النَّارِ .
قَالَ : وَقَدْ رَدَّ بَعْضُ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِهِمَا عَلَى مَنْ قَالَ بِهِمَا بِطَرِيقٍ مِنْ الرَّدِّ النَّظَرِيِّ وَهُوَ خَطَأ مِنْهُ ، فَإِنَّ الْقَائِل بِالْمَسْأَلَتَ يْن كَافِرٌ شَرْعاً ، لِجَعْلِهِ الشَّكّ فِي اللَّه وَاجِباً ، وَمُعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ كُفَّاراً ، حَتَّى يَدْخُلُ فِي عُمُومِ كَلَامه السَّلَفُ الصَّالِحُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ، وَهَذَا مَعْلُوم الْفَسَاد مِنْ الدِّين بِالضَّرُورَةِ ، وَإلا ؛ فلا يُوجَد فِي الشَّرْعِيَّات ضَرُورِيٌّ ! .
وقال البيهقي في كتاب « الاعتقاد » : " سلك بعض أئمتنَا في إثبات الصَّانِعِ وحدوث العالم طريقَ الاستدلال بمُعجِزَاتِ الرِّسَالةِ ؛ لأن دلائِلَها مأخوذَةٌ مِنَ طَريقِ الحِسِّ لمن شاهَدَهَا ، ومن طريق استفاضَةِ الخبر لمَنْ غابَ عَنْهَا ، فلما ثَبَتتِ النُّبوَّةُ صارت أصلاً في وجوب قَبُول ما دعَا إليه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا الوَجْهِ كانَ إيمَانُا الذين استجابوا للرسل " .
ثم ذكر قصةَ النَّجاشيِّ وقولَ جعفرَ بنِ أبي طالبٍ له : " بعث الله إلينا رسُولاً نعرفُ صدقَهُ ، فدعانا إلى الله ، وتَلا علينَا تنزيلاً مِنَ اللهِ لا يشبهِهُ شيءٌ غيرُه ، فصَدَّقنَاه ، وعرَفْنَا أن الذي جاء به الحقُّ .. الحديث بطوله ، أخرجه ابن خزيمة في كتاب الزكاة من « صحيحه » من رواية ابن إسحاق ، وحاله معروف ، وحديثه في درجة الحسن .
ثم قال البيهقيُّ : " فاستدَلُّوا بإعجاز القرآن على صدق النَّبِيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ ، فآمنوا بما جاء به من إثبات الصانع ووحدانيَّته وحدوث العالَم وغير ذلك مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن وغيرِه ، واكتفاءُ غالب من أسلمَ بذلكَ مشهورٌ في الأخبار ، فوجب تصديقُهُ في كلِّ شيءٍ ثبت عنه بطريقِ السمعِ ، ولا يكونُ ذلك تقلِيدَاً ، بل هو اتِّبَاعٌ " . ا.هـ المراد من كلام الحافظ بلفظه .
قلت : قد وقفتُ على كلام البيهقي في كتابه المذكورِ .
قوله : " وَقَدْ قَطَعَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ بِأَنَّ الصَّحَابَة لَمْ يَخُوضُوا فِي الْجَوْهَر وَالْعَرَض .. إلخ " : لعلَّه يريدُ بذلكَ البعضَ الإمامَ أبا الوفاء عليَ بن عُقيل الحنبليَّ المتوفى سنة ثلاث عشرةَ وخمسمائة ، رحمه الله تعالى ، فقد ذكر ابن رجبٍ في ترجمته في الجزء الأول من « طبقات الحنابلة » عنه أنه قال : " أنا أقطَعُ أنَّ الصحابةَ ماتُوا وما عرفُوا الجوهرَ والعرضَ ، فإن رضيتَ أن تكونَ مثلَهُم فكن ، وإن رأيت أن طريقةَ المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت " ا.هـ . والعلم عند الله تعالى .
وفي « شرح النُّقَاية » للسُّيوطِيِّ في الكلام على الحديث الحسن مانصُّه : " وأعلاه ما قيل بصحته ، كرواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه ، ومحمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن جابر " ا.هـ منه بلفظه .
ولقد أجاد العلامة أبو الكرم خميسُ بن عليِّ بن احمدَ الواسطيُّ المتوفى سنةَ عشْرٍ وخمسمائة ، رحمه الله تعالى ، حيث يقُولُ :
تركت مقالات الكلام جميعها
لمبتدع يهذي بهنَّ إلى الردى
ولازمتُ أصحابَ الحديثِ لأنهم
دُعاةٌ إلى سبل المكارم والهُدَى
وهل تركَ الإنسانُ في الدين غايةً
إذا قالَ قلَّدت النبي محمَّداً ؟!
صلواتُ الله وسلامُه عَليه .
ولأبي مزاحم الخاقانِيِّ :
أهلُ الكلام وأهلُ الرَّأيِ قد عدِمُوا
علمَ الحديثِ الذي ينجو به الرَّجلُ
لوأنهم عَرَفُوا الآثار ما انحرفُوا
عَنْهَا إلى غَيرِها لكنَّهُم جَهِلُوا
وقال ابن كثير في الجزء الأول من « تفسيره » في الكلام على خاتمة آية الكرسي ما نصُّهُ : " وهذهِ الآياتُ ومَا في معنَاهَا من الأحاديثِ الصِّحَاحِ ؛ الأجودُ فِيهَا طريقَةُ السَّلَفِ الصَّالِحِ ؛ إمرارُهَا كمَا جاءت من غَير تكييف ولا تشْبيهٍ" ا.هـ كلامه بلفظه .
وقال تقي الدين ابن تيمية في « العقيدة الحَمَويَّةِ الكُبرى » ما نصُّهُ : فَلَئِنْ كَانَ الْحَقُّ مَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ السَّالِبُونَ النَّافُونَ مِنْ هَذِهِِ الْعِبَارَاتِِ وَنَحْوِهَا دُونَ مَا يُفْهَمُ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إمَّا نَصَّاً وَإِمَّا ظَاهِرًا ؛ كَيْفَ يَجُوزُ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ عَلَى خَيْرِ الْأُمَّةِ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ دَائِماً بِمَا هُوَ إمَّا نَصٌّ أو ظَاهِرٌ فِي خِلَافِ الْحَقِّ ، ثُمَّ الْحَقُّ الَّذِي يَجِبُ اعْتِقَادُهُ لَا يَبُوحُونَ بِهِ قَطُّ ، وَلَا يَدُلُّونَ عَلَيْهِ ، حَتَّى يَجِيءَ أَنْبَاطُ الْفُرْسِ وَالرُّومِ وَأفراخُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْفَلَاسِفَة ِ يُبَيِّنُونَ لِلْأُمَّةِ الْعَقِيدَةَ الصَّحِيحَةَ الَّتِي يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْتَقِدَهَا ! .
لَئِنْ كَانَ مَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ الْمُتَكَلِّمُو نَ الْمُتَكَلِّفُو نَ هُوَ الِاعْتِقَادُ الْوَاجِبُ ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ أُحِيلُوا فِي مَعْرِفَتِهِ عَلَى مُجَرَّدِ عُقُولِهِمْ ، وَأَنْ يَدْفَعُوا بِمُقْتَضَى قِيَاسَ عُقُولِهِمْ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ظَاهِراً ؛ لَقَدْ كَانَ تَرْكُ النَّاسِ بِلَا كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ : أَهْدَى لَهُمْ وَأَنْفَعَ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ ، بَلْ كَانَ وُجُودُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ضَرَراً مَحْضاً فِي أَصْلِ الدِّينِ ! .
فَإِنَّ حَقِيقَةَ الْأَمْرِ عَلَى مَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ : إنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْعِبَادِ لَا تَطْلُبُوا مَعْرِفَةَ اللَّهِ وَلا مَا يَسْتَحِقُّهُ مِنْ الصِّفَاتِ نَفْياً وَإِثْبَاتاً لا مِنْ الْكِتَابِ وَلا مِنْ السُّنَّةِ ، وَلَا مِنْ طَرِيقِ سَلَفِ الْأُمَّةِ ، وَلَكِنْ اُنْظُرُوا أَنْتُمْ : فَمَا وَجَدْتُمُوهُ مُسْتَحِقَّاً لَهُ مِنْ الصِّفَاتِ فَصِفُوهُ بِهِ - سَوَاءٌ كَانَ مَوْجُوداً فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ لَمْ يَكُنْ - وَمَا لَمْ تَجِدُوهُ مُسْتَحِقَّاً لَهُ فِي عُقُولِكُمْ فَلَا تَصِفُوهُ بِهِ ! .
هَذَا حَقِيقَةُ الْأَمْرِ عَلَى رَأْيِ الْمُتَكَلِّمِي نَ ، وَهَذَا الْكَلَامُ قَدْ رَأَيْته صَرَّحَ بِمَعْنَاهُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ، وَهُوَ لَازِمٌ لِجَمَاعَتِهِمْ لُزُوماً لا مَحِيدَ عَنْهُ " ا.هـ كلامه بلفظه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النابغة محمد بن أبي مدين بين شهادة العارفين وتجاهل المقيَّدين بفتنة الشهادات - وشيء من خبر المحنة بالشهادات الغرّارة!
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
أما بعد، فهذه ترجمة مختصرة جدا للعلامة النابغة المحرّر المتبصّر، محمد بن أبي مدين بن أحمد بن سليمان الشنقيطي رحمه الله، كتبتها تعريفا ببعض مآثره، وإشادة بشيء من مفاخره، وإذا بارك الله في الوقت سأعود بإذن الله على هذه الصُّبابة بالشرح والبسط، والله الموفق.
اسمه ونسبه وحليته:
العالم الجليل، والمحدّث النبيل، والعلامة النابغة اللغوي المحرّر المتبصّر، محمد بن أبي مدين بن أحمد بن سليمان الشنقيطي.
مولده ونشأته وطلبه للعلوم وذكر بعض شيوخه:
ولد بنواحي مدينة بوتيلمت سنة 1322، وتربّى في حِجر جدّه لأمه الشيخ الأثري سيدي باب الذي تولى تعليمه وتدريسه، وأشرف على تكوينه العلمي والأدبي، حتى تفقه في الدين، وأخذ عنه أدب النفس وأدب الدرس، وكان يُلزمه بالمطالعة الدائمة الدائبة للكتب الضخمة وبسؤاله عن كل مشكل يعرض له، ومما قرأه: الصحيحان، وجامع البيان في تأويل آي القرآن وتاريخ الملوك والأمم كلاهما لابن جرير، ويُقال: إنه كاد أن يحفظ هذه الكتب عن ظهر قلب.
ونظرة في كتابه الصوارم والأسنّة في الذب عن السنة: تشرف بك على طول باعه، وسعة اطلاعه،
وحسن تأتّيه، ولطف تهدّيه.
ودرس فنون اللغة والشعر على والده أبي مدين (ت1364 عن 73 سنة) – وكان عالما أديبا شاعرا -، وقد نقل في كتابه الصوارم 282-283 أبياتا نفيسة لأبيه في تقريظ كتاب إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين.
ودرس ابن أبي مدين النحو أيضا على العلامة اللغوي يحظيه بن عبد الودود حتى ظهرت نجابته، ووضح ذكاؤه وتميّزه.
ثم رجع ينهل من المكتبة النفيسة التي خلّفها جدّه العالم الجليل، وعكف عليها مطالعا كارِعا، مصنّفا مؤلّفا، بجدّ واجتهاد، وهَجْر للسُّهاد.
تعليمه وتدريسه:
ثم اشتغل بالإشغال والتدريس، وانتصب للإفادة، واجتمع عليه طلبة العلم واحتفلوا واحتشدوا من أنحاء بلاد شنقيط، ينهلون من معينه ويَرِدون، ويعلّون ويعبّون، حتى تخرّج به صفوة من أنجاب الطلاّب.
وقد عُيِّن مدرّسا في السلك النظامي في حدود سنة 1360، ولما افتتح خالُه عبد الله بن باب المعهد الإسلامي سنة 1379، انتُخِب للتدريس فيه من بين نخبة من أعيان علماء شنقيط، وأُسنِد إليه تدريس الحديث النبوي، وظلّ يُفيد طلبة العلم بهذا المعهد إلى أن نزل به الحمام.
تواليفه وتصانيفه:
له تواليف منها:
1 - الصوارم والأسنّة في الذب عن السنة، وهو مطبوع متداول.
2 – شنّ الغارات، على أهل وحدة الوجود وأهل معيّة الذات.
3- ترجمة جدّه سيدي باب ابن الشيخ سيدي وعقيدته.
4 – تحريم الاشتغال بالفلسفة والمنطق!!
5 – شرح التذكرة والتبصرة للحافظ العراقي.
6 – شرح المقصور والممدود لابن مالك.
7 – كتاب المنيحة.
8 – ديوان شعره.
رحلاته وجولاته:
كان – رحمه الله – رحّالا في الأقطار، جوّالا في الأمصار، كثير الأسفار، مُولعا بجمع وجلب نفائس الأسفار، وقد حجّ بيت الله الحرام ثمان مرات، وكان ينتهز فُرص تنقّلاته للدعوة إلى الله تعالى، وكان داعية إلى التوحيد، رادّا على المبتدعة، مُفيدا في الحديث وفنونه.
وكان كثير الزيارة للمغرب الأقصى، محاضرا مفيدا، مشاركا في الملتقيات العلمية، التي يحتشد ويحتفل فيها العلماء وطلبة العلم، وقد بثّ في كثير منهم حبّ السلف والتعلّق بنهجهم الرشيد السديد.
وقد ابتعثته حكومة بلده سفيرا في مهامّ دينية وثقافية وسياسية، التقى كثيرا من العلماء والزعماء، مما أكسبه صِيتا طيبا في البلاد التي زارها، وأفاد صداقة جملة من العلماء والقادة.
ثناء أهل العلم عليه:
قال العلامة النابغة تقي الدين الهلالي:
هو العلامة السلفي المحدث الأصولي المفسر الأديب الشاعر المتفنن.
وهذا الرجل نادرة زمانه يحتاج إليه أساتذة الأزهر وأساتذة الجامعة الإسلامية بالمدينة، وكل جامعة عربية، لا أقول الطلبة، بل الأساتذة!
ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان: عموم الجهل والتقليد فيهم، وسَيْرِهم على صراط معوجّ؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المُزَيَّفة التي يحصل عليها كثير من الدوابّ! فيتسنّمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ، فوالله الذي لا إله إلا هو لو ظفر بهذا الرجل أساتذةُ الجامعات في أوروبّه؛ لاستفادوا من علمه، وبذلوا النفس والنفيس في خدمته، ولكن كما قلنا: من ضلالات العرب أنهم يتركون العين ويطلبون الأثر باعتمادهم على الشهادات، فهم كما قال الشاعر:
ولو لبس الحمار ثياب خزّ *** لقال الناس يا لك من حمار
فكذلك الجاهل إذا أخذ الشهادة من الجامعة يقول الناس: يالك من عالم! وإذا لم تكن له شهادة يقول أشباه الناس: يالك من جاهل!
هذا كلام النابغة الرحال الجوال السائح في أرض الله النابغة الهلالي ، المدرّس في كثير من أشهر معاهد وجامعات العالَم، في الهند، وألمانيه، والمدينة، والمغرب، وليس من كلام أخدان الزوايا، وأحلاس التكايا!
يُتبع بتوفيق الله
موقع http://majles.alukah.net السعودي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أعلام المغرب في الجنوب: الشيخ محمد بن أبي مدين الديماني الشنقيطي
بإشراق طالع الذكرى الحادية والعشرين الغراء لجلوس موحد البلاد من البوغاز إلى الصحراء وقائدها السلطان الأعظم مولانا أمير المومنين حامي حمى الملة والوطن والدين، والذائد عن حياض المسلمين جلالة الملك الحسن الثاني نصره الله وأيده بالسبع المثاني والقرآن الكريم.
وانطلاقا من ماضي المغرب الإسلامي والحضاري المجيد وعبر حاضره الثقافي والوحدوي الأمجد، أقدم بهذه المناسبة الميمونة ترجمة لأحد أعلام الجنوب الذين تجاوزوا الحدود فربطوا الجنوب بالشمال والشمال بالجنوب ذلكم هو فضيلة العلامة المحدث الأديب المرحوم محمد ابن أبي مدين المغربي الشنقيطي الموريتاني.
نسبه: هو فضيلة الفقيه المحدث الشاعر العلامة الأستاذ محمد بن أبي مدين بن الشيخ أحمد بن سليمان الديماني المغربي الموريتاني الشنقيطي صاحب المؤلفات العديدة والتصانيف الفريدة.
ولادته: ولد صاحبنا رحمه الله في بيت من البيوتات الشنقيطية المعروفة بالعلم والمعرفة والمجد والشرف في مستهل سنة 1330 هـ فنشأ وتربى في أحضان والده العلامة الفقيه أبو مدين وأخذ عنه مبادئ القراءة بعد تعلم الحروف كما حفظ عليه القرآن الكريم وهو لم يزل طفلا صغيرا لم يبلغ الحلم مستأنفا بعد ذلك قراءته في طلب العلم فأخذ عن والده في البدء وعن كل الشيوخ من قومه المعروفين بغزارة علمهم والذين كان يحتضنهم المجتمع الذي نشأ فيه وعاش وتربى على تربته آخذا عن كل واحد منهم ما عنده من العلم يأخذ عن هذا الدين والفقه بشروحه والأصول والنحو والبلاغة وعن ذاك من الشيوخ باحثا عن غيرهم في كل مكان من بلاده.
فكان كثير التجوال في كل أطراف وطنه الشنقيطي رغبة وتعطشا منه في المعرفة والعلم والعلماء فقل ما عرفت أسرة من الأسر هناك بعلم أو معرفة إلا وزارها وأخذ عنها أو تصفح كتبها وما احتوت عليه خزانتها من نظم ونثر غير مكتف بذلك فزار عدة أقطار عربية ليبيا ومصر والأردن والسعودية. وتلقى عن بعض شيوخ هذه البلاد فاستفاد منهم واستفادوا منه.
ولا زلت أذكر بالمناسبة حفلا أقيم على شرفه في إحدى دور الزاوية الكتانية بسلا لأخذ الإجازة في علم الحديث عن أحد شيوخ هذه الزاوية ويتعلق الأمر بالدكتور يوسف الكتاني خريج دار الحديث الحسنية بالمغرب كما كان يتلقى الإجازات والعلوم عن شيوخ وطنه الذين سنذكر بعضا منهم على سبيل العد لا الحصر.
شيوخه: فمن شيوخه والده أبو مدين ومربيه الأول وسيدي محمد المصطفى بن ابن الأبيري والشيخ بن عبد الودود، والعلامة سيدي محمد ولد الداه المعروف بالشنقيطي وابن حيمود الجنكي وأحمد محمود بن عبد المجيد الجنكي أيضا، ومحمد المجبوبي اليدالي، ومحمد يحيى بن محمد الأمين بن أبوه، وبن محمد علي بن عبد الودود اليعقوبي، ومحمد علي ابن نعم العبد، ومحمد محمود بن كرامة، هؤلاء هم بعض شيوخه الذين أخذ عنهم وإن كنا لم نأت عليهم عدا جميعا وإليهم يرجع الفضل أولا وأخيرا في إبراز ملكته الشيء الذي جعله يشتهر بين قومه ويتميز بينهم خاصة عرفت فيه وعنه وهي أنه كان رحمه الله عزوفا عن الرأي كما كان يكره التقليد والمقلدين غير ميال لتأويلاتهم وبخاصة منهم المتكلمين من الأصوليين حاذيا في ذلك حذو النعل بالنعل جده الشيخ سيدي أحمد وطريقته التي عرف بها فلم يغب عليه ذلك ولم يستغرب منه عند قومه الذين ألفوا وعرفوا في عديد من علماء أسرته الشدة وعدم الليونة في الجانب العلمي والعزوف عن التقليد.
كتبه: قام صاحبنا بتأليف عدة كتب بعد أن كرع من حياة المعروفة ونهل من العلوم العربية الإسلامية وخاصة منها علم التفسير والحديث اللذان كان يتميز بهما من بين عديد من خاصة العلماء من بني قومه فقد كان يدرس الحديث الشريف بالمعهد العلمي الإسلامي لموريتانيا (بوتلميت) وكان صاحب باع طويلة في هذا العلم وعلم التفسير وقد ألف في علم الحديث والتفسير كما ألف في غيرهما وإليك الجوانب العلمية التي ألف فيها تفصيلا حسب كل فن من الفنون المذكورة التالية: الحديث، التفسير، الفقه، العقائد، الأصول، الأدب، الأجوبة، التاريخ.
1) في الحديث: كتاب شرح ألفية العرافي في الحديث.
2) في التفسير: كتاب تفسير الفاتحة.
كتاب تبين حكمة تقديم السمع على البصر
ولاي والأخبار.
كتاب تحرير المسألة في اختلاف البسملة.
3) في الفقه: كتاب الصوارم والأسنة في الذب عن السنة
في القبض والسدل.
كتاب مناسك الحج.
كتاب الطرفة المليحة في أخيار المليحة.
كتاب بعث الحكمين بين الزوجين.
4) في العقائد: كتاب شن الغارات على أهل وحدة الوجود ومعينة الذات.
5) في الأصول: كتاب منظومته في الاجتهاد والتقليد.
كتاب نظم اختلاف العلماء في رواية النساء لله تعالى في الجنة غدا يوم
القيامة.
6) الأدب: كتاب في المدح جمع فيه عدة قصائد.
كتاب خصال الفترة وهو شعر أيضا.
كتاب في الشهداء وسنورد منه قطعة في هذا الموضوع بعنوان:
ألا ان موتا في الجهاد هو المحيي
فقتلاه عند الله جل هم الأحياء
7) الأجوبة: كتاب الدرر الملفوظ في أجوبة الشيخ المحفوظ.
كتاب الأمالي في أجوبة أسئلة محمد بن محمد اليدالاي.
8) في التاريخ: كتاب يتحدث فيه عن فتح مكة هل وقع صلحا أم عنوة.
9) في الرجال: كتاب نزهة الراني في ترجمة الشيخ سيدي الثاني.
10) في النحو: كتاب تسهيل الورود إلى تحفة المودود في المقصور والممدود لابن مالك.
أدبه: وقد كان صاحبنا إلى جانب ذا وذاك أديبا مفلفا وشاعرا فحلا نظم كثيرا من الشعر لم يدون له في ديوان مع الأسف ولم يجمع له في كتاب فبقيت قصائده منتثرة هنا وهناك ولدى بعضها في المناسبات ولا بأس من إيراد ما يسمح به المقام منها في هذه الترجمة وبالأخص هذه القطعة التي هي من كتابه الشهداء كما أسلفت والتي يصف فيها صاحبنا وصفا حيا الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا دفاعا من أجل الكرامة وهم يخوضون المعارك الضارية من أجل استقلال ووحدة بلدهم السليب فلسطين والقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عجل الله بخلاصه آمين، والقطعة هي:
ألا ان موتا في الجهاد هو المحيي
فقتلاه عند الله جل هم الاحيا
فقوموا سراعا للجهاد فإنه
به دينكم يحيى وعزكم يحيى
ألم تعلموا أن اليهود أذلة
عداة لرب قدامات وقد أحيى
اما حاربوا خير البرايا محمدا
اما كذبوا عيسى اما قتلوا يحيى
اما قذفوا العذراء مريم واعتدوا
بسبت كما قد جاءنا عنهم وحيا
أبعد احتراق القدس جراء قدحهم
وتشريد إخوان لنا يهنأ المحيى
أقوال العلماء فيه وتقريضاتهم لكتبه:
قال فيه السيد محمد سالم بن محمد عال بن عبد الودود منوها بمعرفته في علم الحديث:
سعى أباؤك العظماء شوطا
فنلت الشوط بالركض الحثيث
وفاتوا في لقديم معاصريهم
وفات رجال عصرك في الحديث
وقال عنه أيضا الشيخ محمد علي بن عبد الودود بعد إطلاعه على شرحه لألفية العراقي في الحديث مقرضا إياها بقوله:
في سبعة حصروا مقاصد العقلاء
من التأليف فاحفظها تنل أملا
أيدع تمام بيان لاختصارك في
جمع ورتب وصلح ياخي العملا
ثم أتى بعد ذلك خلف هذا الشيخ بعد إطلاعه هو أيضا على شرح الألفية فتحامل قائلا:
يحد ذوو التأليف مقصوده حدا
بسبعة أقسام يعدونها عدا
يقولون أبدع رتب أجمع وأصلحها
وبين وتمم واختصر تبلغ القصدا
وإني أرى الشيخ الإمام محمدا
يزيد كثيرا لن يطيقوا له جحدا
فيبديه درا في السطور منظما
وينظمه عقدا ويحكمه عقدا
وذلك أن الشيخ أطولهم يدا
وأرواهم أذنا وأرواهم زندا
وأرحبهم باعا وأوعاهم حجا
وأسعدهم سعدا وأعلاهم وجدا
وأمروهم غيثا من (الغوث) نيله
فلا يليهينك السعدان عنه ولا صدا
فلا زال محمودا ينصر مؤيدا
ولا زال لسن الناس تحمده حمدا
كما أن عددا من العلماء أثنو عليه وقرظوا كتبه فمن ذلك مثلا:
العلامة عبد الله بن محمد بنحامد بن محمد بن محنض باب الديماني القائل في بداية تقريظه لكتاب المليحة في أخبار المنيحة:
تقريظا لتأليف المنيحة تروم فلا تساعدك القريحة
ومنهم أيضا العلامة محمد سالم بن محمد عال بن عبد الودود المباركي والعلامة سيدي الحسن بن أبا الجكني والعلامة محمد فال بن عبد الله بن محمد فال بن العلوي. والعلامة الدنيج بن أحمد بن محمود بن معاوية التندغي وغيرهم كثير ولولا ضيق المجال لأتينا بتقريظاتهم واحدا وأحصيناهم عدا.
وقد زار صاحبنا المغرب للمرة الثانية منذ سبع سنوات لحضور الدروس الحسنية التي تلقى أمام حضرة صاحب الجلالة الملك احسن الثاني نصره الله وألقى قصيدة بالمناسبة يمتدح فيها جلالة الملك الحسن الثاني نصره الله ومطلعها:
ملكت فأوسعت العدالة في الغرب
بذا شهدت عجم الأنام مع العرب
وشدت بيوت الله في كل قرية
وجدت على العافين في كل أزمة
بمن بلا من يشين ولا عتب
وداويت أمراض القلوب بمرهم
وضعت به أجدى الهناء على النقب
وقابلت بالحلم الاساءة والجفا
فعوضت من أهل البسيطة بالحب
وما زلت من قبل البلوغ مؤملا
يسد بك الثغر المخوف لدى الخطب
وترعى حقوق الجار والضيف ماثوى
وينزل منكم في هناء وفي خصب
زحسبك فخرا ان طه نبينا
شفيع البرايا في الهزاهز والرعب
وريحانتيه السيدين وبضعة
بوالدها المختار تاهت بنو كعب
وحمزة والعباس والكامل الرضى
وجعفر والكرار في ساحة الحرب
هم أصلك السامي على كل محتد
فحسبك هذا من فخار فقل حسبي
وءاباؤك الغر الخلائف بعد ذا
هم شيدوا صرح المكارم في الغرب
يشنف أسماع المصيخين ذكرهم
فذكر بني مروان ذرو بنمى حرب
وقمت بأعباء الخلافة بعدهم
يجد وعزم واعتماد على الرب
وكف غذا ما اخلف الناس سحبهم
تقوم مقام السحب في الازمن الشهب
حدبت على الدين الحنيف وحطته
ولا حدب مرهاء حنون على سقب
وأمنت روعات البلاد وأهلها
بقمعك أهل الزيغ والنهب والغضب
فداويت جرباها وأمنت سربها
فلم تبق فيها من مخوف ولا جرب
فشعبك يرجو أن تدوم مملكا
وكل بني الإسلام من ذلك الشعب
وإذا مكر الأعداء في الجو أحبطو
كما أحبطوا من قبل ذلك في الترب
ومن يحفظه الوافي من الناس يغنه
عن الطعن بالمران والضرب بالعضب
حباك إله العرش ما أنت ترتجى
وأمر نعماه عليك من اللب
ودمت على مر الزمان موفقا
لرشد لدى دفع ورشد لدى جلب
ولا زلت منصورا على كل حاسد
ودمت على الأملاك مرتفع الكعب
بجاه رسول الله صلى إلا هنا
عليه مع الآل الاكارم والصحب
وفاته: بعد زيارته للمغرب ومكثه فيه شهرا كاملا عاد إلى موريتانيا عن طريق الجو وبعد حلوله بعاصمة البلاد انواكشوط بأيام قليلة أدركته المنية فانتقل إلى الرفيق الأعلى على إثر نوبة مرض خفيفة ألمت به فتوفى على إثرها في منتصف الشهر الأول من ذي القعدة وعلى وجه التقريب في اليوم 8 منه من بحر سنة 1396 موافق 1 نونبر عام 1976 عن عمر يناهز 66 سنة، ودفن رحمه الله رحمة واسعة في مسقط رأسه بموريتانيا (بوتليميت) موضع أبائه وأجداده.
• إذا كان الله تعالى قد امتن على أمتنا الإسلامية بأزكى تراث روحي وحضاري عرفته البشرية، فما ذلك إلا لنكون أمناء عليه، حماة له من الضياع والنسيان، وما ذلك إلا لتكون حياتنا الخاصة والعامة مرآة ساطعة له في كل حين، وما ذلك إلا لنعمل على تقديمه عضا طريا . إلى كل المتشوقين إليه، والراغبين في الاطلاع عليه من أبناء الأمم الأخرى .
نقلا عن مجلة "دعوة الحق" - العدد 219
تصدر عن: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المشور السعيد - الرباط - المغرب الهاتف : 51 68 76 37 5 (212) - 01 68 76 37 5 (212
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مكتبة المرحوم محمد بن ابى مدين،
الصندوق رقم 1:
الرقم |
عنوان الكتاب |
عدد الأجزاء |
المؤلف |
1 |
نصب الروايات لأحاديث المداية
|
الجزء الثاني |
جمال الدين أبي محمد عبدالله بن يوسف الحنفي |
2 |
حاشية الدسوقي على الشرح الكبير |
الجزء الثالث |
شمس الدين الشيخ محمد عرف الدسوقي الزيلعي |
3 |
حاشية الدسوقي على الشرح الكبير |
الجزء الثاني |
شمس الدين الشيخ محمد عرف الدسوقي الزيلعي |
4 |
كنز الأفكار و لواقح الافكار(مخطوط ) |
الجزء الاول |
أبوزيد عبدالرحمن الصنهاجية |
5 |
خزينة الأسرار (مطبوع) |
الجزء الاول |
شمس محمد بن الجزري |
6 |
كتاب المنتقى شرح موطأ مالك بن أنس |
جزآن: الجزء الاول والسابع |
القاضي أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد |
7 |
كتاب العلوم الفاخرة في النظر في علوم الآخرة |
الجزء الاول |
سيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي |
8 |
استحالة المعية بالذات وما يضاهيها |
كتاب واحد |
|
9 |
بيان طعام أهل الجنة |
كتاب واحد |
|
10 |
اقتشاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم |
الجزء الاول |
الحافظ تقي الدين أبي العباس أبي تيمية |
11 |
البخاري ( كتابان) |
الجزء الأول والثالث |
محمد بن اسماعيل البخاري |
12 |
توجيه النظر إلى أصول الأثر |
جزء واحد |
الطاهر بن صالح الجزائرى الدمشقى |
13 |
الإتقان فى علوم القرءان |
الجزء الأول |
جلال الدين السيوطى |
14 |
صحيح البخارى |
الجزء الثانى |
محمد بن اسماعيل البخاري |
15 |
كتاب منهج السنة النبوية فى نقض الشيعة والقدرية |
؟ |
ابن تيمية |
16 |
تيسير العلام، شرح عمدة الأحكام |
الجزء الأول |
عبد الله بن عبد الرحمن بن الصالح آل بسام |
17 |
تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة |
الجزء الأول |
لابى حجر العسقلانى المتوفى سنة 802 |
18 |
مختصر الدر الثمين والمورد المعين |
الجزء الأول |
الميارة |
19 |
مختصر الدر الثمين والمورد المعين |
الجزء الأول |
الميارة |
20 |
حياة النبى محمد صلى الله عليه |
جزء واحد |
محمد حسن هيكل |
21 |
صحيح مسلم |
الجزء الأول |
مسلم بن الحجاج |
22 |
أضواء البيان |
الجزء الثالث |
محمد الأمين بن المختار الملق آبه |
23 |
مواسم الأدب وآثار العجم والعرب |
كتاب واحد |
؟ |
24 |
تاريخ الشعر العربى حتى القرن الثالث الهجرى |
جزء واحد |
نجيب محمد البهبيتى |
25 |
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين |
جزء واحد |
يحيى بن شرف النووى |
26 |
الطبقات الكبرى |
المجلد السابع |
ابن سعد |
27 |
المثل السائرفى أدب الكاتب والشاعر |
جزء واحد |
ضياء الدين نصر الله بن محمد بن عبد الكريم الموصلى |
28 |
بلوغ الأرب فى أحوال العرب |
الجزء الثانى |
؟ |
29 |
مجمع الأمثال |
الجزء الأول |
أحمد بن محمد النيسابورى |
30 |
صحيح مسلم |
الجزء الثانى |
مسلم بن الحجاج |
31 |
التنوير فى إسقاط التدبير |
جزء واحد |
؟ |
32 |
المجموعة النبهانية فى المدائح النبوية |
الجزء الثانى |
؟ |
33 |
ألفية السيوطى فى مصطلح الحديث |
جزء واحد |
عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى |
الصندوق رقم 2:
الرقم |
عنوان الكتاب |
عدد الأجزاء |
المؤلف |
1 |
عبقرية الإمام على |
جزء واحد |
عباس محمود العقاد |
2 |
الفارق القائد |
جزء واحد |
محمود شيت خطاب |
3 |
تفسير الصوفية |
جزء واحد |
؟ |
4 |
مكتبة المخطوطات بالمعهد الموريتانى للبحث العلمى |
الجزء الأول |
إعداد أحمد بن محمد يحيى |
5 |
اختلاف التجاه فى المذاهب الإسلامية |
جزء واحد |
محمد أبو زهرة |
6 |
سنن الدارمى |
الجزء الأول |
لأبى محمد عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمى |
7 |
تطوير الفكر التنظيمى |
جزء واحد |
الدكتور على السلمى |
8 |
القرءان والطبائع النفسية |
جزء واحد |
على محمد حسن العمارى |
9 |
المؤتمر الثالث للدعوة الإسلامية |
جزء واحد |
مكة المكرمة رابطة العالم الإسلامى |
10 |
كتاب قانون دستورى |
جزء واحد |
للسيد بامحمد ناجيب |
11 |
طوق الحمامة فى الألفة والألاف |
جزء واحد |
لأبى محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم |
12 |
القانون الدستورى الموريتانى |
جزء واحد |
مريم داداه |
13 |
أسباب ورود الحديث، تحليل وتأسيس |
جزء واحد |
الدكتور محمد رافت سعيد |
14 |
التضامن الإسلامى |
جزء واحد |
وزارة الحج والأوقاف بمكة المكرمة |
15 |
كلمة الله العليا |
جزء واحد |
شيخ الغسلام الحاج الشيخ أحمد البكى ابن الخليفة الأول محمد المصطفى بن الشيخ الخديم مؤسس الطريقة المريدية |
16 |
محاضرات فى الحديث الشريف |
جزء واحد |
محمد سلامة |
17 |
القاديانية، دراسة وتحليل |
جزء واحد |
إحسان الهى ظهير |
18 |
آثار الإمام |
الجزء الثالث |
عبد الحميد بن باديس |
19 |
المجلة المغربية للقانون والسياسة والإقتصاد |
جزء واحد |
؟ |
20 |
دحض مفتريات |
جزء واحد |
؟ |
21 |
إبرام النقض لما قيل من أرجحية القبض |
جزء واحد |
محمد الخضر بن سيدى عبد الله بن مايابى الجكنى الشنقيطى |
22 |
كتاب المزاح (مخطوط) |
جزء واحد |
؟ |
23 |
محاضرات فى فقه التبرعات |
جزء واحد |
للأستاذ مزيان حدو بناصر |
24 |
الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة |
جزء واحد |
لعبد الفتاح أبو غدة |
25 |
قواعد الأصول ومعاقد الفصول |
جزء واحد |
صفى الدين عبد المؤمن بن كمال الدين عبد الحق البغدادى المثبلى |
26 |
فتح الوهاب الكريم فى حروف بسم الله الرحمن الرحيم |
جزء واحد |
للشيخ الخديم الشيخ أحمدو بمب |
27 |
أيام العرب فى الجاهلية |
جزء واحد |
محمد أحمد جاد المولى بك وعلى محمد البجاوى ومحمد أبو الفضل ابراهيم |
28 |
الفائق فى غريب الحديث |
جزء واحد |
جار الله محمود بن عمر الزمخشرى |
29 |
مذكرات دبلوماسية عن العلاقات المغربية- الموريتانية |
جزء واحد |
د. عبد االهادى التازى |
30 |
أوثق عرى الإعتصام للإمراء والحكام |
جزء واحد |
الشيخ سيدى محمد بن الشيخ سيدى المختار بن أحمد بن أبى بكر |
31 |
إقامة الحجة على أن الإكثار فى التعبد ليس ببدعة |
جزء واحد |
الإمام أبى الحنات محمد عبد الحى الدكنوى الهندى |
32 |
حقيقة الإنسان بين القرءان وتصور العلوم |
جزء واحد |
أبو زيد العجمى |
33 |
دروس الفلسفة |
جزء واحد |
تأليف ثلاثة أساتذة |
34 |
تراجم المؤلفين التالية أسماؤهم |
جزء واحد |
خليل والدردير مؤلف الشرح والدسوقى ومحمد عليش |
35 |
أضواء البيان فى تفسير القرءان بالقرءان |
الجزء الخامس |
محمد الأمين بن المختار الملقب آب بن اخطور |
36 |
التمهيد لما فى الموطأمن المعانى والأسانيد |
الجزء الأول، الثانى، الثالث والرابع |
ابن عبد البر النمرى الأندلسى |
37 |
الترغيب والترهيب من الحديث |
جزءان الأول والثانى |
لأبن عبد القوى المنذرى |
38 |
حاشية الدسوقى على الشرح الكبير |
الجزء الرابع |
محمد بن عرفة الدسوقى |
39 |
قصص العرب |
الجزء الثالث |
ثلاثة مؤلفين |
40 |
تاريخ الكعبة المعظمة |
جزء واحد |
حسين بن عبد الله باسلامة |
41 |
فوائد علم الفرائض |
جزء واحد |
محمد عبد الرحيم حاد بدر الدين |
42 |
زورق الخائض فى علم الفرائض |
جزء واحد |
محمد انجاى بن انجاك السينغالى |
43 |
قدورى |
جزء واحد |
صحاف قريمى يوسف |
44 |
التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح |
جزء واحد |
الحسين بن المبارك الزبيدى |
45 |
الأحكام فى تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضى والإمام |
الجزء الأول |
لأبى العباس أحمد بن ادريس المصرى المالكى |
46 |
القوانين الفقهية |
جزء واحد |
ابن جزى |
47 |
كتاب فى علم التوحيد |
جزء واحد |
شرح على متن الحكم لأبى الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندرى |
48 |
كشف الأسرار العلمية بدار الضرب المصرية |
جزء واحد |
منصور بن بعرة الذهبى الكاملى |
49 |
كتاب الايمان |
جزء واحد |
ابن تيمية |
50 |
شفاء العليل فى مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل |
جزء واحد |
ابن القيم |
51 |
تجريد التمهيد لما فى الموطإ من المعانى والأسانيد و التقصى |
جزء واحد |
لأبى عمر يوسف بن عبد البر النمرى الأندلسى |
52 |
مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها |
جزء واحد |
لعلال الفاسى |
53 |
شرف اصحاب الحديث |
جزء واحد |
الخطيب البغدادى |
54 |
تدريب الراوى فى شرح تقريب النووى |
جزء واحد |
لابن بكر السيوطى |
55 |
علوم الحديث |
جزء واحد |
لإبن الصلاح |
56 |
الشوقيات |
الجزء الأول |
لأحمد شوقى |
57 |
صفوة التفسير |
القسم الرابع عشر |
محمد على الصابونى |
58 |
بلوغ الأرب فى أحوال العرب |
الجزء الثالث |
؟ |
59 |
نصب الراية لأحاديث الهداية |
الجزء الثالث والرابع |
تخريج الزيعلى |
60 |
صدام حسين |
جزء واحد |
؟ |
61 |
قانون الإلتزامات والعقود المغربى |
جزء واحد |
؟؟ |
62 |
دفع ايهام الإضطراب عن ءايات الكتاب |
جزء واحد |
الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار |
63 |
الدروس الحسنية |
جزء واحد |
مهيأة للحسن الثانى |
64 |
ديوان حافظ ابراهيم |
الجزء الأول |
عدد من المؤلفين |
65 |
تاريخ مختصر الدول |
جزء واحد |
ابن العبرى |
66 |
تنوير الحوالك شرح على موطأ الإمام مالك |
الجزء الأول |
لجلال الدين السيوطى |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة المجدد باب ابن الشيخ سيديا رضي الله عنه بخط المحدث محمد بن ابي مدين