العلاقات الموريتانية السعودية: الإرادة الصادقة في تحقيق المصالح العليا للشعبين
يتجدد اللقاء مرة أخرى بين فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد ولد عبد العزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) من خلال الزيارة التي يؤديها هذه الأيام الرئيس محمد ولد عبد العزيز للملكة العربية السعودية الشقيقة.
ويؤكد تقارب الزيارات النوعية والتي تتم علي أعلى المستويات أن القائدين يحرصان أكثر من ذي قبل علي توطيد هذه العلاقات وتقويتها بما يخدم المصالح العليا للشعبين الشقيقين والمنطقة العربية. كما يعكس عزمهما الراسخ علي العمل معا والتنسيق المشترك والمتابعة الدقيقة والشخصية لهما حتى تدخل هذه العلاقات مرحلة جيدة من التطور يعكس حجم التقارب بين الدولتين ويعطي الصورة الحقيقية لتلك العلاقة الضاربة في القدم والتي تحكمها وشائج الدين والقربى والمصلحة العليا.
وليس من قبيل الصدفة أن يتجدد الموعد في أقل من سنة ذلك أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز والملك سلمان بن عبد العزيز يريان بنظرة ثاقبة المستقبل ويقرآنه قراءة صحيحة مما يجعلهما يؤمنان بأن وحدة الأمة العربية هي رؤية إستراتيجية تتطلب تعزيز العلاقات بين الأشقاء وتطويرها. كما ينظران إلي الأفق البعيد الذي لا بد فيه من تعزيز العلاقات البينية وتحقيق التقارب بين الشعوب والاستفادة من التاريخ المشترك وما سطره الأجداد من لحمة وروابط.
الرئيس محمد ولد عبد العزيز يعتبر الرجل الذي قاد الإصلاح في موريتانيا والمنقذ الذي جاء في الوقت المناسب حينما بدأت المشاكل تعصف بالبلد واستطاع أن يدفع بالبلد خلال الأعوام الماضية نحو التقدم والتطور. كما عمل علي تحقيق الأمن والاستقرار وقاد الثورة الهادئة التي سبقت الربيع العربي.
الملك سلمان بن عبد العزيز وهو الأمير الذكي والعالي التركيز استطاع من خلال تجربته كأمير لمنطقة الرياض أن يحولها من بلدة صحراوية إلى مدينة مترامية متطورة تعج بالساكنة والبني التحتية والخدماتية الراقية وتعزيز التنمية، وتحقيق التنمية الاجتماعية . وهو الطريق الذي يسلكه اليوم للملكة.
ويلتقي الرجلان في هذه النظرة الإستراتيجية مما يجعلهما رجلان يهتمان بشعبيهما ويسهران علي مصالحهما المشتركة. كما ينظران بحكمة ونظرة عميقة إلي المصالح العليا للأمة العربية والإسلامية حرصاً منهما علي تحقيق التماسك والتعاضد بين هذه الشعوب.
وإيماناً منهما بأهمية الأمن والاستقرار وأنه بدون تحقيقيهما لا يمكن إرساء دعائم التنمية فقد عمل الرجلان علي محاربة الإرهاب وتطور الجريمة المنظمة في بلدانهم والمساهمة فيها علي الصعيد الدولي. فهما يتقاطعان في قناعتهما بأن علي الكل أن يلعب دوره دون تقاعس في تحقيق السلام بين الشعوب ونبذ التطرف والعنف وأنه بدون تعاون الجميع لن يستطيع العالم أن يعيش بحرية وأمان.
اليوم يتجدد اللقاء علي هذه المائدة التي تشكل انشغالا كبيرا للقائدين والذين يحرصان علي تطوري العلاقات وتحقيق التقارب بين الشعوب وتأمين المستقبل لأجيالهم القادمة وتحقيق السلام في العالم. وهذه لعمري مبادئ سامية تستحق أن تضرب لها أكباد "الطائرات" وأن يبذل فيها الغالي والنفيس كما يقوم بذلك القائدين محمد ولد عبد العزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.