وأَحسنُ منك لم تر قط عيني*** وأجمل منك لم تلد النساء
خُلِقْتَ مُبرءاً من كل عيب ***كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاء
وقال القرطبي: لم يظهر لنا تمام حسنه صلى الله عليه و سلم لأنه لو ظهر لنا تمام حسنه لما أطاقت أعيننا رؤيته صلى الله عليه و سلم.
ويقول حسان بن ثابت رضي الله عنه أيضا في مدحه صلى الله عليه وسلم:
أَغرّ عليه للنبوة خاتم*** من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه*** إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشق له من اسمه ليجله*** فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعد يأس وفترة*** من الرسل، والأوثانُ في الأرض تعبد
فأمسى سراجاً مستنيراً***وهادياً يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا ناراً وبشّر جنةً ***وعلمنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي*** بذلك ماعمّرت في الناس أشهد
ـ ويشف صدور قوم مؤمنين ، لن يجف لنا دمع ولن تطمئن قلوبنا حتى يُنفذ حكم الله تعالى في هذا المجرم العنيد. قد يموت المجرم من كمده وقد يموت بجند من جنود الله تعالى ؛ ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) ، وإن كان هذا المجرم قد وجد من يُدافع عنه ، فإن الله تعهد بالدفاع عنك وبإهانة وإذلال من يًفكر في ذلك يا رسول الله فقال تعالى إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان"بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه كفى نبيه صلى الله عليه وسلم المستهزئين الذين كانوا يستهزؤون به وهم قوم من قري ش، وذكر في مواضع أُخر أنه كفاه غيرهم؛ كقوله في أهل الكتاب: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ الآية [2/137]، وقوله: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ... الآية[39/36]، إلى غير ذلك من الآيات.
إن الحملة الاعلامية المُضادة والجبانة التي يفتعلها بعض المردة والجباء للتصغير من هذا الحكم العادل ضد هذا المجرم المعاند هي حملة ليست ضد الدولة والشعب الموريتاني المسلم مائة في المائة ،وإنما هي ضد أنفس هؤلاء فهم شركاء في الجريمة وقد قال تعالى في شأن تولي الظلمة المرتدين والكفرة (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) قال الامام الشكواني تفسيرا لهذه الاية: "أي فإنه من جملتهم وفي عدادهم وهو وعيد شديد ".
وحذر تعالى من الركون إلى الظلمة والمرتدين فقال تعالى وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ يقول الشيخ الشعراوي في تفسيره معلقا على هذه الآية العظيمة" و الركون هو الميل والسكون والمودة والرحمة، وأنت إذا ركنت للظالم؛ أدخلت في نفسه أن لقوته شأناً في دعوتك.والركون أيضاً يعني: المجاملة، وإعانة هذا الظالم على ظلمه، وأن تزِّين للناس ما فعله هذا الظالم.وآفة الدنيا هي الركون للظالمين؛ لأن الركون إليهم إنما يشجعهم على التمادي في الظلم، والاستشراء فيه. وأدنى مراتب الركون إلى الظالم ألا تمنعه من ظلم غيره، وأعلى مراتب الركون إلى الظالم أن تزين له هذا الظلم؛ وأن تزين للناس هذا الظلم.والركون للظالم إنما يجعل الإنسان عرضة لأن تمسه النار بقدر آثار هذا الركون؛ فأنتم حين تركنون إلى ظالم إنما تقعون في عداء مع منهج الله؛ فيتخلى الله عنكم ولا ينصركم أحد؛ لأنه لا وليَّ ولا ناصر إلا الله تعالى".
فإن كان هؤلاء رضوا بأن يكونوا مع كل ما هو شيطاني وكل ما يمس بالدين والمقدسات فإن الله حامي هذا الدين ورسوله صلى الله عليه وسلم وحامي المؤمنين (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ).قال آب ول اخطور في أضواء البيان " بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه يدفع السوء عن عباده الذين آمنوا به إيماناً حقاً، ويكفيهم شر أهل السوء، وقد أشار إلى هذا المعنى في غير هذا الموضع كقوله تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3]. وقوله: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36] وقوله تعالى: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ [التوبة:14-15] وقوله تعالى: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا [غافر:51]. وقوله: وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47] وقوله:وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات :173] إلى غير ذلك من الآيات".
الكاتب هنا يجدد الشكر والتحية والتبجيل إلى أولئك الشرفاء العظماء من القضاة الذين حكموا بحكم الله تعالى في هذه القضية وإن كان الوقت قد تأخر سنة كاملة ، والفرحة ستكتمل بتنفيذ هذا الحكم الإلهي دفاعا عن انفسنا أولا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لايحتاج إلى دفاع والدين لايحتاج إلى دفاع ، وحتى لايقع الخسف والغرق في بلادنا وحتى لا يغضب ربنا تعالى فيغرقنا بماء هذا المحيط، فلا أحد يملك صك غفران ولاصك أمان من مكر الله وسوء قضائه قال تعالى (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) يقول الشيخ الشعرواي ـ رحمه الله تعالى مفسرا هذه الآية الكريمة" من يسأل: كيف إذن لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون؟!نقول: لقد جاء في منهج الرسل جميعاً أن الذي يأمن مكر الله هو الخاسر؛ لأن الله هو القادر، وهو الذي أنزل المنهج ليختار الإِنسان به كسب الدنيا والآخرة إن عمل به، وإن لم يعمل به يخسر طمأنينة الإِيمان في الدنيا وإن كسب فيها مالا أو جاها أو علماً، ويخسر الآخرة أيضاً."
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وحفظ ديننا قبل ذلك و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.