مازالت ليبيا تغرق فى حالة من الفراغ الأمنى وانتشار الإرهاب منذ الإطاحة بالرئيس الليبى الراحل معمر القذافى فى ٢٠١١، وكان من أبرز العمليات االتي دبر النظام الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى عام ٢٠١٢، وقامت أمس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون بالإدلاء بشهادتها أمام لجنة مجلس النواب حول تلك الحادثة التى أسفرت عن مقتل أربعة أمريكيين، بينهم السفير كريس ستيفنز.
وفى الوقت الذى تدلى فيه كلينتون بشهادتها يتم الكشف عن وثائق جديدة تؤكد أنها وافقت على إرسال أسلحة من شركة فريسنو بكاليفورنيا إلى ليبيا، للإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافى فى عام ٢٠١١ على الرغم من تحذير الأمم المتحدة.
وقالت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية إنها حصلت على وثائق تكشف دور دبلوماسيين أمريكيين فى بمجمع بنغازى فى تأمين شحنات أسلحة للمجلس الانتقالى والحركة الليبية التى كانت تسعى للإطاحة بالقذافى وتشكيل حكومة جديدة، وكانت تشمل صواريخ وقاذفات قنابل يدوية، و٧ آلاف رشاش و٨ ملايين طلقة، وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية حينذاك الترخيص اللازم لنقل تلك الأسلحة والذخيرة إلى ليبيا، ما يؤكد أن كلينتون كانت على علم ولها دور مباشر فى تسهيل الصفقة.
ووفقا للتقرير فإن العديد من تجار الأسلحة وعملاء سابقين فى وكالة المخابرات الأمريكية «CIA»، أكدوا أن واشنطن هى من قامت بتسهيل عمليات نقل الأسلحة إلى ليبيا.
يأتى الكشف عن الوثائق فى الوقت الذى تعد فيه كلينتون أكثر المرشحين حظا عن الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، فيما أدلت كلينتون بشهادتها حول بنغازى أمام لجنة الكونجرس التى تتكون أغلبية أعضائها من الحزب الجمهورى المنافس، وقد تم فتح التحقيق الجديد عبر تشكيل لجنة خاصة مكونة من خمسة جمهوريين وأربعة ديمقراطيين بدأت عملها رسميا أمس الأول، وقاموا بالفعل بالاستماع لعدد من الدبلوماسيين والخبراء الأمنيين السابقين.