يستمر الغموض في لف موضوع فقدان ثلاثة جنود إسبان سقطت بهم الطائرة المروحية الخميس من الأسبوع الماضي في مياه جنوب الصحراء الغربية، وتدريجيا بدأت فرضية الاختطاف تحضرة بقوة، ومنها احتمال نقلهم عبر سفينة صيد الى الأراضي الموريتانية.
وقدمت وزارة الدفاع الإسبانية معطيات دقيقة مفادها سقوط الطائرة المروحية سوبر بوما في الساعة الثالثة وخمس دقائق من مساء الخميس الماضي، ثم نجاح طائرة مروحية مغربية من نوع بوما، كذلك رصد الطائرة الإسبانية وقارب النجاة وعلى متنه أضواء النجدة، وهذا يعني نجاة الجنود الإسبان. في الساعة السابعة مساء من اليوم نفسه، تخبر الحكومة المغربية عبر الوزير المنتدب في الدفاع محمد لوديي وزير الدفاع الإسباني بيدرو مورينيس بإنقاذ الجنود الثلاثة. وتلاها تأكيد آخر من الدرك الملكي المغربي الى السفارة الإسبانية في الرباط وحملت رسالة المغرب طابع A1 الذي يعني مصداقية المعلومات 100%. وتقول رسالة الدرك ما يلي «طاقم الطائرة المروحية الإسبانية المنكوبة جرى إنقاذ أفراده ويبدو أنهم في حالة جدية، ويجري نقلهم خلال هذه اللحظات إلى ميناء الداخلة».
وكانت المفاجأة الكبيرة لاحقا هي عدم صحة المعلومات التي قدمها المغرب، مما يعني فقدان الجنود الثلاثة. وأعرب المغرب عن أسفه للسلطات الإسبانية، وأخبرها بأن المعلومات كانت صادرة عن السينغال. وهنا يسيطر التعجب على الإسبان بحكم سقوط الطائرة المروحية في مياه الصحراء التي يراقبها المغرب وبعيدة كل البعد عن السنغال وأن الرسالة المغربية جاءت في الساعة العاشرة والنصف ليلا، أي ثمانية ساعات بعد الحادث.
ولم تنجح فرق الإنقاذ العسكرية الإسبانية في الوصول إلى قمرة الطائرة المروحية التي توجد في قاع المحيط لتأكد من وجود جثث الجنود الثلاثة، لكن الفرضية التي أصبحت رئيسية هي عملية الاختطاف، وصرح وزير الدفاع بيدرو مورينيس أن الأمر قد يتعلق بعملية اختطاف، فهي فرضية حاضرة الآن.
وتعتقد وزارة الدفاع في نجاح سفينة صيد أو مهربي المهاجرين إنقاذ الجنود الثلاثة، وقد يكون الطاقم قد قرر اختطافهم والاتصال بعصابة أو جماعة إرهابية في منطقة الساحل وتسليمهم عبر نقطة ما في موريتانيا، حسب ما نقلت جريدة «الباييس» في عددها أمس الأربعاء.
وهكذا، بعد أسبوع كامل من البحث واستعمال سفن وطائرات إسبانية ومغربية، لم يتم العثور على الجنود الثلاثة، ومع استمرار الغموض أصبحت فرضية الاختطاف هي الأكثر ترجيحا. وإذا تأكد خبر الاختطاف، فسيكون أول مرة تشهد مياه الصحراء الغربية عملية اختطاف إرهابية من هذا النوع.
نقلا عن القدس العربي