(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) ) سورة الفجر.
بقلوب مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره وصلني خبر وفاة الوالد الأستاذ المُحب العلامة البروفسور عبد الله كريم الذي أمضى حياته في طلب العلم الشرعي وتبليغ سنة محمد صلى الله عليه وسلم وتدريسها ، كما كان أفضل سفير من سفراء العلم و العلماء لبلده شنقيط في جامعة أم القرى بمكة المكرمة حيث كان مدرسا تخرجت على يديه أجيال وأجيال صقلها بالعلم والخلق الكريم.
هو فعلا اسم على مسمى هو قامة من قامات العلم الشنقيطي الرفيع النظيف من أدران المال العام والمال المشبوه ، هو رجل نظيف بكل المعايير والموازين ،هو رباني بامتياز.
هو العالم القدوة الذي عناه العلامة الاخضري بقوله:
ويقتدي بالعلماء العاملين *** التابعي سنة خير المرسلين
الأُلَى يَدلون على الرحمنِ *** يُحذرون طُرق الشيطانِ
كان لي الشرف بالزمالة معه كأستاذ في المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية فكان خير مثال للتواضع والنصح والحب في الله ، وكان يقربني كثيرا ـ جزاه الله خيرا. كان لايحسد ولا يظلم كان صاحب خلق كريم وندعو الله أن يجعله في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : ( إنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا ، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ ).
إن العلامة المرحوم يستحق أن يُؤسس له كُرسي لعلم الحديث باسمه في إحدى الجامعات أو المعاهد العليا، أو تُؤسس جائزة للحديث الشريف باسمه ، ولاغرو فقد حباه الله تعالى الخير الكثير وهو العلم و الحكمة كما قال تعالى (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) ).البقرة .
وإنا على فراقك يا كريم لمحزونون ،ولانقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون ، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار فلنصبر ولنحتسب.