تأسيسا على الوقائع الكلامية والمواقف المعلنة والمظاهر يقترب الحوار، فالمعاهدة والمنتدي أعربا عن تقارب في وجهات النظر .. والموالاة تكرر دعوات وفد المنتدى للتشاور بشأن الحوار .. والمنتدى "يلطف" محدداته ويطالب بأن تبدأ الأمور من حيث انتهت.
لكن المشكل الحقيقي هو النوايا والأجندات، فالمنتدي مكون من فريقين أحدهما محاور ومشارك بالفطرة تماما مثل المعاهدة والثاني معارض ورافض بالمبدأ وسقف مبتغاه من الحوار أن لا يتهم بالخروج عن الاجماع، والمعاهدة "معاهدات" لا يسمع صوتها إلا في المنطقة الوسطي بين الحوار وأللاحوار .. والموالاة فرق شتى تهرول حول الرئيس ومعظمها يخشي الحوار ويخشي أية حلحلة للمشهد السياسي حفاظا على مكاسب معظمها مادي وقليلها معنوي.
وفي مثل هذه الأجواء العبثية يصعب تقييم المواقف وقياس صدقيتها .. كل يغني على ليلاه وليلي تحتضر احتضار بلاد المنكب البرزخي .. والمشهد مأزوم وهو عبارة عن سرك خطابي تؤججه أوضاع البلاد التي لا منطق لها ولا ناظم .. الأمور تتشكل بجزافية وشخصنة وأمزجة البشر متقلبة تقلب المواسم .. فالحوار في هذه الأجواء غيمة شتاء عابرة تحدوها رياح الأهواء المشبوهة وكل ما اقتربت ابتعدت لأن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم .. وجهاد النفس فرض عين غائب في حكامتنا السياسية إلي اشعار آخر.
لذلك على الموريتانيين المتململين المتضورين جوعا وعطشا ومرضا وبطالة أن لا يحلموا كثيرا بخروج حواري من النفق، فالأفق مسدود إلي أن تنضج عوامل داخلية وخارجية تطبخ على نار تؤججها أطراف أخرى وإلي أن يفصح "مايسترو" المشهد عن نواياه الحقيقية حول مآلات الحوار واللاحوار.
نقلا عن صفحة المدون عبد الله محمدو على الفيسبوك https://www.facebook.com/dedehmed