نشرت قبل أسبوع قائمة تحويلات ديبلوماسية جديدة شملت سفارات مهمة .. ولا بد أن تكون لهذه التحويلات مسوغاتها التي لا تناقش لكن لها أيضا لا منطقيتها وعبثيتها التي تستحق نقاشات معمقة .. فقد كان الموريتانيون ينتظرون تفعيل الديبلوماسية الموريتانية وغربلة القطاع ووضع إستراتيجيات وتحديد أهداف وتفعيل مسارات .. وكانوا ينتظرون ضخ دماء جديدة لم تتلوث بعد بعوالق الروتين ، وعقولا م تترهل بمجاراتها لكل الأنظمة .. كانوا ينتظرون أن تتغير الأمور كما تغير العالم ، لكن التحويلات جاءت تقليدية للغاية ، فبعض السفراء المشمولين أنهوا للتو تقديم أوراق اعتمادهم في بلدان كانت تابعة لسفاراتهم ، وبعضهم لملم خبرات بسيطة تعينه على فهم مجريات العمل ببلد انتدابه القديم ، وبعضهم كان استدعي قبل فترة إلي انواكشوط معاقبا ، وبعضهم أدخل علاقات البلاد ببلد انتدابه في بيات ديبلوماسي قاتل .. وحتى مقاربة النوع التي روعيت عن قصد أو عن غير قصد والتي دفعت بمفوضة سابقة لتكون سفيرة في بلد حيوي يشهد أحداثا كبيرة لم تكن مفهومة.
فما مبرر هذه التحويلات وما مسوغاتها؟
إذا كان من حولوا وفقوا في بلدان انتدابهم الأصلية لما ذا لا نمنحهم فترة إضافية لتراكم التجارب وتطوير الأداء؟
وإذا كانوا فشلوا وأخال أن يكون ذالك هو الحاصل في أحيان كثيرة فلما ذا ندفع بهم إلي مواقع أخرى ليجتروا الفشل ويكرروا الاخفاق ويحولوه إلي "قيمة" ديبلوماسية موريتانية؟
لما ذا لا نتيح فرصة للأجيال الديبلوماسية المكونة حديثا التي تستوطن دهاليز وزارة الخارجية؟
لما ذا نواصل هدر أموال دافعي الضرائب على جولات سياحية "ديبلوماسية" مكوكية لأشخاص فشل معظمهم في الداخل وأعاد الكرة في الخارج؟
هل يصنف ذلك اصلاحا أم إفسادا؟
عبد الله ولد محمدو للتواصل: https://www.facebook.com/dedehmed