قبل خمس سنوات، وفى مساء يوم عيد الإستقلال 28 نوفمبر 2010، دعيت الفنانة ديمي لحفل أقامه الرئيس محمد ولد عبد العزيز فى القصر الرئاسي بمناسبة الذكرى الخمسين لإستقلال المنتبذ القصي، الحفل حضره الوزير الأول، ورئيس الجمعية الوطنية، والعلامة الجليل حمدا ولد التاه، والدبلوماسيون، والحكومة والصحافة والضيوف والمدعوون وكثيرمن "الفنانين"، بينما نحن كذلك في جو من البهجة والفرح، إذ فاجأت الفنانة العظيمة والكبيرة قدرا ومعنى، الجميع وهي تحاول كفكفة دموعها، التي ما لبثت أن انهمرت على خديها بشكل ظاهر لا يمكن إخفاؤه، وهي تغني على المسرح للوطن، أغنيتها الرائعة والشهيرة "موريتاني هيا وطني"، بعدها بأيام كتب الزميل محمد ولد أبات عن " ديم بنت آبه / الدموع الغالية "، وقد بلغت الفنانة ذروة تأثرها وقمة ذرفها لدموعها وهي تغني تلك "الطلعة" التي أدخلتها في الأغنية لاحقا بشكل ذكي كمحاولة للسيطرة على الموقف الذي لم تعد السيطرة ممكنة عليه، لأن جيشا جرارا من المشاعر والعواطف قد زحف، مجتاحا تلك الإنسانة الحساسة، مستخدما أعتا أسلحة الدمار "صديق ءُ لا قط أفصلني"، استمرت الفنانة في مقاومة تضعف شيئا فشيئا، ونحن جلوس أمام الشاشة، نعيش معها حزنها، نذرف لذرفها، نتنهد لتنهدها، تتجاذبنا نفس المشاعر، والعواطف ذاتها، صحيح أننا نجهل الباعث لها والداعي إليها، إلا أننا لم نشكك في صدقها، وكون القلب منبعها، انهارت.. أم انتهت فقرتها الاحتفالية هذه.. نجهل تماما حقيقة ذلك"، تساءل الكثيرون عن دموع ديمي الغالية، ثم جاءت الإجابة من ديمي نفسها يوم السبت 4 يونيو 2011 حين رحلت عن الدنيا لتقول إن سر البكاء هو أن ذاك العيد هو آخر عيد استقلال تشهده في عالمنا الفاني، وكما قال الزميل الشيخ ولد بلعمش :
تمضين عنا إلى الأخرى مسافرة::وكلنا سابق يوما ومُلتحِقُ
نغر بهدأة الزمن القصير كما قال امحمد ولد أحمد يوره، وما أصدق قول الشنتمري:
ويرتاب بالأيام عند سكونها::وما ارتاب بالأيام غير أريب
وما الدهر في حال السكون بساكن::ولكنه مستجمع لوثوب
كامل الود