انتهت المظاهر الاحتفالية لتخليد الذكرى الـ 55 للاستقلال الوطني ، وأزيلت المظاهر وامتصت كل الحفر مياهها .. بصورة عامة كان العرض مقبولا وكان مناسبا وحقق معظم مقاصده إلا أن الجنوح نحو الأفضل يدفعنا لتسجيل ملاحظات متعلقة بهفوات ابروتكولية وتنظيمية يفترض أن لا تتكرر.
من تلك الثغرات ثغرة التراتبية لبروتكولية ، فالحدث كان تظاهرة وطنية رسمية من الطراز الأول ولم يكن تظاهرة جهوية لذلك كان يفترض أن يكون الوزير الأول على ميمنة الرئيس مباشرة ويحدد مكان آخر للوالي .. كذالك كان يفترض تقديم وزراء السيادة والرؤساء السابقين .. وكان يفترض أن يكون هنالك منعش للإستعراض بجنب القاعة يقدم للمدعوين الرسميين بالمنصة فقرات الاستعراض يعلن تراتبية التشكيلات المستعرضة على غرار ما قامت به فرق النقل الاعلامي المباشر .. كان لافتا كذلك التواجد المكثف لسيارات اتويوتا وإشهارها الغير مقصود لشعار شركة تجارية أجنبية وكان يمكن تفادي ذلك بتمويه السيارات كما تفعل كل الدول.
كان لافتا أن أضواء السيارات الاحتفالية رسمت عن غير قصد الوان علم بلد آخر.
يلاحظ كذلك ازدواجية اعتباطية الكتابة على السيارات باللغتين العربية والفرنسية ولعلنا البلد الوحيد في العالم الذي يعتمد هذه الثنائية الغربية التي لا مبرر لها على الاطلاق.
قبل أن أنهي الملاحظات أشير إلي أن بعض الناس لم يفهموا ارتداء المتقاعدين العسكريين للزي العسكري الرسمي للضباط العاملين ، ولم يدركوا كنه توشيح وزير ما زال يمارس مهامه التنفيذية لأول مرة في تاريخ الجمهورية ، ولم يعرفوا على وجه التحديد طبيعة العلاقة التراتبية يبن والي انواذيبو ورئيس منطقتها الحرة.
وبالنسبة للمؤتمر الصحفي لفخامة الرئيس الذي تخلله آذان وإقامات لتنظيمه في مكان غير عازل للصوت توقعنا أن تطرح أسئلة متعلقة بالقرارات المهمة التي اتخذها الرئيس بشأن مجانية علاج المسنين وتوفير التأمين الصحي للبحارة والحمالة والتكفل بأبناء شهداء القوات المسلحة .. لكن الزملاء الذين تم انتقاؤهم لمحاورة الرئيس ذاك المساء تجاهلوا هذه المواضيع رغم أهميتها وآنيتها وطرحوا أسئلة عتيدة تطرح للمرة العاشرة حول قضايا مجترة تفرق ولا تجمع.
في الأخير نتلمس الأعذار ونجزم بصدق النوايا لكن التقييم أمر مهم وتحديد المسؤوليات أمر جوهري والمحاسبة ضرورية في قضايا بمثل هذه الحويوية والأهمية.
وأختتم مع المتنبي بالبيت القائل:
ولم أر في عيوب الناس عيباً *** كنقص القادرين على التمام
بقلم: أحمدو ولد أعمر