ليست النجمة الآفلة في علم الفضاء نجمة. هي عبارة عن احتراق المادة في طريق سيرها في المجرة فتحدث ضوءا في السماء ورمادا على الأرض. ليس عن تلك النجمة تحكي كريستين حبيب في كتيب شعرها الحامل عنوان " عن نجمة هوت "، انما عن حالة حب لم تكتمل بعد. لم تحترق ولم تصبح رمادا انما تسير في مجرة البشر الصعبة . ولأنها لم تكتمل فهي تذوب يوما بِرِقَّة كلمة "احبك "على شفتي عاشقة، وتتمرد يوما آخر فتصرخ : " لن تعرف وجهي / ما عاد سهل قطن / صار ميدانَ ثوَّار وساحة احرار ". وتهنأ يوما ثالثا فتغرد : " ونلتقي ساعة الغروب / لنفطر على حبة عشق "
ليس الحبيب هو القضية، ولا رجل محدد هو المنشود، انما بين ضفة قصيدة واخرى، وعلى عتبات بيت شعر وآخر، وعند حفافي كلمة وشعور، تصبح حالة الحب وحالة التمرد وحالة السكينة، جسورا للبحث عن شيء أجمل في هذه الحياة الهاجمة على انسانيتنا من كل حدب وصوب. كأنما في البحث عن سعادة لم تكتمل، سر السعادة.
تنبعث العبارات البسطية ،على طريقة الهايكو الياباني سلسةً، وكأنها تقال في لحظة الشعور دون بحث عن مجمِّلات لغوية وبلا تقعُّر لفظي عديم النفع، فنقرا تحت عنوان "حقل اقلام " في لحظة حقول الغام الادمغة التي فجرت كل تاريخنا وحضارتنا المشرقية والانسانية،نقرأ :" لا احب الزعماء/ ولا رجال الدين / ولا العسكر . أحب ريشةّ عصفور / وترّ قيثارة/ رذاذّ غمامة / بقايا قمر " .
هي قصة نجمة تهوى لا نجمة هوت، لكنها تعرف ان طريق الحب أجمل من الوصول اليه فتبقى في منتصف الطريق تجمِّل الزمن الباقي قبل المُبتغى. هي قصيدة نجمة تنشدها لتغرس واحة وزنبقة وياسمية في صحراء البشر .
مبارك لزميلتنا، فراشة النشرات الاخبارية في قناة " الجديد " كريستين حبيب ، حبيبها الجديد النائم بين ثنايا " نجمة هوت " لتأتي كساندريلا تقول له همسا : " ولي على خطوط وجهك أسفار ومحطَّات " .