تتسارع دقات قلبي .. ترتعد اليد .. يعرق الجبين .. يتوقف القلم .. تجف الصحيفة .. وتتلاشي الكلمات .. تتقطع كلَّ العُرى والوَسائلِ .. أمسك ثوبي بالوَصائلِ .. ماذا أقول فالكلام عن صاحب عظام الخصال .. تخونني لغتي ويخونني الكلام .. سأتكلم في حق خاتم الرسائل عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام .. سأتكلم عن محق الحق على الباطل مخلص البشرية من الضلال والظلام.
توقف القلم وحق له ذلك .. فخصال رسول الله صلي الله عليه وسلم سيجف أي قلم حتى ولو كان مداداه البحر قبل احصائها.
وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوجههِ** ثِمالُ اليتامى عِصْمة ٌ للأراملِ
يلوذُ به الهُلاّكُ من آلِ هاشـــمٍ **فهُم عندَهُ في نِعمة ٍ وفَواضــلِ
تخيل أي القارئ هناك ملك من ملوك اليمن اسمه تبَّع {أسعد الحميري} سمع عن يهود المدينة ، وكان يكره اليهود ، وذلك قبل ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم بثلاثمائة سنة ، فذهب إلى اليهود ليقضى عليهم فخرج له عالم من علماء اليهود - اسمه شامويل ـ ، وقال له : يا جلالة الملك إنك لن تستطيع أن تقضى على هذه البلدة ، قال له : لماذا ؟ قال له : إن هذه البلدة ستكون مهاجر نبي آخر الزمان ، وتكون دار إقامته ، وأنصاره قوم من اليمن فرجع الملك عن رأيه في غزوهم ، وبني بيتاً لرسول الله - حتى إذا هاجر يسكن فيه - وأحضر مجموعة من العلماء الذين معه - وعددهم أربعمائة عالم - وأعطى لكل عالم منهم جارية ، ونفقة ، وأمرهم أن يسكنوا في هذه البلدة ، حتى إذا جاء هذا النبي ، آزروه ونصروه ، وترك لهم كتاباً يسلمونه للنبي ومكتوب فيه :
شهدت على أحمد أنه \ رسول من الله بارى النسمّ
فلو مدَّ عمرى إلى عمره \ لكنت نصيراً له وابن عمّ
وجالدت بالسيف أعداءه \ وفرّجت عن صدره كل غمّ
فآمن بالنبي ، وذهب إلى الكعبة فغسلها ، وطاف بها وهذا الإيمان برسول الله صلي الله عليه وسلم كان قبل بعثته بثلاثمائة عام ، ويمر الزمن ويهاجر رسول الله إلى المدينة ، وكل واحد من أهلها يريد أن يأخذ رسول الله إلى بيته ، فيقول لهم : دعوا الناقة فإنها مأمورة ، فتأتى الناقة عند بيت أبى أيوب الأنصاري وتبرك.
فإذا بأبي أيوب الأنصاري هذا من سلالة كبير العلماء ، وهذا البيت الذي يسكنه أبو أيوب ، كان بيت تبَّع الذي بناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينزل صلوات الله وسلامه عليه إلا في بيته الذي بناه له الله سبحانه وتعالى من ثلاثمائة عام على يد تبع فالكون كله كان يعرف كل شيء عن بعثته.
مــن أينَ أبدأ ُوالحديثُ غــرامُ ؟ *** فالشعرُ يقصرُ والكلامُ كلامُ
مــن أينَ أبدأ ُفي مديح ِمحمدٍ ؟ *** لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ
ماذا نقولُ عن الحبيبِ المصطفى *** فمحمدٌ للعالمينَ إمــــــــــامُ
ماذا نقولُ عن الحبيـبِ المجتبى *** في وصفهِ تتكسرُ الأقــــلامُ
يا حسرة َالأيــــــام ِكيف َتبدلــت *** وهماً وضاعَ من الأباةِ زمامُ
يا سيدَ الثقلين ِيا نورَ الهــــــدى *** مــــــاذا أقولُ تخونُنُي الأقلامُ
آه ما ذا أقول
صلي الله عليه وعلى آليه وسلم.
نقلا عن صفحة المدون عبد الله محمدو على الفيسبوك: https://www.facebook.com/dedehmed