عادت مرة اخرى ظاهرة التبشير بعودة القائد الشهيد صدام حسين وهي التي برزت اولا بعد اسره ثم عادت مرة اخرى بعد اعدامه في اوساط عربية ودولية كثيرة من بينها اجهزة مخابرات معادية للعراق وللبعث وللشهيد كانت تريد تشويه صورته بتلك الادعاءات ، واذكر ان صحفية مصرية كانت ترفض قبول صحة وقوع الشهيد في الاسر وتصر على انه شبيهه وعندما زرت القاهرة في عام 2005 التقيت بها وجلبت معها ملفا ضخما لاثبات ان من وقع في الاسر هو الشبيه وليس القائد ، فقمت بتاكيد ان من وقع في الاسر هو القائد نفسه وقلت لها انني اعرفه شخصيا واميز صوته وصورته ومن اسر هو القائد صدام حسين فاصيبت بخيبة امل لكنها بقيت تصر على ان من اسر ليس هو . وفي يوم اعدام الشهيد كررت الانكار ورفضت تصديق ان من اعدم هو القائد ، ولكنها اتصلت هاتفيا باحدى ماجدات عائلة القائد الشهيد وسالتها عن هوية من اعدم فقالت لها انه القائد صدام حسين .
هل تعلمون ما حصل لها ؟ في اليوم الثاني توفيت من القهر ووجدها زوجها ميتة ، انها الصحفية المصرية المرحومة ماجدة حسين . اذكر ذلك لاوضح حقائق بالغة الاهمية فمن يردد هذه القصة واحد من ثلاثة اما يريد التكسب من وراءها كما فعل بعض المصورين اليمنيين او انه محب ولكنه لا يدرك نتائج ترويج هذه القصة او انه مدفوع لترويجها بوعي منه او بدون وعي من قبل اجهزة مخابرات معادية للعراق والهدف الكبير هو تحطيم الصورة الفريدة والاستثنائية لبطولة صدام حسين في لحظة استشهاده والتي حطمت الصور المشوهة التي روجها الاعلام الغربي والصهيوني عنه قبل اسره ، وثبتت صورة البطل الفريد والاستثنائي في بطولته فاذهلت العالم واكسبت الشهيد صدام حسين المزيد من الاحترام حتى من اعداءه .واذا قلنا الان ان من اعدم ليس القائد الشهيد فان ما يترتب على ذلك امور خطيرة تشكل كلها اساءة بالغة للشهيد منها :
1- الغاء او تحطيم كل صور بطولة لحظات الاعدام وهي صور فريدة واستثنائية ولا يوجد نظير لها ابدا ، ومن ثم زوال اعجاب العالم بالقائد الشهيد فاذا اقتنع البعض بانه لم يعدم فان تلك الصور البطولية الفردية سوف تلغى ويصبح استشهاد صدام حسين كذبة روجت .
2- اما الاهم والاكثر سوءا واساءة للقائد الشهيد فهو ان القول بان من اعدم هو البديل يشكل اهانة كبيرة للقائد الشهيد لان تلك القصة تلصق بالشهيد صفة غريبة عليه تماما وهي الانانية حاشاه الله منها لانه القصة الكاذبة ضحى بشخص اخر اعدم بدلا عنه . هل ترون الان ما نتيجة انكار استشهاد القائد صدام حسين ؟
ولكي تكون المسألة واضحة نؤكد بان من روج تلك القصة اصلا جهات مخابراتية امريكية وبريطانية بهدف الاساءة للقائد الشهيد بعد اعدامه لان الشعبية التي اضيفت لشعبيته وخلدته اصبحت عائقا امام تواصل خطة شيطنة القائد الشهيد وتشويه صورته وكلنا يتذكر كيف لفقت قصة اسره في جحر وتصويره بطريقة متعمدة وهو مخدر لاجل اسقاط صورة البطل عنه ، لكنه حطم تلك الخطة اثناء محاكمته فحاكم جلاديه واظهر معدنه الحقيقي كبطل اسطوري لا يضاهى ثم توج تلك الصورة البطولية الفردية بلحظة الاستشهاد حينما كسر كل قواعد التوقع وابتسم وهو يغيب عنا وردد الشهادتين .
يضاف الى ذلك ان خطة اجتثاث البعث وضعت على فرضية تأكيد الاكاذيب التي تشوه صورة البعث وقائده الشهيد فاذا روجت بنجاح ودون اثبات كذبها فان ابادة الاف البعثيين والوطنيين تصبح اسهل فمن كانت صورته منفّرة وسلبية جدا يمكن تصفيته باقل ردود الفعل الرافضة . لكن بطولة الشهيد ورفاقه الشهداء وصمود مناضلي البعث ودورهم الجهادي اسقط تلك الخطة فمن يمتلك تلك البطولة والاستعداد للتضحية ويستطيع تفنيد الاكاذيب حتى وهو معرض للتعذيب والموت يستحق الحماية الشعبية عراقيا وعربيا وعالميا .
ومما يؤكد شكوكنا يهوية من يروج تلك القصة خصوصا من يدعون انهم بعثيين استخدامهم اسماء مستعارة وهذه اول الادلة على انهم مسيرون لان المروج لو كان بعثيا لعرفه الحزب كما عرف بقية المناضلين والابطال الذين اضطروا لاستخدام اسماء مستعارة فعرفوا انفسهم للحزب ، ولكن بقاء شخص او اكثر يكتب باسم مستعار ولانعرفه ثم يروج قصصا فبركتها المخابرات الامريكية والبريطانية ويزيد على ذلك بتقديمه مؤشرات اخرى تؤكد الشكوك به بقيامه بنشر الفتن بين الوطنيين وانصار المقاومة يؤكد بان هذا العمل مشبوه ويبعث على الشك بهوية من يقوم به . لذلك يجب الحذر كل الحذر من امثال هؤلاء وعزلهم ورفض الحوار معهم وكشفهم بلا تردد لاحباط خطة الاساءة للقائد الشهيد وللحزب .
واكرر انا شخصيا تشرفت بمعرفة القائد الشهيد بصورة شخصية ومباشرة ومنذ عام 1963 والتقيت به اخر مرة قبل حوالي شهرين من الغزو في مؤتمر السفراء الاخير وكان لقائي معه خاص واستغرق حوالي ثلث ساعة ، ولذلك اميز بسهولة صوته وصورته وانبه من يردد هذه القصة بحسن نية وحبا بالقائد الشهيد الى مزالق ترديدها وضرورة التوقف عن ذلك.
رام الله - دنيا الوطن - صلاح المختار